زاخاروفا: هل تبحث واشنطن عن نهاية العالم أم تحاول تغطية تورّطها في أنشطة بيولوجية؟
البعث- وكالات:
نشرت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، تعليقاً حول ما تنشره صحف أمريكية مرموقة بشأن استخدام روسي مزعوم للأسلحة النووية في أوكرانيا، حاولت من خلاله البحث عن أسباب هذا الإصرار على اتهام روسيا عبر الصحف والمقالات باستخدام أسلحة نووية تكتيكية في أوكرانيا، متسائلة: هل هي نهاية العالم، تلك التي تبحث عنها واشنطن فعلاً عندما تطلق عنان مسؤوليها للحديث عن السيناريو النووي، أم أن ذلك ربما يخفي وراءه غايات أخرى ربما جاء شرحها فيما كشفته من أدلّة جديدة حول قيام واشنطن بتنفيذ أنشطة بيولوجية عسكرية في مختبرات بيولوجية على الأراضي الأوكرانية بدعم من “البنتاجون”.
جاء التعليق المنشور في قناة زاخاروفا على “تليغرام”، حيث قالت: إن الأمريكيين ما زالوا يلومون روسيا على إمكانية استخدامها المزعوم للأسلحة النووية في أوكرانيا، ويسعون بذلك إلى تحقيق عدد من الأهداف، لعل أوضحها هو تخويف مواطنيهم.
وتابعت: “لكن روسيا، لم تهدّد من قبل أي أحد باستخدام الأسلحة النووية، بل على العكس تحذر جميع الأطراف من مثل هذه الخطوات غير المسؤولة طوال الوقت، إلا أن ذلك لا يناسب واشنطن”.
وأشارت زاخاروفا إلى محاولات لنسب تصريحات بشأن أسلحة الدمار الشامل لوزير الخارجية، سيرغي لافروف، لكن الأمر لم ينجح، وتم كشف محاولة تزييف الحقيقة ببيان يفنّد تلك التصريحات المزيفة. وأضافت: “لم تفلح الخطة أ، فانتقلوا إلى الخطة ب، التي تشبه إلى حد بعيد الخطة أ، ولكن مع بعض الفروق الدقيقة. حيث صدرت في الآونة الأخيرة ثلاث مقالات أمريكية في آن واحد، تحمل جميعاً تأملات بشأن (خطط موسكو لاستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا)، حتى إن بعضها يبني أفكاراً وليس مجرد كلمات عابرة”.
من بين ذلك، والحديث لزاخاروفا، ما نشرته جريدة “بوليتيكو” التي تؤكد أن لديها معلومات عن 3 سيناريوهات لدى موسكو لاستخدام أسلحة نووية في أوكرانيا، حتى إن بعض هذه المعلومات تخص القاعدة التي ستطلق منها هذه الأسلحة. وتابعت زاخاروفا: “مرة أخرى يجدر القول بأن كل هذه السيناريوهات الثلاثة موجودة فقط في أوهام كاتبها”.
وتتابع زاخاروفا: إن مجلة “نشرة العلماء النوويين” Bulletin of the Atomic Scientists نشرت مقالاً تضمّن حتى ساعة “يوم القيامة” التي تظهر الوقت المتبقي قبل نهاية العالم، عقب استخدام روسيا للأسلحة النووية التكتيكية في أوكرانيا، وكيفية ردّ الولايات المتحدة على استخدام موسكو للأسلحة النووية، وعلى الرغم من أن كاتب المقال، والموظف السابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جيفري إدموندز، يستشهد بالعقيدة النووية لروسيا والمنشورة على صفحة الكرملين بعنوان “أساسيات سياسة الدولة الروسية في مجال الردع النووي”، إلا أن ذلك لم يمنعه من توهّم “يوم القيامة النووي”.
وتابعت زاخاروفا: “ثم يأتي مقال “ذي ناشيونال إنتريست” The National Interest، الذي يكتب فيه، تصوّروا من! المهندس الأمريكي لاستراتيجية أفغانستان، زلماي خليل زاد، الذي يتكهّن فيه الدبلوماسي الأمريكي بما سيحدث، إذا ما شنّت موسكو ضربة نووية استراتيجية مباشرة على الولايات المتحدة الأمريكية.
ويبدو أن السيد خليل زاد، وبعد النجاح الذي حققه في كابل، قرر عدم تقييد نفسه بأفغانستان، والتفت إلى الكوكب بأسره”.
وتنهي زاخاروفا منشورها بالقول: “كل ذلك يدفع إلى التفكير فيما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية تختلق الذرائع من المعلومات التي تجهزها من أجل الاستناد إليها لبعض الاستفزازات التالية. لكنها هذه المرة بالفعل ستكون استفزازات نهاية العالم”.
في موازاة ذلك، كشفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، عن أدلة جديدة على تنفيذ أنشطة بيولوجية عسكرية في مختبرات بيولوجية على الأراضي الأوكرانية بدعم من “البنتاغون”.
وجاء في التقرير، الذي عرضته زاخاروفا يوم أمس الأربعاء 18 أيار، أن شركتي “Black and Veatch” و”CH2M Hill” التابعتين لوكالة الدفاع المعنية بخفض التهديدات “DTRA Defense Threat Reduction Agency” في “البنتاغون” (وهي الوكالة الرسمية لدعم القتال لمكافحة أسلحة الدمار الشامل والتي تشمل المواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية والمتفجرات القوية – المحرر)، قد انتهكتا المادتين الأولى والرابعة لاتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتكديس الأسلحة البيولوجية والسمّية وتدمير تلك الأسلحة.
وأشارت زاخاروفا إلى أن 30 معملاً أوكرانياً في 14 قرية شاركت في أنشطة تهدف إلى تعزيز الخصائص المحفزة لأمراض الطاعون والجمرة الخبيثة والكوليرا وغيرها من الأمراض الفتاكة.
كذلك تم العثور على مسيّرات مزوّدة بحاويات ومعدات لرش التركيبات على أراضي منطقة خيرسون. وخلال التجارب، فقط في مختبر خاركوف، مات حوالي 20 جندياً أوكرانياً، ونقل 200 آخرون إلى المستشفيات.
كذلك تم إثبات حقائق إجراء اختبارات للمنتجات البيولوجية التي يحتمل أن تكون خطرة على مرضى مستشفيات الأمراض النفسية في خاركوف. وتم الحصول على أدلة للاستخدام المتعمّد للعامل المسبّب مرض السل في عام 2020، لإصابة سكان مقاطعة “سلافيانوسيربسكي” في جمهورية لوغانسك الشعبية، من خلال أوراق نقدية مزيفة.
وتابعت زاخاروفا: إن الذين يصلون إلى دول الاتحاد الأوروبي من أوكرانيا يتم اختبارهم أولاً لمرض السل، ذلك أنهم “يعرفون ما كانت تفعله هياكل (ناتو) هناك”.