الفلسطينيون في ذكرى النكبة: المقاومة طريق الخلاص للتحرير والعودة
البعث – وكالات:
أحيا عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، الذكرى الـ74 للنكبة الفلسطينية، وسط التأكيد على أهمية مواصلة المقاومة لتحرير فلسطين وعودة اللاجئين إلى أرضهم التي أخرجوا منها بالقوة، وحيت الحشود عمليات المقاومين التي أرقت الاحتلال الإسرائيلي وأثبتت بالدليل القاطع أن الكيان الغاصب لا يفهم سوى لغة القوة.حيث شددت قوى وفصائل المقاومة في الذكرى على أن المقاومة هي السبيل لتحرير فلسطين وعودة الحقوق المغتصبة، فأكدت حركة الجهاد الإسلامي في بيان، أنه لا تراجع عن الحق في تحرير الأرض، ودعت إلى تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني وفصائله في مواجهة العدو الصهيوني، داعية لإطلاق حملات شعبية ووطنية على أوسع نطاق والإعلامية لمساندة الأسرى.
بدورها، قالت لجان المقاومة الفلسطينية في بيان: “إنّ فلسطين كلها من بحرها إلى نهرها ملك للشعب الفلسطيني و لن نستكين عن المقاومة والقتال من أجل طرد الغزاة الصهاينة و تحرير كل ذرة من ترابها المقدس”، من جانبها، قالت حركة المجاهدين الفلسطينية في بيان: “فلسطين أرضنا الواضحة الحدود والمعالم والمساحة والحلّ لهذا الاحتلال أن يرحلوا إلى حيث أتوا، فحق العودة إلى أرضنا حق فردي وجماعي لن يسقط بالتقادم”.مشددة على أنّ “المقاومة خيارنا الاستراتيجي التي لا يمكن تجاوزه، وخيار الاستسلام هو من أوصل قضيتنا إلى هذا المنزلق الخطير وعلى قيادة السلطة التحرر من قيود أوسلو ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال”.
فيما أكدت خارجية السلطة الفلسطينية في بيان، أن نكبة الشعب الفلسطيني مستمرة عبر استمرار الاحتلال الإسرائيلي الذي يوسع الاستيطان ويحارب الوجود الفلسطيني، في ظل ازدواجية معايير المجتمع الدولي التي تشجع الاحتلال على التمادي بجرائمه.
وأوضحت الخارجية، أن ذكرى النكبة تمر هذا العام والشعب الفلسطيني ما زال يدفع أثماناً غالية من أرضه وحياته ودمائه ومستقبل أجياله، وسط حالة نفاق تسيطر على السياسة الخارجية للعديد من الدول الغربية في تعاملها مع جرائم الاحتلال التي يرتكبها على مرأى ومسمع العالم دون اكتراث للمواثيق والقوانين الدولية.
وطالبت بضرورة تنفيذ القرارات الأممية الخاصة بالقضية الفلسطينية، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم التي هجرهم الاحتلال منها.
وفي بيان منفصل، جددت خارجية السلطة مطالبتها المحكمة الجنائية الدولية بالخروج عن صمتها المريب وتحمل مسؤولياتها والبدء الفوري بتحقيقاتها في جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
وأدانت خارجية السلطة في بيان جريمة قتل الأسير الفلسطيني داوود الزبيدي التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء اقتحامها العدواني لمخيم جنين.
وبينت أن التصعيد الحاصل في جرائم الاحتلال والمستوطنين واستباحتهم أراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم ومنازلهم ومقدساتهم واستباحة حياتهم، بات يفرض أكثر من أي وقت مضى على المجتمع الدولي توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني كمقدمة ضرورية وملحة لتمكينه من ممارسة حقه في تقرير مصيره.
في الأثناء، استشهد الأسير الفلسطيني داوود الزبيدي اليوم متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين بالضفة الغربية.
واعتقلت قوات الاحتلال الشهيد الأسير ، بعد إصابته بالرصاص، خلال اقتحامها مخيم جنين قبل يومين ، وهو شقيق الأسير زكريا الزبيدي “أحد أبطال عملية نفق الحرية في سجن جلبوع” ووالدته سميرة وشقيقه طه استشهدا خلال اجتياح قوات الاحتلال مخيم جنين في نيسان العام 2002.
