باتروشيف: الغرب قوّض الاستقرار الاستراتيجي في أوروبا والشرق الأوسط والعالم
البعث – وكالات:
صرّح سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، بأن أعمال الدول الغربية قوّضت الاستقرار الاستراتيجي في أوروبا والشرق الأوسط، وفي العالم عموماً.
وقال المسؤول الروسي: إن خطوات الغرب هدّدت أيضاً البنية الأمنية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وزعزعت الاستقرار في العالم بشكل عام.
وأشار باتروشيف في تحية وجهها لسفراء أجانب التقوا اليوم الأربعاء بقيادة المجلس، إلى أن “عدم الاستقرار يستمر في الزيادة على خلفية ظهور مراكز قوة جديدة في العالم، وذلك بسبب تمسّك بعض الدول بهيمنتها الجيوسياسية”، لافتاً إلى أن هذه الدول، “غير عابئة بمصالح الآخرين، ومضت إلى التدمير المتعمّد لمنظومة الاستقرار الدولي التي تكوّنت على مدار السنين، وتجاهلت المقترحات الروسية الخاصة بالضمانات الأمنية”.
وتابع أمين مجلس الأمن الروسي في هذا السياق قائلاً: “وبالمحصلة، تم تقويض الاستقرار الاستراتيجي في أوروبا والشرق الأوسط، وتقويض البنية الأمنية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وبنتيجة حرب العقوبات التي شنّت ضد روسيا، تزعزع بشكل حاد الوضع الاجتماعي والاقتصادي في جميع أنحاء العالم، ودُفعت العديد من الدول إلى حافة المجاعة”.
في سياق متصل، قالت صحيفة أمريكية: إن دول البلطيق وبولندا دعت الناتو لنشر مزيد من قواته على أراضيها بمزاعم “التهديد” الروسي، في حين تشكّك دول أخرى بمزاعم هذا التهديد، ما يزيد من الانقسام داخل الحلف.
وحسب صحيفة واشنطن بوست، تتزايد الخلافات في صفوف الحلفاء الأوروبيين، أعضاء الناتو، بشأن نشر قوات جديدة في أوروبا الشرقية وكيفية بناء الوجود العسكري للناتو في أوروبا الشرقية على خلفية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، إذ تشير الصحيفة إلى أن دول التحالف تقيّم العواقب المحتملة للعملية الخاصة في أوكرانيا بشكل مختلف، فدول البلطيق (لاتفيا وليتوانيا وإستونيا) وبولندا تطالب بتوسيع وجود التحالف العسكري بشكل كبير على أراضيها وتوفير أسلحة حديثة وأنظمة دفاع جوي. في حين، يشكّك أعضاء آخرون في التحالف، بما في ذلك إيطاليا وفرنسا، في أن روسيا “ستشكل تهديداً لأراضي الناتو في المستقبل القريب”.
ووفقاً لاقتراح سري مشترك من دول البلطيق، ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا، حصلت عليه صحيفة واشنطن بوست، ورد فيه أنه “يمكن لروسيا حشد قوات عسكرية بسرعة ضد الحدود الشرقية للناتو ومواجهة الحلف بحرب قصيرة، وهذا الأمر واقع”، مقترحة أن “يتم تكليف ونشر فرق من 20 ألف فرد لكل منها، في ظل وجود التهديد”. إلا أنه في الوقت نفسه، تقول الصحيفة: تخشى الدول الأخرى أن يكون نقل مثل هذه القوات المهمة إلى أوروبا الشرقية مكلفاً للغاية، وسيضعف إمكاناتها العسكرية في أجزاء أخرى من العالم.
وتوضح الصحيفة، أن العديد من دول الحلف تعتبر أن “نشر قوة كبيرة من الناتو في شرق أوروبا على أساس دائم أمر مكلف وغير مريح”، كما أن هذه الدول تخشى أن “يدير الحلف ظهره للتهديدات الأخرى التي ركز عليها في السنوات الأخيرة، بما في ذلك الإرهاب والهجرة غير الشرعية عبر البحر الأبيض المتوسط. وهذه الموضوعات تشكل أكبر مصدر قلق لدول مثل إسبانيا وإيطاليا، التي لا تزال بعيدة كل البعد عن روسيا، لكنها قريبة من شمال إفريقيا”.
ودعت دول الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي الأعضاء الآخرين في الحلف للتخلي رسمياً عن اتفاقية العلاقات والتعاون والأمن المتبادل بين روسيا وحلف شمال الأطلسي لعام 1997. وهذه الاتفاقية تحدّ من حجم انتشار قوات التحالف على أساس دائم في أوروبا الشرقية، مقابل التزام روسي بالحفاظ على السلام. لكن معظم مسؤولي التحالف يرون أن الاتفاقية باطلة ليس فقط بسبب “غزو” روسيا لأوكرانيا، ولكن لأن الكرملين نشر قوات روسية في بيلاروس، على مسافة يمكنها بسهولة أن تهدّد العاصمة الليتوانية فيلنيوس.
لكن بالمقابل فإن بعض أعضاء الحلف من أوروبا الغربية والولايات المتحدة “حذرون من الرفض الصريح للاتفاقية، مشيرين إلى أنها أداة مفيدة للتنسيق المستقبلي بين الناتو وروسيا”.
ويشير مقال الصحيفة إلى أنه من المقرر اتخاذ قرار أولي بشأن حجم الوجود العسكري في أوروبا الشرقية بحلول نهاية حزيران، عندما يجتمع قادة دول الحلف في قمة مدريد.