نور كويفاتي تعزف الموسيقا الكلاسيكية في حلب
حلب – غالية خوجة
ماذا لو عُزفت على مسرح دار الكتب الوطنية مقطوعات ومعزوفات كلاسيكية لكل من الموسيقار الألماني يوهانس برامز، والبولندي الفرنسي فريدريك فرانسوا شوبان، والنمساوي فولفغانغ أماديوس موزارت، والأرمني الأذربيجاني آرام خاتشاتوريان، والأذربيجانية عزيزة مصطفى زاده؟.
أعادتنا الفنانة نور كويفاتي، ابنة كل من المطربة ميادة بسيليس، والموسيقار سمير كويفاتي، إلى عوالم الموسيقا الكلاسيكية التي قدمتها برقّة النسمات المعطرة على آلة البيانو، وبانسجام مرفرف بين مقطوعة وأخرى، لتنتقل معها من الرومانسية بإيقاعها البطيء لبرامز إلى إيقاعات شوبان ثم إلى سوناتا موزارت، ثم إلى الراقصة المصرية المتمايلة بين أصابع نور كويفاتي وظلال إضاءة المسرح وهي ترقص الباليه مع معزوفة خاتشاتوريان، لنصل إلى معزوفة “دائماً-Always ” مع معزوفة زاده المعروفة بحبها وتأليفها لموسيقا الجاز، وتختتم مع معزوفة “يا طيوب”، لتكون الأمسية الموسيقية مهداة من نور ووالدها إلى الراحلة ميادة بسيليس.
وللمستمع أن يغمض عينيه ويفتح قلبه ويطير مع حركات الأصابع الرشيقة المتنقلة بين نغمة وأخرى، لتجعل صمته يدور بين طمأنينة وأخرى، متخيلاً كيف تتحول العلامات الموسيقية إلى أزهار وحكايات ونبضات ترن كأنها فرقة باليه، ثم تعيدنا إلى أنفسنا بحالة متأملة جميلة.
نذكر أن الحفل المنفرد في هذه الأمسية الكلاسيكية المقامة برعاية وزارة الثقافة ليس الأول للفنانة كويفاتي التي درست في المعهد العربي الموسيقي- معهد صباح فخري، كونها قدمت أول حفل منفرد لها عام 2006 بإشراف الموسيقار الروسي الراحل فلاديمير كاساتكين، كما شاركت في العديد من حفلات والدتها بسيليس، إضافة لمشاركتها في عدة حفلات قدمتها اوركسترا النفخيات السورية بقيادة الفنان إيهاب القطيش على مسرح دار الاوبرا- دار الأسد للثقافة والفنون .
أما ماذا بين أبناء سمير كويفاتي والموسيقا والوقت والحب؟ فتجيبنا كلماته عن تلك العلاقة بكلمة كتبها على بروشور الحفل: “ابنتي.. دائماً ما كنت أحدث نفسي: لو رزقت بصغيرة فسوف أعلّمها الموسيقا أكثر من أي شيء آخر، لأن الموسيقا مثلها مثل الحب، سأعلّمها ألا تأخذ عني إلا ما تراه الأفضل، وسيكون لها أخوات في العمل سوية لتحقيق هذه الأمنيات التي لم يمنحنا العمر أنا وأمهم الوقت الكافي لتحقيقها”.