العقوبات الغربية على موسكو تأتي بنتائج عكسية وواشنطن وبرلين أول المتضرّرين
البعث – وكالات:
تتعالى يومياً أصوات الصراخ في أوروبا والولايات المتحدة على خلفية العقوبات الغربية غير المسبوقة المفروضة على موسكو بشكل ممنهج لتدمير اقتصادها، بحجة العملية العسكرية الخاصة التي شنّها الجيش الروسي على أوكرانيا، حيث تبيّن لاحقاً أن جميع التقديرات الغربية التي تحدّثت عن إمكانية إجبار روسيا على أن تجثو على ركبتيها نتيجة لهذه العقوبات كانت خاطئة، وبدل أن يحدث ذلك تسبّبت العقوبات بارتفاع غير مسبوق لأسعار السلع في الولايات المتحدة وأوروبا، وبدأت الأصوات تتعالى في الداخل الأمريكي والأوروبي على حدّ سواء بضرورة العودة إلى الحوار مع روسيا لتجنّب مزيد من الآثار الكارثية على الاقتصادين.
فهذا الرئيس الأمريكي جو بايدن يفشل مجدّداً في الإجابة على سؤال صحفي حول مسؤولية إدارته عن التضخم القياسي ببلاده، ليسهب في موضوع بعيد عن الإجابة ويلقي باللوم على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في إعادة لمشاهد كوميدية كثيرة حدثت معه سابقاً خلال لقاءاته مع الصحفيين.
ومن اللافت أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يربط فيها بايدن الزيادة القياسية في أسعار السلع الأساسية في الولايات المتحدة والأكبر خلال الأربعين عاماً الماضية، بالوضع في أوكرانيا وبالرئيس الروسي.
وقد تحوّلت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون على روسيا بهدف تدمير اقتصادها، إلى مشكلات اقتصادية للولايات المتحدة وأوروبا، وتسبّبت في زيادة خطيرة في أسعار الوقود والغذاء. ووفقاً لوزارة العمل الأمريكية، بحلول نهاية آذار، زادت أسعار المواد الأساسية بنسبة 8,5 في المائة على أساس سنوي، مسجّلة نموّاً هو الأعلى منذ كانون الأول 1981.
وأظهر استطلاع لشبكة CNN في أواخر نيسان، أن تقييم المواطنين الأمريكيين للاقتصاد الوطني كان عند أدنى مستوى له منذ عقد. وحسب نتائج الاستطلاع، فإن أغلبية الأمريكيين (66%) يعتقدون أن سياسات بايدن تضرّ بالاقتصاد الوطني، واعتبر ثمانية من كل عشرة مشاركين أن الإجراءات التي اتخذتها إدارته “غير كافية” لمكافحة ارتفاع التضخم.
وفي ألمانيا، انتقد رئيس وزراء ولاية ساكسونيا الألمانية مايكل كريتشمر بشدة حظر إمدادات النفط من روسيا، مؤكداً أنه سيقود إلى نقص موارد الطاقة ووقف الإنتاج وفقدان الوظائف.
ونقلت وكالة أنباء “دى بى ايه” عن كريتشمر قوله: “أعتقد أيضاً أن الوقت قد حان لإلقاء نظرة فاحصة: مَن الذي يتألم في الواقع؟ هناك طلب عالمي على الفحم والنفط والغاز… إذا اشترت الدول الأوروبية موارد الطاقة من غير روسيا، سيحدث نقص في هذه المواد” ستعوّضه روسيا.
وقال: “الطاقة هي كعب أخيل في أي اقتصاد، وأسعار النفط والغاز “سامة” حتى الآن. إذا حدث نقص في موارد الطاقة، فإن النقطة ليست أن الشقق لن تعود دافئة فحسب، بل نحن نتحدّث عن حقيقة أننا سنوقف الإنتاج، ونفقد الوظائف”، مشيراً إلى أن العلاقات الاقتصادية مع روسيا لا تزال مهمة.
ومن أمريكا اللاتينية، أعلن الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز، أن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا تهدّد دولاً أخرى حول العالم، وأن الوضع في أوكرانيا يهدّد أمن الطاقة والغذاء عالمياً.
وفي حديث لقناة RTVE الإسبانية، قال فرنانديز الذي يزور مدريد حالياً: “هناك العديد من الدول في قارتي تقع تحت وطأة الكثير من المخاطر بسبب الوضع الحالي”.
وأشار إلى أن هذين الاجتماعين كانا جيدين، “تحدّثنا فيهما عن مخاوفنا من الأزمة الاقتصادية”.
وتابع: “العقوبات الاقتصادية ضد روسيا نعاني منها جميعاً”.