وشهدت مدن وبلدات الضفة الغربية اقتحامات ومداهمات نفذتها قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين، وأدت إلى اعتقال عدد من الفلسطينيين وإصابة العشرات من بينهم عدد من الطلبة.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدتي برطعة في جنين وبيت أمر في الخليل، واعتقلت خمسة فلسطينيين، كما داهمت منزل عائلة فلسطينية في قرية المنية شرق بيت لحم ونكلت بأفرادها وخربت محتوياته، وفي قرية حارس غرب مدينة سلفيت، أصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق نتيجة تعرضهم لقنابل الغاز السام أطلقتها تجاههم قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين.
كما اختطف مستوطن إسرائيلي فتىً فلسطينياً في قرية عوريف جنوب مدينة نابلس.
وأوضح مسؤول ملف مقاومة الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس في تصريح صحفي، أن مستوطناً اختطف فتى من أمام مدرسته وهو طالب في الصف الحادي عشر بمدرسة عوريف الثانوية.
فيما أصيب عدد من الطلبة الفلسطينيين جراء قمع قوات الاحتلال مظاهرة في مخيم العروب شمال مدينة الخليل إحياء للذكرى الـ 74 للنكبة، وأطلق الاحتلال قنابل الغاز السام والصوت باتجاه المشاركين في المظاهرة ما أدى إلى إصابة عدد من الطلبة بحالات اختناق، كما اقتحمت قواته حرم جامعة فلسطين التقنية خضوري في طولكرم واعتدت على الطلبة بإطلاق قنابل الغاز السام ما أسفر عن إصابة العشرات منهم بحالات اختناق.
وفي جامعة حيفا بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، اعتقلت قوات الاحتلال عدداً من الطلبة الفلسطينيين خلال إحيائهم ذكرى النكبة،
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن الطلبة الفلسطينيين تجمعوا بأعداد كبيرة في ساحة الجامعة وحملوا الأعلام الفلسطينية وأنشدوا نشيد (موطني) ورفعوا شعارات ضد الاحتلال وسياساته العدوانية تجاه الفلسطينيين، مبينة أن قوات الاحتلال اقتحمت الجامعة واعتدت على الطلبة واعتقلت عدداً منهم.
كما تجمع مستوطنون إسرائيليون عند مدخل الجامعة واعتدوا على الطلبة الفلسطينيين.
في الأثناء، جدد عشرات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
في سياق متصل، حذّرت المقاومة الفلسطينية قوات الاحتلال من تجاوز الخطوط الحمراء وإقامة “مسيرة الأعلام” واقتحام المسجد الأقصى بغطاء من حكومة الاحتلال، وبحسب مصادر صحفية، فإن المقاومة لن تترد في الرد على أي انتهاك يتعرض له الأقصى.
ومن المقرر أن تنطلق في 29 من شهر أيار الجاري “مسيرة الأعلام” للمستوطنين نحو مدينة القدس وسط تأمين كامل من قوات الاحتلال.
إلى ذلك، حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين من تدهور الحالة الصحية لثلاثة أسرى جراء انتهاكات الاحتلال بحقهم وفي مقدمتها الإهمال الطبي المتعمد.
ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن الهيئة قولها في بيان: إن الوضع الصحي للأسير رائد ريان المضرب عن الطعام لليوم الـ 39 يتدهور حيث يعاني من آلام في الرأس والمفاصل، ويشتكي من إرهاق شديد وإقياء مستمر، ولا يستطيع المشي مبينةً أن سلطات الاحتلال تحتجزه في زنزانة انفرادية بمعتقل عوفر ما يضاعف الخطورة على صحته.
ولفتت الهيئة، إلى أن الأسير خليل عواودة المحتجز في معتقل الرملة يواصل معركة الأمعاء الخاوية لليوم الـ74 وسط تدهور حاد في صحته ومخاوف على حياته.
وأشارت، إلى أن الأسير نضال رضوان المحتجز في معتقل النقب يعاني من مشاكل بالأعصاب وألم متواصل بالظهر، فيما تمتنع سلطات الاحتلال عن تقديم العلاج اللازم له.
وأوضحت الهيئة أن الاحتلال يستمر في ممارسة سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى في انتهاك فاضح للقوانين والأعراف الدولية، داعية المؤسسات الدولية إلى الوقوف أمام مسؤولياتها والتدخل الفوري والعاجل لإطلاق سراحهم.