نانسي زعبلاوي مع فرقة “قصيد”: أتمنى أن أكون فخراً لسورية
“كونوا معي، نتشارك لحظة الحقيقة، لحظة الفنّ”، الكلمات التي حيّت بها نانسي زعبلاوي جمهورها الكبير على مسرح الأوبرا من خلال فيديو كليب، بحفلها الرائع مع فرقة “قصيد” بقيادة المايسترو كمال سكيكر، والتي تميّزت بدور البيانو (إياد جناوي)، والأكورديون (وسام الشاعر) في أغلب الألحان الجميلة القوية لموسيقا الزمن الجميل، وقد ازداد الحفل جمالاً بالتقنيات البصرية المبهرة، من حيث الإضاءة المتغيّرة مع الألحان، والشاشة الثلاثية وفنية الغرافيك، فغنّت زعبلاوي لعمالقة الفن العربي، ولاسيما وردة، مع نجاحاتها الخاصة بعد طريق حافل ابتداء بـ”من مستحيل، وصولاً إلى المحطة 40″، فأصغى الجمهور بشغف طيلة ساعة ونصف لصوتها الجميل المتناغم مع أغنياتها العاطفية والحالة الدرامية التي تصفها.
بدأت بأغنية حبيبي – كلمات وألحان بليغ حمدي – “ناديني حتلاقيني لو في آخر الدنيا”، مع مرافقة خافتة للوتريات والبيانو والأكورديون ومن ثم الفرقة، ثم انتقلت للموسيقا التصويرية بغناء شارة مسلسل “حائرات” للملحن السوري إيهاب المرادني، مع دور خاص للخط الإيقاعي “حررني ولو لحظات” وتكرار “لا أدري” مع البيانو في القفلة، لتعود إلى ألحان بليغ حمدي وكلمات عبد الرحيم منصور في الأغنية الشهيرة “اشتروني”، وسُبقت بصولو الكمان في المقدمة لجمالية اللحن الرومانسي الهادئ.
المنعطف بالحفل بغناء زعبلاوي أغنيتها الحكاية -كلمات وائل توفيق، وألحان رامي صبري- التي تصف فيها حالة الفراق بإحساسها المرهف الذي أضفى جمالية لصوتها مع البيانو، لتأتي القفلة الحزينة مع نغمات البيانو “الحكاية من البداية فيها وهم وخداع، عل العتاب أنا مش حلومك ولا حعتب عليك، المهم إنك ماشي والحياة حلوة بعنيك”، تخلّلها فاصل للتشيللو والإيقاعيات، لتأتي القفلة الحزينة مع البيانو.
وبأدائها الرائع أبهرت الجمهور “توبة يا شوق” التي غنّتها بالحفل السابق في الأوبرا، وبدأت الجملة الموسيقية باللحن الإيقاعي الهادئ مع الناي، ومن ثم يتصاعد اللحن مع الغيتار والفرقة، ثم أغنية الدموع “دموع ألم دموع جراح”، ترافقت مع الخط الإيقاعي، وتغيّر النمط اللحني بأغنية حراس المدينة، للأخوين رحباني لتأتي القفلة الغنائية حتى السكون “نسيني”. واختتم الحفل برائعة زعبلاوي “المحطة 40″، إذ زادت المؤثرات الإيقاعية مع الأكورديون والبيانو من جمالية كلماتها “حدك أنا شو مشيت، عالحلوة والمرة، وطفلة بهواك بقيت”.
المنافسة الإيجابية
وبعد الحفل تحدثت زعبلاوي عن تحضيرات الحفل التي بدأت منذ شهرين، وأعربت عن سعادتها بأغنيات تقدّمها للمرة الأولى من مسرح الأوبرا لعمالقة الفنّ العربي ولكبار الملحنين، إضافة إلى أغنياتها، ليكون برنامجاً مختلفاً عن حفلاتها السابقة. كما أشادت بتفاعل الجمهور الكبير معها الذي يضعها إزاء مسؤولية أكبر، وشكرت حضور الفنانين سامر كابرو والممثل فادي الشاعر ورانيا بيطار وسناء بركات، مبيّنة أن شعورها لا يوصف بمحبة زملائها، منوّهة بجمالية المنافسة الإيجابية التي تجعل الحياة أجمل.
المحطة40 تشبهني
وعن النجاح الكبير الذي حقّقه فيديو كليب أغنيتها التي حملت عنوان الألبوم الجديد “المحطة 40″، أوضحت أنها توقعت هذا النجاح، لأن كلمات الأغنية للشاعرة باسلة الحلو جميلة جداً وحساسة، وقد أضافت جمالية الألحان التي ألّفها الملحن المصري أحمد الزعيم شعوراً إضافياً إلى الحالة التي تعبّر عنها الأغنية، وتشبهها وترى نفسها بكلماتها، وتابعت بأنها لا تتخوّف من العمر وتصرّح بأنها وصلت إلى الأربعين وتفتخر بأنها تبدو أصغر بكثير، وهذا إنجاز يضاف إلى نجاحاتها، كما يعود نجاح الأغنية أيضاً إلى صدق إحساسها، فحينما يكون الصوت صادقاً يصل إلى قلوب الناس، وأضافت أنه من الضروري أن تكون كلمات الأغنية سلسة ومفهومة وقريبة من الناس حتى تُحفظ وتنتشر.
السوشل ميديا والانتشار
وتوقفت زعبلاوي عند أهمية السوشل ميديا بنشر الأغنية، ولاسيما أنها أخذت مكان السي دي والكاسيت سابقاً، ومن الضروري أن يكون الفنان حاضراً بالسوشل ميديا ويتواصل مع جمهوره.
صعوبات إنتاجية
أما عن الصعوبات التي تواجه المغني بشكل خاص، فهي مازالت ضمن المحور الإنتاجي، إذ لا توجد لدينا فكرة صناعة مغنٍ وإنما توجد صناعة ممثل، رغم أن عدد المغنين قليل على الساحة الفنية.
شارات الدراما كانت أيضاً ضمن الأسئلة، خاصة وأن زعبلاوي لها تجربة بذلك، فبيّنت أنها تحب الكلمة الجميلة واللحن المشغول بعناية قبل أن تفكر بالأسماء اللامعة، سواء للكاتب أو الملحن، وهي ترغب بغناء الشارات الدرامية.
مكاني بالغناء
وفيما يتعلّق بإقدامها على مشروع تمثيل دور يتضمن الغناء، أجابت بأنها لا تحب أن تكون إلا هي، وترى أن مكانها بالغناء وليس بالتمثيل، وأشادت بتجربة الفنانة صفاء سلطان التي أضافت بإبداعها بالغناء إبداعاً للتمثيل.
وأجابت عن سؤال “البعث” حول دورها بفكرة الفيديو كليب لأغنية المحطة 40، التي تقوم على النقلات المتعدّدة في أجواء الطبيعة والتغييرات بإطلالتها؟ بأن الفكرة فكرة المخرج، لكنها رأت أنها مناسبة لكلمات الأغنية وأحبتها. وعن رسالتها التي توجّهها من مسرح الأوبرا إلى جمهورها، قالت: “أتمنى أن أكون فخراً لسورية، وأقدّم ما يليق بسورية، وأحافظ على محبة جمهوري الذي غمرني بالحبّ”.
وتتابع نانسي زعبلاوي إصدار أغنيات ألبوم “المحطة 40” الذي يتضمن أغنيات باللهجتين السورية والمصرية تباعاً، وهي تستعدّ لتصوير فيديو كليب لأغنيتها الجديدة منه.
ملده شويكاني