ثقافةصحيفة البعث

معرض الربيع السنوي.. شجرة الفنون تعرش في قلعة دمشق

افتتحت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح أمس الاثنين معرض الربيع السنوي للفنانين الشباب في بهو قاعة العرش بقلعة دمشق التاريخية، وقد شمل المعرض أعمالاً نحتية ولوحات تصوير زيتي وأعمالاً غرافيكية تعود لفنانين لا تتجاوز أعمارهم الأربعين عاماً، وقد تم اختيار هذه الأعمال التي لم تتجاوز ستين عملاً نحتياً ولوحة من قبل لجنة مؤلفة من: وسيم عبد الحميد مدير مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة، الناقد سعد القاسم، والفنانين: بثينة علي – غاندي خضر – إسماعيل نصرة – عماد كسحوت، هذه اللجنة التي تختار الأفضل من اللوحات المقدمة للمعرض السنوي من قبل المشاركين، ومن ثم يتم تحديد الأعمال التي تفوز بجوائز المعرض التي جاءت نتيجتها كالتالي:

في التصوير الزيتي جائزة أولى للفنانة نور الكوا، والثانية للفنانة فرح عبد الله.

في النحت حصلت النحاتة حنان الحاج على جائزة النحت الأولى، فيما كانت الجائزة الثانية من نصيب النحات ربيع خليل.

في فن الحفر “الغرافيك” حصلت الفنانة تسنيم شيخموس على الجائزة الأولى، أما الثانية فمن نصيب الفنانة أليسا خشيفاتي.

يعد معرض الربيع السنوي للفنانين فرصة دعم للفنانين الشباب الذين يتنافسون على تقديم أفضل إنتاجهم الفني خلال العام، وفرصة حوار فيما بينهم والتعريف بأعمالهم خارج حدود مراسمهم أو محترفات العمل، وهؤلاء الشباب هم الرافد الحقيقي للفن التشكيلي السوري، وقد أولت وزارة الثقافة من خلال مديرية الفنون الجميلة رعاية خاصة لهم، حيث اعتمدت على مشاركة الشباب في الملتقيات الفنية إلى جانب الفنانين المخضرمين، وأقامت ملتقيات خاصة بهم، وفتحت المجال لهم بالمشاركة في معرض الخريف السنوي الذي يعد مهرجان الفنون التشكيلية في سورية، كما شجعت على إقامة المعارض الفردية، وتقديم كل ما يلزم من خلال صالات المراكز الثقافية بالتعاون مع مديريات الثقافة في المحافظات.

يتضح من خلال حصيلة معرض هذا العام تميز بعض الأعمال النحتية التي تعود لخريجين من المعهد التقاني للفنون التطبيقية التابع لوزارة الثقافة، وقد بدا واضحاً أثر هذا المعهد في المنتج التشكيلي، خاصة في جوانب النحت والخزف والخط العربي والتصوير الضوئي، حتى إن معرض هذا العام الذي يقام قريباً من مكان المعهد في قلعة دمشق يجعل الأمر متداخلاً  بين معرض الربيع السنوي ومعرض خريجي معهد الفنون التطبيقية، وربما سوية المعرض جعلت الأمر مختلطاً، وتراجع عدد المشاركين من الفنانين وطلاب الدراسات العليا في كلية الفنون الجميلة.

في جانب التصوير الزيتي، تميزت أعمال مشاركة تعود للفنانين: بيان الصفدي، أسمى الحناوي، علي نزيهة، إسراء بارودي، وكريم الخياط الذي قدم عملاً تجريدياً يحمل إسقاطات تعبيرية، وكانت سمة التجريب واضحة عند أغلب الفنانين، ولا نغفل أهمية الإشارة إلى تأثر الفنانين الشباب بمعلمهم، وقد يتأخرون وقتاً من الزمن والتجربة حتى يكتشفوا هوية خاصة بهم، وقد بدا غياب دور الفنان المعلم، والحضور الواضح لتأثير قنوات الميديا وأدوات التواصل الاجتماعي التي فتحت الباب واسعاً أمام عدوى قد أصابت حتى الفنان المعلم ذاته؟!.

وفي هذا السياق نجد أن فن النحت ذاته، والمعروف أنه فن تجسيدي تشبيهي يعتمد أزلية الخامة ودوامها وحرفية النحات وبراعته في استنطاق المادة نصباً تعبيرياً وهندسة تملأ المكان رهبة ودهشة، أضحى أسهل من ذلك بكثير، ومن الممكن أن يكون تدوير المعادن والخردة عملاً نحتياً، أو أن يكون ربط الأسلاك وتحزيمها لكتل ساذجة وتقديمها عملاً مبتكراً؟!.

إن فضاء الفن هو فضاء الحرية والتجريب والابتكار، والفنان ما هو إلا شغوف ينبش عميقاً بحثاً عن ينابيع الجمال الصافية، والمرجو من ملتقيات الشباب ومعارضهم هو الدفع بالموهوب الحقيقي، والبحث في بذرة الحياة عن مستقبل يليق بخضرتها وهويتها.. هي سورية شجرة عميقة الجذور تزهر وتثمر بالخير والسلام.

أكسم طلاع