النقد.. وجهات نظر لا غير!
أكرم شريم
إن النقد الأدبي، لكلّ ما نكتبه ويكتبه الآخرون وفي كل لغات العالم، إنما هو رأي شخصي لشخص واحد، أو أكثر، وليس علماً قائماً بذاته، مثل الطب أو الهندسة، إذن فإن النقد الأدبي هو وجهات نظر، وخاصة حين نرى أن كثيرين يؤيدون ويؤكدون موافقتهم وحبهم واحترامهم لعمل أدبي معيّن، وآخرون يعترضون وينتقدون هذا العمل ومن خلال كثير مما ورد فيه!.
إذن.. فالنقد الأدبي مجرد وجهات نظر، ولا تلتقي وتتفق كما يحدث عادة في كل العلوم، ومنها الطب والهندسة والفيزياء والكيمياء وإلى آخر قائمة كل العلوم!.
وكذلك النقد الفني، فهو مجرد وجهات نظر، متعدّدة ومختلفة، وذلك بدليل أن ما يعجبك وتحترمه، قد لا يعجب غيرك ويحترمه بل يرفضه غيرك وبوابل من الانتقادات!.
والنقد الاجتماعي أيضاً، إنما هو وجهات نظر، ومختلفة ومتعدّدة أيضاً، فما يمكن أن تفعله اجتماعياً أو تكون فيه من عادات وتقاليد ومواقف شخصية أو موروثة، إنما هو يعجب فئة معيّنة من المجتمع ولا يعجب أخرى، إذن فالنقد الأدبي، ولكلّ ما نقدمه أو نعرفه من الأعمال الأدبية، وكذلك النقد الفني، ولكل ما نقدمه أو نعرفه من الأعمال الفنية، وكذلك النقد الاجتماعي، ولكل ما تفعله اجتماعياً أو تكون فيه من عادات وتقاليد وكما ذكرنا ومواقف شخصية أو موروثة، إنما هو وجهات نظر قد تتفق أحياناً وقد تختلف، ولا نقد على الإطلاق هو علم ثابت مثل كل العلوم التي نعرف، ونذكر منها الطب والهندسة والفيزياء والكيمياء، ولا نريد الإطالة في ذكر العلوم لأنها معروفة ولأننا نعرفها، ولا نختلف في شيء منها أو عليها!.
وما عدا ذلك من كل أنواع النقد الأخرى، إذا جاز لنا أن نحدّدها أو نحدّد بعضها، مثل النقد الأخلاقي، والنقد العاطفي، والإنساني فإنها كلها أيضاً، مجرد وجهات نظر قد نتفق عليها وقد لا نتفق، ويظلّ هذا الاتفاق أيضاً، أو عدم الاتفاق مجرد وجهات نظر، فنحن في هذا العالم فئات كثيرة، ووجهات النظر في هذه الحالة تكون كثيرة، وقد لا يكون من الممكن حصرها ولا حتى معرفتها كاملة.
وهكذا تكون النصيحة اليوم، أن النقد وفي كل المجالات والحالات وعند كل الشعوب مجرد وجهات نظر وليس علماً قائماً بذاته كبقية العلوم.