وزيرة الثقافة تكرم فتح الله وإبراهيم.. الفائزَين بجائزة الدولة التشجيعية
دمشق – أمينة عباس
كرّمت وزيرة الثقافة د. لبانة المشوح، صباح اليوم الاثنين، الفائزين بجائزة الدولة التشجيعية لعام 2021، وهما المايسترو عدنان فتح الله في مجال الفنون، والأديب صفوان إبراهيم في مجال الأدب تقديراً لعطائهما الفني والفكري.
احتضان للمبدعين
وأكدت وزيرة الثقافة في حديثها للإعلاميين وأصدقاء الفائزَين، أن اختيارهما لنيل الجائزة تمّ بكل نزاهة وحرفية عالية، وقد كانا أهلاً لهذه الجائزة المهمّة بقيمتها الوطنية والمعنوية والتي تُمنح عادةً لمبدعين في ثلاثة مجالات (الفنون، الأدب، والدراسات) وقد حُجِبَت جائزة الدراسات في هذا العام. كما بيّنت في تصريحها للإعلاميين أن من مهام وزارة الثقافة احتضان الإبداع، وأن جائزتَي الدولة (التشجيعية والتقديريّة) تعدّان أبلغ تعبير عن حرص الدولة على احتضان المبدعين وتقديرهم وتسليط الضوء على إمكاناتهم العظيمة، موضّحةً أن جائزة الدولة التشجيعية لعام 2021 فاز بها اثنان من المبدعين الشباب، وهما: صفوان إبراهيم (في مجال الأدب) وهو عقيد طيار وروائي وثّق سنوات الحرب، وقد حرّضه استشهاد شقيقه على الكتابة بأسلوب أدبي سلس بعيداً عن المباشرة، في حين فاز المايسترو عدنان فتح الله (في مجال الفنون)، وهو قائد فرقة الموسيقا العربية وعميد المعهد العالي للموسيقا ومدير سابق لمعهد صلحي الوادي للموسيقا، إلى جانب كونه مؤلفاً موسيقياً كلاسيكياً للموسيقا العربية ومبدعاً في إعادة توزيع الموسيقا العربية، مؤكدة في ختام تصريحها أن هذه الجائزة هي حافز للكثيرين لتقديم أفضل ما لديهم.
فتح الله: الجائزة دافع قوي للاستمرار
المايسترو عدنان فتح الله أكّد في تصريح لـ “البعث” أن الجائزة تعني له الكثير، وتعني كل موسيقي سوري، لأن أي جائزة له ولغيره تمنحه طاقة كبيرة للاستمرار وتحقيق ما يطمح إليه، ودافعاً قوياً لمتابعة الطريق بالنسبة إليه وإلى كل زملائه الموسيقيين الأكاديميين، وهم الشركاء الحقيقيون في أي إنجاز، مشيراً إلى الجهود التي بذلها الموسيقيون السوريون في السنوات الماضية، إيماناً منهم بأثر الموسيقا وأهميتها في حالة الحرب والسلم، وهم الذين لم يتوقفوا عن القيام بدورهم، سواء في التدريس في المعاهد التأهيلية أو في المعهد العالي للموسيقا، أو في الحفلات التي قدّموها في أقصى الظروف، إلى جانب متابعتهم لتوثيق التراث الموسيقي وتقديم أعمال موسيقية تغني المكتبة الموسيقية السورية، إلى جانب تخريج موسيقيين لرفد الفرق الموسيقية السورية، مؤكداً أن كل ذلك تطلّب إيماناً وجهداً كبيراً بُذِل، إلى جانب دعم وزارة الثقافة لكل هذه الخطوات والذي كان له الأثر الكبير في الإنجاز والاستمرار لتقديم كل ما هو أفضل.
صفوان إبراهيم.. عيون ثاقبة
وعبّر الأديب صفوان إبراهيم عن سعادته بالجائزة التي تعني بالنسبة له أن سورية ورغم كل سنوات الحرب ما تزال ترعى جميع أبنائها وتُقدّرهم وتحفّزهم بأشكال مختلفة كالجوائز وحفلات التكريم، وهي بذلك تدحض الآراء التي تقول إن الحرب شوّشت الرؤية، لتؤكد سورية دائماً أن هذا الكلام مردود عليه، فسورية ما تزال عيونها ثاقبة وترى الجميع بوضوح ولا تنسى أبناءها وتُقدّرهم وتمنحهم الجوائز وهي ستبقى كذلك.
ميساك باغبودريان.. تشجيع المبدعين
وأكد المايسترو ميساك باغبودريان الحائز على جائزة الدولة التشجيعية في عام 2020 أن وجود هذه الجائزة يؤكد رغبة الدولة السورية في تشجيع المبدعين الشباب لتسليط الضوء عليهم، خاصّةً وأنّهم يبدعون في ظروف صعبة، مشيراً إلى أن منح الجوائز يعني بالنسبة لهم أن هناك من يُقَدّر تعبهم ونشاطهم، وهو دافع لهم لإكمال المشوار الذي قد يتخلّله أحياناً التعب، فيمدّهم بالطاقة ليستمرّوا بمسيرتهم والقيام بواجباتهم.
ليندا بيطار.. حصيلة جهد
وأوضحت المطربة ليندا بيطار أن التكريم حصيلة جهد يبذله المُبدع وهو أمر ضروري، مؤكدة أن المبدعين السوريين كثيرون، وأي تكريم لواحد منهم يمدّهم بالطاقة للاستمرار، ولكل من في بداية الطريق تقول بيطار: إن الإبداع ليس سهلاً، والوصول إلى تحقيق الأهداف يتطلّب إيماناً بما تقومون به، ومهما طال الوقت سيأتي اليوم الذي ستُقَدَّر فيه جهودكم.
يُذكر أن المايسترو عدنان فتح الله هو قائد الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية، عميد المعهد العالي للموسيقا بدمشق، حاصل على إجازة في الموسيقا من المعهد العالي للموسيقا (اختصاص آلة العود)، وماجستير تأهيل وتخصص في التربية الموسيقية من جامعة دمشق، ودبلوم في التسويق والسياحة من جامعة إيديكس البريطانية، أسس العديد من الفرق الموسيقية المحلية وله مؤلفات موسيقية ومشاركات متنوعة محلية وعربية ودولية.
أما الأديب صفوان إبراهيم، فهو من مواليد اللاذقية 1978، انتسب إلى الكليّة الجوية وتخرج ضابطا طياراً عام 1999، بدأ رحلته مع الكتابة عام 2013 بعد استشهاد أخيه في الرقة، نال جائزة حنا مينا لعام 2017 عن رواية “وصايا من مشفى المجانين”، وجائزة التكافل الاجتماعي في زمن الكورونا للإبداع الروائي عن رواية “نداء الأرواح”، كما صدرت لإبراهيم عن الهيئة العامة السورية للكتاب روايتا “طابقان في عدرا العمالية” و”رود من أرض النار” ضمن مشروع مدونة الحرب.