سلايد الجريدةصحيفة البعثمحليات

60 % استنتاجية و40% حفظية.. أسئلة امتحانات الشهادتين ستكون مشفرة وبعيدة عن الدورات المكررة

 

بعد أن جرت العادة بوضع عدد من نماذج أسئلة الامتحانات للشهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة من قبل مدرسين مختصين، وقيام الوزارة بعد ذلك بانتقاء نموذج منها ليعتمد في الامتحان، أكد وزير التربية دارم طباع أن الوزارة ستبتعد هذا العام عن أسئلة الدورات المكررة التي يراهن عليها بعض الطلاب بناء على توقعات مدرسين، وستركز  على تغيير النمط الامتحاني “التلقيني” واستبداله بالأسئلة الاستنتاجية الكفيلة بامتحان قدرات الطالب وبما اكتسبه من مهارات، علماً أن نموذج الأسئلة سيتضمن 60% أسئلة استنتاجية و40ِ% حفظية لكل مادة، وذلك بغية تغيير نوعية المتفوقين من متفوق “حفظي” إلى آخر “فهمي”، بما يضمن بالتالي تقديم مخرجات قادرة على اختيار اختصاصها في المرحلة الجامعية بما يتناسب مع قدراتها المعرفية وميولها العملية والأدبية.

ويأتي ذلك بالتزامن مع استعداد سورية للمشاركة في المؤتمر العالمي المزمع عقده في أيلول القادم تحت عنوان “التحول في التعليم”، مشيراً إلى الاشتغال حالياً على تطوير المناهج المحلية وفق هذه الرؤية ولاسما أن التعليم عالمياً -بعد انتهاء أعمال المؤتمر- سيطوي صفحة التعليم التلقيني والحفظي، ولعلّ ما يعزز هذا التوجه هو التطور التكنولوجي وإتاحة المعرفة  للجميع، لتبقى العبرة في النهاية هي كيفية الاستفادة من هذه المعرفة، وكيفية تسخيرها في اكتساب المهارات وتنمية المواهب.

بغية ضمان نجاح العملية الامتحانية والحيلولة دون حدوث خروقات وتسريبات للأسئلة، بين طباع أن الوزارة ستعتمد هذا العام آلية جديدة لتوزيع الأسئلة على المحافظات، إذ سيتم تشفيرها بالكامل وإرسال قبل موعد الامتحان بساعات قليلة، علماً أن الأسئلة سابقاً كانت تصل إلى المحافظات قبل أيام وقبل الامتحان يتم اختيار النموذج، متوعداً ضعاف النفوس من رؤساء مراكز أو مراقبين ممن يخروقون العملية الامتحانية بكف اليد والطرد من الخدمة، وأنه -اعتباراً من هذا العام- لن يكون هناك قرارات طي عقوبات، هذا بالنسبة للمؤتمنين على سير العملية الامتحانية.. أما بالنسبة للمؤتمن عليهم “الطلاب” فقد بين طباع وجود الجوال في الامتحان مخالفة امتحانية وعقوبة يحاسب عليها وفق الأنظمة أصولاً، معتبراً أن العدد الكبير للجوالات المصادرة أصبح يشكل عبئاً على الوزارة، وقد حاولت الأخيرة معالجة الأمر وإرجاع الجولات المصادرة لكن الموضوع بحاجة إلى مرسوم.

في سياق حديثه عن إحداث غرفة عمليات مركزية لمتابعة العملية الامتحانية واتخاذ ما يلزم فوراً في حال حدوث أي طارئ، وتخصيص رقم ساخن لاستقبال الملاحظات والشكاوى، أعلن الوزير رسمياً بدء عمل هذه الغرفة، وأفصح عن شكوى وصلت من إحدى المحافظات تفيد بقيام أحد أولياء الأمور بالتوسط  لتغير المركز المحدد من أجل تسهيل عملية الغش خلال الامتحان، وعلى الفور اتصل طباع مع مدير التربية من أجل التحقق من صحة ما ذُكر والتركيز على المركز المذكور والتأكد من سلامة التوزيع وفق التعليمات الامتحانية، معلناً أن الرقم المخصص لاستقبال الشكاوى هو 3313824.

ويعوّل طباع على دور المجتمع المحلي وتعاون الجهات المعنية في كل محافظة لجهة إنجاح العملية الامتحانية وتأمين أجواء هادئة ومريحة لأبنائنا الطلبة، مبيناً أن هذا العام لن يكون هناك جولات بشكل جماعي، إذ حددت أسماء معينة يسمح لها دخول المراكز لتفقد العملية الامتحانية من دون التجوال ضمن القاعات كي لا يسبب التشويش للطلاب، منوهاً بذات الوقت بالدورات التدريبية للمدرسين ودور الإرشاد النفسي في تخفيف القلق عند الطالب وكيفية التعامل مع الطلاب أثناء الامتحان.

