النظام التركي.. تاريخ حافل بالابتزاز
سمر سامي السمارة
قال المحلّل والصحفي سيث فرانتزمان إن تركيا قد تلجأ كعادتها، إلى ابتزاز الناتو لمنع فنلندا والسويد من الانضمام إلى المنظمة، مضيفاً أن تركيا مستعدة دائماً لاستغلال عضويتها في الناتو، لتقويض الأمن الإقليمي، وهي ترى الآن الفرصة سانحة باستغلال طموحات الدولتين الشماليتين في عضوية الناتو.
الكلّ يدرك أن النظام التركي، من خلال القيام بذلك، يحاول انتزاع تنازلات من الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي، حيث يسعى حزب العدالة والتنمية إلى استخدام عضوية أنقرة في الناتو لابتزاز الاتفاقية الدفاعية لتلبية مطالب أنقرة.
لطالما استغلت تركيا عضويتها في الناتو لانتهاك حقوق الإنسان وشنّ غزواتها، فعلى سبيل المثال، تركيا هي إحدى أسوأ الدول التي تسجن الصحفيين في العالم، كما أنها تقوم بالتطهير العرقي. ومع ذلك، تعتقد الآن أن بإمكانها استخدام عضويتها في الناتو لمنع فنلندا والسويد من الانضمام.
تركيا، التي تضغط على جيرانها وتهدّد دول الناتو الأخرى، مثل اليونان، تلعب على جميع الأطراف، إذ تبيع طائرات من دون طيار لأوكرانيا، وفي الوقت نفسه تشتري نظام الصواريخ S-400 من روسيا. وفي هذا السياق، لابد من الإشارة إلى أن هذه السياسة التي تنتهجها تركيا، هي نتاج النظام اليميني المتطرف في أنقرة.
في الأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية التركي إن على السويد وفنلندا التوقف عن دعم الإرهابيين في بلديهما، وتقديم ضمانات أمنية واضحة، ورفع الحظر المفروض على التصدير من تركيا أثناء سعيهما للانضمام إلى عضوية الناتو، متناسياً دعم أنقرة للعصابات المسلحة والمتطرفين والإرهابيين في سورية وليبيا وغيرها من الدول.
في الأشهر الأخيرة، شنّت تركيا حملة مداهمة دعائية، لمحاولة إقناع الأصوات المؤيدة للكيان الإسرائيلي في الولايات المتحدة، بأنه يمكن لأنقرة العمل مع هذا الكيان على تحقيق المصالحة. ويندرج ذلك في إطار الاتجاه اللاسامي الشائع بين جماعة “الإخوان المسلمين” التي ترى أن “إسرائيل” وسيلة للتأثير على واشنطن، وأنه من خلال العمل مع “إسرائيل” يمكن الحصول على خدمات في الإدارة الأمريكية.