فوارق رقمية ومستويات متفاوتة واستقالات بالجملة حصيلة دوري سلة الرجال
البعث الأسبوعية – عماد درويش
أسدل الستار مؤخراً على المرحلة الأولى من النسخة الـ(66) لدوري أندية الدرجة الممتازة بكرة السلة لفئة الرجال، حيث لم يتبق سوى مباريات الفاينال فور الذي تأهلت إليه أندية الوحدة وأهلي حلب والجلاء والكرامة، وهبط ناديا الثورة والفيحاء لأندية الدرجة الثانية.
دوري هذا الموسم لم يكن على مستوى الطموح ووضح الفارق بالمستوى الفني بين فرق المقدمة والفرق الباقية، وجاءت أغلب المباريات باهتة، ورغم ذلك كانت هناك مباريات حفلت بالإثارة والندية واللمحات الفنية الجميلة.
الدوري هذا الموسم شهد مشاركة 12 نادياً، وهي المرة الثالثة في تاريخ السلة السورية التي يشارك فيها هذا الكمّ من الأندية، حيث سبق في الخمسينيات من القرن الماضي أن شارك العدد نفسه من الأندية، والأمر نفسه كان في التسعينيات باستثناء العشر سنوات الماضية التي أقيم الدوري فيها وفق نظام المجموعات.
وجوه شابة
وما بين الرضا عن النتائج الرقمية الموضوعة في إطارها النظري لهذه الفرق، والحالة التي نفضلها لأنديتنا بشكل عام، أنهت الفرق منافساتها بعد رحلة من الإثارة والندية، وإن كانت بالنهاية على حساب المستوى الفني الذي كنا نرغب فيه، ولعل السمة الأبرز تمثلت بالجماهير الكبيرة التي زينت مدرجات الصالات.
وأفرزت المباريات بعض الوجوه الجديدة التي يمكن الاستفادة منها في المستقبل كمحمد أوضه باشي وعمر الإدلبي واسحق عبيد ونرسيس مهران وشهم عاجوقة، ومايك مرجي وجورج قريط وتبقى التحية واجبة لبعض اللاعبين المخضرمين وممن حافظوا على مستواهم، وعلى رأسهم النجم رامي مرجانة.
الحلقة الأضعف
حكام المباريات كانوا عند حسن الظن بهم رغم وجود بعض الأخطاء التي كادت أن تؤثر على نتائج المباريات، هذا الأمر دعا الأندية خاصة بالمباريات المهمة والحساسة للطلب من اتحاد كرة السلة الاستعانة بحكام أجانب فقاد عدد من الحكام من الأردن ولبنان بعض تلك المباريات، وهذا يؤكد على أن المهمة الملقاة على لجنة الحكام بضرورة تأهيل الحكام قبل انطلاق مباريات الفاينال فور كي لا تقع بالمحظور.
مشكلة أخرى أرقت مضاجع اتحاد اللعبة هي كثرة التأجيلات للمباريات فلم يمض يوم إلا وكان الاتحاد يقوم بتأجيل أو تغيير موعد المباريات لأسباب مختلفة منها عدم جهوزية بعض الصالات (خاصة صالة حمص) وهو ما تتحمله أمانة سر الاتحاد ولجنة المسابقات على أمل ألا يتم تأجيل مرحلة الأربعة الكبار كي لا تتعارض مع تحضيرات منتخبنا الوطني لتصفيات كأس العالم وكأس آسيا.
مدارس تدريبية
الموسم الحالي شهد حالة استثنائية للمدربين سواء بالتعاقد مع مدربين أجانب فكان التوجه للمدرسة الصربية حيث تعاقد أهلي حلب مع الصربي فينكو باكيتش وكذلك فعل الوحدة الذي فضل استعادة مدربه الصربي نيناد كردزيتش وظهرت ملامح الفريقين وتحسن الأداء فتصدر الوحدة الترتيب تلاه الأهلي.
ويبدو أن عدوى تغيير المدربين انتقلت من كرة القدم لكرة السلة فلأول مرة في تاريخ اللعبة تقوم الأندية بتغيير كم كبير من مدربيها، وقد يعود الأمر لأسباب مقنعة وأخرى غير مقنعة وهذا يعبر عن واقع الحال الذي وصلت إليه اللعبة من ترهل أو لعدم وضوح الرؤية عند أغلب الأندية التي عانت الكثير في ظل عدم توفر السيولة المالية.