بالانتقال إلى مراكز الطلبة الأحرار والمطالبات الكثيرة باختيار مراكز بالأرياف نظراً لصعوبة النقل إلى المدن، أكد وزير التربية أن مراكز الأحرار بالنسبة للذكور حصراً ستكون في المدن ولا يمكن وضع مراكز للأحرار بالريف وذلك وفق التعليمات الناظمة والتي تدخل ضمن حسن سير العملية الامتحانية وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص بين جميع المتقدمين.

يذكر أن عدد المتقدمين إلى امتحانات الشهادات بفروعها كافة /٥٧٥٤١٣/ تلميذاً وطالباً موزعين على ٥٠٢٧ مركزاً  امتحانياً،  منهم /٣١٧٢٧٥/ تلميذاً وتلميذة في شهادة التعليم الأساسي موزعين على ٢٦٩٥ مركزاً، و/٦٩٦٩/تلميذاً وتلميذة في الإعدادية الشرعية موزعين على /83/مركزاً، و/٢١٩٤٨٤/ طالباً وطالبة في الثانوية العامة (منهم ٧٨٩٨٦ بالفرع الادبي، ١٤٠٤٩٨ بالفرع العلمي) موزعين على/ ١٩٢٦/مركزاً، و/١٣٨٠/ طالباً في الثانوية الشرعية موزعين على /٢٩/ مركزاً، و/ ٣٠٣٠٥/ طلاب في الثانوية المهنية موزعين على/ ٢٩٤/ مركزاً امتحانياً.

ويشار إلى أنه تم تحديد ما بين ١٥ -٢٠ طالباً إضافة إلى مراقبين اثنين في كل قاعة امتحانية بما يضمن التباعد المكاني المناسب، وتجنب الازدحام عند دخول الطلاب إلى المركز الامتحاني وخروجهم منه، بالإضافة إلى تجنب تجمعات الطلاب وأهاليهم قرب المركز الامتحاني، وتوزيع الطلاب على المراكز الامتحانية الأقرب إلى منازلهم لمساعدتهم في الوصول دون استخدام وسائل النقل. ووفق الخطة سيتم تنظيف المراكز الامتحانية كافة بشكل كامل قبل بدء الامتحان، إضافة إلى تنظيف الأسطح في المركز الامتحاني يومياً بالكلور الممدد (المقاعد والأبواب والأدراج والحمامات والمكاتب والطاولات) وذلك بعد انتهاء الامتحان وخروج العاملين من المركز، إلى جانب إجراء المسح الحراري، وتعقيم اليدين للطلاب والمراقبين والإداريين والمندوبين والزوار عند الدخول إلى المراكز الامتحانية، وإلزام المراقبين والإداريين والمندوبين والزوار غير الملقحين باللقاح المضاد لفيروس الكورونا بارتداء الكمامة طيلة فترة الامتحان، والسماح للطلاب والتلاميذ بإدخال عبوة مياه صغيرة، وارتداء الكمامة خلال الامتحان على ألا يؤثر ذلك على حسن سير العملية الامتحانية و يتم العمل حالياً  على تجهيز مراكز الطوارئ والمراكز الصحية بشكل كامل، وتأمين الحقائب الإسعافية، والأدوية الضرورية، والتنسيق مع مديريات الصحة من أجل توزيع الفرق الطبية، وتأمين سيارات إسعاف مجهزة لمراكز الطوارئ والمراكز الصحية ووفق الإمكانيات المتاحة، كما سيتم فرز مرشدتين نفسيتين لكل مركز من مراكز الطوارئ ترافق الفرق الطبية العاملة خلال الامتحانات لتقديم الدعم النفسي، والتعامل مع حالات القلق الامتحاني لدى التلاميذ والطلاب أثناء فترة الامتحان.

وأشارت الخطة إلى أنه في حال وجود حالة مشتبهة للإصابة بفيروس كورونا بين الطلاب أو المراقبين أو الإداريين العاملين في الامتحانات العامة سيتم تأكيد الإصابة بإجراء مسحة اختبار سريع لمستضد كورونا في مراكز الطوارئ قبل أو بعد انتهاء الامتحان، وسيلزم الطلاب المصابون بحالة مثبتة بفيروس كورونا بالاختبارات السريعة او ال pcr بارتداء الكمامة طيلة فترة الامتحان.

وبقي أن نشير إلى أن الوزارة أنجزت كامل  التحضيرات والاستعدادات اللازمة لضمان إنجاز العملية الامتحانية على الشكل الأمثل انطلاقاً من حرصها على مصلحة الأبناء التلاميذ والطلاب، حيث بدأت تسليم البطاقات للطلاب النظاميين والأحرار اعتباراً من يوم الأحد ١٥/أيار و للشهادات جميعها مع مراعاة اتخاذ أقصى درجات الحيطة للحفاظ على صحة وسلامة الأبناء التلاميذ والطلاب لاسيما منع الازدحام والتجمع عند استلام البطاقات، وتوزيعها حسب الجنس والاختصاص، وتسلسل أرقام التسجيل أو الحروف الهجائية بحيث يفرز كل منها إلى كوة خاصة للتوزيع، ويراعى التباعد المكاني، والاستعانة بالمدارس القريبة من دائرة الامتحانات عند الحاجة.

علي حسون