مهازل دوري الثانية آخر بقعة سوداء في سجل أعمال اللجنة المؤقتة
ناصر النجار
على ما يبدو أن اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم كانت مصرّة ألا تودع مهامها على رأس الهرم الكروي قبل أن تختم عملها بخاتم من التقصير لتضيف إلى مجمل أعمالها السابقة (مشاكل الدوري الممتاز، خيبات المنتخبات الوطنية، قضية الأموال المجمدة) المزيد من التجاوزات والإهمال واللامبالاة، وذلك عندما تقف أمام خرق القانون والتهاون فيه موقف المتفرج دون أن تصدر أي قرار يعيد لقدسية كرة القدم هيبتها، وللقانون الكروي الذي انتهك كرامته، فبقي العابثون والفاسدون بعيدين كل البعد عن المساءلة والعقاب.
الحدث الأخير كان من الأدوار النهائية لدوري الدرجة الثانية المؤهل إلى الدرجة الأولى، وكان هذا التجمع الأخير آخر أعمال اللجنة المؤقتة، وقد انتهت مبارياته يوم الثلاثاء الماضي، وشهدت مبارياته القليلة خرقاً للقوانين يعادل ما تم خرقه في دوري الدرجة الممتازة، وهذا يدل على أن القائمين على بعض الأندية يستخفون باللجنة المؤقتة، وليس لديهم أدنى الاحترام لقوانين كرة القدم، وقد يكونون غير ملمين بالثقافة الكروية، ولا يعرفون معنى الرياضة وأخلاقها وقدسيتها، والمخالفات جرت على أشكال متنوعة بدرجات متفاوتة الأهمية، أولها انسحاب فريق القلعة من التجمع، هذا الانسحاب مزعج لأنه حرم أحد فرق الأدوار الأولى من المشاركة بالتجمع، والمفترض أن يعلم المنسحب اتحاد الكرة قبل فترة بانسحابه لتتم مشاركة الفريق الثاني بالدور الأول ضمن المجموعة ذاتها بدلاً من أن يبقى المقعد فارغاً، وأن تتم محاسبة الفريق المنسحب بالعقوبات الرادعة حتى لا تستهين الفرق بكرة القدم والمسابقات الرسمية المفترض أن تكون مقدسة.
لا يمكننا لوم الأندية كثيراً، لأن التهاون بالمسابقات الرسمية، وعدم احترام قدسيتها يبدأان من القائمين على كرة القدم، أو أمين سرهم، حيث تمت الموافقة على إلغاء مباراتين: الأولى بين جاسم وشهبا، والثانية بين النضال والرستن، لأن هاتين المباراتين لن تؤثر نتيجتهما على الأندية المتأهلة إلى الدرجة الأولى، ولنتصور أن من تأكد هبوطهم في الدوريات الأوروبية امتنعوا عن أداء بقية المباريات، فماذا سيكون مصيرهم؟.. ففي المجموعة الرابعة هناك مشاكل واعتراضات وتزوير وما شابه ذلك تحتاج للكثير من التدقيق للبت بها، وحتى الآن لم نسمع من ذلك خبراً!.
الطامة الكبرى ما حدث بلقاء دوما مع شهبا عندما قام فريق شهبا وجمهوره بالاعتداء على طاقم التحكيم والمراقبين بشكل همجي، ما أسفر عن كسر قدم الحكم، ونحن اعتدنا في بعض المباريات أن يكسر الجمهور الغاضب الملعب والكراسي والزجاج والغرف، وأن يكيل الشتائم والسباب، أما أن يكسروا قدم الحكم فهذه سابقة خطيرة، ولو تمكنوا لفعلوا أكثر من ذلك، لأن هناك من تدخل في اللحظات المناسبة وأنقذ الحكم ورفاقه.
الجميع غارق بالتكتيكات الانتخابية، وللأسف لم يتصل أحد بالحكم ليطمئن عليه، ولم يتصل أحد بالحكام والمراقبين ليعرفوا التفاصيل، ولم يتخذ أي قرار، ولم يصدر أي بيان.
على العموم، الموضوع يجب أن يتابع ولو من اتحاد كرة القدم الجديد، لأن الإجراء المفترض أن يصب في نصرة الأخلاق الرياضية، ونظافة المباريات، واحترام قوانين كرة القدم، والحفاظ على قدسيتها، وإذا بقي الوضع في غياهب النسيان فلا عتب على الأندية المتأهلة إلى الدرجة الأولى وغيرها أن تستبيح المباريات القادمة ما دامت كرتنا تعيش الفوضى والإهمال دون حسيب أو رقيب؟!.