اغتالوا الجسد وبقيت الفكرة
سمر سامي السمارة
في إشارة إلى تاريخ الكيان الإسرائيلي الطويل في استهداف الصحفيين، دعا مدافعون عن حقوق الإنسان مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى فتح تحقيق مستقل وشامل وشفاف حول استشهاد الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي استُشهدت برصاص الاحتلال أثناء تغطيتها لغارة اسرائيلية على مخيم جنين.
كانت شيرين أبو عاقلة، المراسلة الفلسطينية البالغة من العمر 51 عاماً، ترتدي خوذة وسترة تظهر بوضوح أنها صحفية، عندما أطلقت قوات الاحتلال النار على رأسها أثناء تغطيتها لاقتحام جيش الاحتلال لمخيم جنين في الضفة بشكل غير قانوني.
وعلى الرغم من تصنيف مسؤولين ومنظمات دولية بارزة “إسرائيل” كدولة فصل عنصري، تمنحها الولايات المتحدة 3.8 مليارات دولار تقريباً من المساعدات العسكرية السنوية غير المشروطة.
قال المدير التنفيذي والمؤسّس المشارك لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية نهاد عوض: “تشنّ حكومة الفصل العنصري الإسرائيلية طوال هذا العام، هجمات عنيفة بشكل متزايد على المراسلين والمصلين والمسعفين والمتظاهرين”. متابعاً أن “لقوات الاحتلال الإسرائيلي تاريخ طويل في استهداف الصحفيين، حتى أنها قصفت مقر وكالة أسوشيتد برس في غزة العام الماضي”.
وأضاف عوض: “يجب وضع حدّ لجرائم الحرب هذه، ويتعيّن على الرئيس بايدن أن يدعو على الفور إلى وقف كامل للهجمات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، وأن يوجّه مكتب التحقيقات الفدرالي لبدء تحقيق مستقل في اغتيال شيرين أبو عاقله”.
وفي بيان له، قال نائب مدير المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية صالح حجازي، إن اغتيال أبو عاقلة “تذكير دموي بالنظام المميت الذي تحبس فيه إسرائيل الفلسطينيين، فإسرائيل تقتل الفلسطينيين الأبرياء يميناً وشمالاً دون عقاب، فكم العدد الذي يجب قتله حتى يتحرك المجتمع الدولي لمحاسبة إسرائيل على الجرائم المستمرة ضد الإنسانية؟”.
وأضاف حجازي: “يتعيّن على جميع دول العالم أن تتحمّل مسؤولية أخلاقية وقانونية لاتخاذ إجراءات فورية لوضع حدّ للجرائم المستمرة التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين بهدف الحفاظ على الفصل العنصري، كما يجب على المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أن يرسم مساراً باتجاه قدر أكبر من العدالة والحقيقة والتعويض لوضع حدّ للإفلات من العقاب الذي يشجع على استمرار مثل هذه الجرائم”.
وبدورها، أصدرت اللجنة العربية الأمريكية لمناهضة التمييز بياناً أشادت فيه بـ”أبو عاقلة” باعتبارها صوتاً مبدعاً غطى ممارسات الاحتلال العدوانية لأكثر من 20 عاماً، ويتردّد صدى اسمها في كل بيت فلسطيني.
وتابعت المجموعة: “نتذكر شيرين والعديد من الصحفيين الفلسطينيين الآخرين الذين وضعوا حياتهم على المحك لمكافحة الرقابة التي تنشرها وسائل الإعلام الغربية بشكل روتيني عند تغطية ممارسات الاحتلال، كما نتذكر ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في ظل نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، ويعانون من عمليات الإخلاء القسري والتطهير العرقي ونقص حقوق الإنسان الأساسية”.
وحثّت المجموعة إدارة بايدن على إجراء تحقيق كامل ومستقل ودولي في اغتيال شيرين، مضيفةً أن الشفافية الكاملة والمساءلة الكاملة عن جريمة الحرب هذه ضرورية، وكأميركيين، ندعو الإدارة الأمريكية إلى وقف جميع المساعدات العسكرية لإسرائيل، التي تستخدم أموال ضرائبنا، لارتكاب هذه الفظائع. حان الوقت الآن للضغط على الحكومة الإسرائيلية والدفاع عن حقوق الإنسان للفلسطينيين.