أبو عاقلة.. اسم جديد في القافلة الطويلة لشهداء الكلمة دفاعاً عن فلسطين
تقرير إخباري
جاءت جريمة استهداف الاحتلال الإسرائيلي المباشر للصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، لتضاف إلى سلسلة طويلة من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين، ولتؤكد من جديد خوف الكيان وهلعه من افتضاج جرائمه المرتكبة بحق الفلسطينيين.
فالشهيدة أبو عاقلة التي وثقت بكاميرتها مئات التقارير المصورة عما يقوم به جنود الاحتلال من فظائع وممارسات عنصرية وهمجية، انضمت إلى قافلة طويلة من شهداء الكلمة الذين فضحوا الاحتلال، حيث وثقت مؤسسات فلسطينية خلال عام 2021 ما يزيد على 368 انتهاكاً، من بينها 155 انتهاكاً مباشراً بين إصابات وقتل، واستشهد فيها 3 صحفيين خلال العدوان الأخير على قطاع غزة هم: محمد شاهين، وعبد الحميد الكولك، ويوسف محمد أبو حسين. كما قصف 33 مقراً صحفيا في قطاع غزة خلال العدوان، منها ما دُمّر تدميرا كليا ومنها ومنها برج الجلاء مثال فاضح على ذلك.
مع بداية العام رصدت مصادر إعلامية 100 انتهاك ضد الصحفيين، معظمها خلال شهر نيسان الماضي وتركزت ضد الصحفيين في القدس المحتلة ومخيم جنين، خلال تغطيتهم الأحداث.
البيانات السابقة تدلل على محاولات الاحتلال لمنع الصحفيين من تغطية جرائمه بحق المدنيين الفلسطينيين، وفي نفس الوقت منع تغطية انكساره أمام المقاومة الفلسطينية التي أزلت جيش الاحتلال وقادته في أكثر من مناسبة.
وفي متابعة لعمليات الاستهداف الصهيوني للصحفيين، بينت نقابة الصحفيين الفلسطينيين أن الاحتلال قتل 55 صحفياً فلسطينياً خلال قيامهم بعملهم الصحفي منذ انتفاضة الأقصى عام 2000.
في حين ذكر تقرير لمنظمة دولية تَعرَّض أكثر من 144 صحفياً، فلسطينياً وأجنبياً، لاعتداءات جيش الاحتلال خلال تغطيتهم الأحداث بفلسطين المحتلة خلال السنوات الأربع الأخيرة، بما في ذلك إطلاق النار عليهم، ورشقهم بالقنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية، والضرب بالعصي، والسحل، مما خلَّف إصابات بليغة نتج عن أغلبها عاهات دائمة، كفقدان الأطراف والأعين، والتشوهات في الوجه، كما أورد نادي الأسير الفلسطيني أنه يقبع في سجون الاحتلال، 16 صحفياً، من بينهم الصحفي محمود عيسى المعتقل منذ عام 1993، والصحفية بشرى الطويل من مدينة البيرة التي اعتقلت خلال السنوات الماضية 6 مرات، معظمها إدارياً.
وبيمكن القول إن استهداف الصحفيين الفلسطينيين مستمر وهو مغطى من قبل المستوى السياسي الإسرائيلي، وما يدلل على ذلك تصريحات عضو الكنيست الصهيوني بن غفير بأنه يؤيد إطلاق النار على كل صحفي يعيق عمل جنود الاحتلال.
أمام ذلك تبدو جريمة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة جريمة مكتملة الأركان، ما يحتم على المنظمات والمؤسسات الفلسطينية استغلالها لتقديم المسؤولين عنها إلى محاكم الجرائم الدولية، من خلال الفيديوهات الواضحة وشهادات الزملاء التي أكدت أنها “قتلت بدم بارد”.
إبراهيم مرهج