بعض المدربين قدموا استقالاتهم لعدم حصولهم على مستحقاتهم المالية والبغض الآخر لعدم الانسجام مع إدارات الأندية، وتم إقالة البعض لعدم اقتناع إدارات الأندية بما قدمه المدربون لفرقهم، فعلى سبيل المثال تقدم مدرب الكرامة خالد أبو طوق باستقالته من التدريب وعاد إلى ناديه السابق الجيش الذي أقال مدربه عدي خباز بسبب سوء النتائج، وعاد الكرامة إلى مدربه السابق هيثم جميل الذي قدم استقالته من اتحاد السلة ونجح بقيادة الفريق لدور الكبار، وكذلك قدم مدرب حطين سامر إمام استقالته من التدريب، ومع بداية مرحلة الإياب قدم مدرب الحرية جورج شكر استقالته ليتفرغ لتدريب منتخبنا الوطني، وحافظت أندية الثورة و الطليعة والنواعير على مدربيها، ولا شك أن ظاهرة تغير المدربين تعبر عن الوضع الصعب الذي تعيشه الأندية عامة وكرة السلة السورية على وجه الخصوص.
عودة الأجانب
اتحاد كرة السلة كان قد سمح في المؤتمر السنوي للأندية بالاستعانة بلاعبين أجانب في دور الفاينال فور، وتم إقراره بشكل رسمي في اجتماع الاتحاد مع الأندية التي تأهلت لدور الكبار، وهذا الموضوع يعتبر سلاح ذو حدين، فمن وجهة نظر البعض أن استقدام لاعبين أجانب من شأنه أن يحسن المستوى العام للدوري ويرفع من حدة المنافسة ومن شأنه أن يعيد الشغف والمنافسة والمتعة والحماسة إلى الدوري التي افتقدناها كثيراً في آخر عشر سنوات وأصبحنا نتحسر على الأيام الذهبية التي عاشتها سلتنا.
بعض الخبرات كانت تتمنى أن يكون قرار التعاقد منذ بداية الموسم وليس بدور الأربعة كي يتسنى للفرق المنافسة القوية، حيث ستكون الفائدة أكبر من مشاركة الأجانب لمدة شهر واحد فقط، فيما وجد البعض الأخر أن التعاقد لا يصب بمصلحة الأندية التي لا تمتلك المال الكافي بالعملة الصعبة لهذه التعاقدات، وأن وجود لاعبين محترفين من شأنه أن يؤثر على لاعبينا المحليين الذين سيجدون أنفسهم على دكة الاحتياط وهذا يؤثر على أداء منتخبنا الوطني في المستقبل.
أما من وجهة نظر اتحاد كرة السلة فإن وجود اللاعبين الأجانب يعتبر وسيلة لإعادة الروح إلى كرة السلة السورية التي تراجعت كثيراً وتدهور مستواها فهذا القرار من شأنه أن يعيد الحياة لها.
رأي خبير
المدرب هيثم جميل أكد لـ”البعث الأسبوعية” أن الدوري هذا العام كشف الكثير من الأمور الإدارية السلبية حيث في حال حصلت أي مشكلة في صالاتنا فإن انتظام الدوري سيكون بوضع غير صحي وهذا دليل على أن البنية التحتية للرياضة كسلة سورية بحاجة للكثير لإعادة التأهيل وإيجاد صالات أكثر في المحافظات لتغطي الاحتياجات ولكي لا يظهر أي خلل في روزنامة الدوري، وبالمنظار العام فقط دوري الرجال هو الذي تأثر بهذه الحالة وتحديداً صالة حمص على أمل أن يتم تلافي تلك المشاكل.
وبيّن جميل أن ارتفاع المستوى الفني للدوري يعود للاستقرار الذي تعيشه بعض المحافظات والأندية لكن هناك فرق أخرى لم تستطع مواكبة هذا التطور نظراً للضعف في الإمكانات المادية وهو عنصر آخر وبحاجة لتدخل المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام واتحاد السلة لدعم تلك الأندية عن طريق دراسة الريوع المالية وطريقة إنفاق تلك الأندية على اللعبة واللاعبين، مؤكدا أن هناك فرق أعطت ومضات مضيئة للدوري مثل النواعير الذي كان نداً قوياً لفرق المقدمة، إضافة لتراجع مخيف لسلة الجيش لعدم استقراره فنياً وهناك تذبذب بالمستوى الفني للكرامة حيث تأثر بانتقالات اللاعبين من صفوفه وتميز الجلاء بطموح شبانه، وتراجع الثورة بشكل مخيف أدى لهبوطه بسبب فقدانه لأميز لاعبيه بسبب الواقع المادي له.
ولفت جميل أنه متفائل بدور الفاينال فور خاصة بوجود كوكبة من المحترفين خاصة من تونس المتطورة باللعبة كثيراً، والفريق الأفضل بدنياً وفنياً هو الذي سيتوج باللقب.