ثقافةصحيفة البعث

نور كويفاتي: جمهور الأوبرا يصغي بشغف للبيانو

أهدت عازفة البيانو نور كويفاتي أحد مصنفات مقطوعة “nocturne” لشوبان لروح والدتها المطربة الكبيرة ميادة بسيليس في أمسية العزف المنفرد التي تقدمها لأول مرة كصولو على مسرح الدراما في دار الأوبرا بحضور وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح.
وقد نوّعت باختيار البرنامج، فضمّ مقطوعات من العصر الكلاسيكي والرومانسي ومن الموسيقا المعاصرة، واختلفت المقطوعات من حيث الصعوبة والتغييرات اللحنية، ولاسيما سوناتا موزارت- sonata no.14-in c minor. ومقطوعة أميرة الجاز الأذربيجانية عزيزة مصطفى زادة.
وقد تفاعل الجمهور مع كل المقطوعات التي حمل بعضها مفاجآت لحنية، وتألقت نور كويفاتي بثوبها الأزرق، والملفت الشبه الكبير بينها وبين والدتها.
ومن المعروف أن نور كويفاتي قدّمت مشاركات متعددة مع الأوركسترا، إلا أن العازف بأمسية الصولو يكون هو البطل بكل شيء من حيث الأداء والحضور واختيار البرنامج، ومن هنا بدأ حوار “البعث” مع نور كويفاتي:

لابد من وجود اختلاف كبير للعازف بين أمسية الصولو والمشاركة اللحنية، فماذا عن هذه الأمسية؟ 
أول أمسية صولو لي بعد أمسية الديو التي قدمتها مع زميلتي عازفة البيانو راما نصري منذ أربع سنوات، وقد قدمتها في حلب الأسبوع الماضي، وكان تفاعل الجمهور كبيراً، إذ أصغوا بإنصات إلى البيانو ما منحني حماسة وشغف لتقديم الأمسية في أوبرا دمشق.
وأمسية الصولو تختلف عن المشاركة مع الأوركسترا التي أضيف فيها إضافة إلى الموسيقا ككل مثل كل الآلات حيث أؤدي دوري الذي يكمل الصورة النهائية للعمل، بأمسية الصولو يقدم العازف العمل بشكل كامل وتتطلب الكثير من الوقت والجهد، إذ استغرقت مني التحضيرات ستة أشهر.

العمل الأساسي بالأمسية كان لموزارت فما سبب اختيارك له؟ 
البرنامج متنوع وليس من النمط الكلاسيكي بشكل كامل رغم أن غالبية المقطوعات من الكلاسيك، فعملت على اختيار سوناتا موزارت- no .14.in c minor المؤلفة من ثلاث حركات من العصر الكلاسيكي، الأولى سريعة من مقام دو مينور تتبعها حركة بطيئة استراحة ميدل ماجور ثم الحركة الثالثة السريعة يعود إلى دو مينور، واخترتها لألحانها السلسة ولاعتياد جمهور الأوبرا على أعمال موزارت وقربها منهم، أما مقطوعة برامز ” intermezzos-op.117-ومقطوعة شوبان” n0cturne op.9.no.1، وتعني “الليلية” فمن العصر الرومانسي من أحد مصنفات المجموعة، تتميز هذه المقطوعة بألحان رومانسية وفيها حزن، فأهديتها إلى روح والدتي، إذ لم يمهلني القدر لتسمعها كاملة وأنا أعزفها، كوني عزفتُ مقطعاً منها قبل وفاتها، ثم أكملتها وصورتها ونشرتها على اليوتيوب، وبهذه الأمسية قدمتها للجمهور، فلها مكانة خاصة لديّ.
ومن المقطوعات المعاصرة مقطوعة آرام Khachaturian الأرمني من بالية العمل الكبير spartacus الذي يحكي عن ثورة العبيد ضد الظلم، وسبارتاكوس، هو البطل الذي قام بثورة ضد الظلم، فأدخل المؤلف على العمل الرقصة القائمة على مسحات من الألحان الشرقية ليشغل الجنود أثناء تنفيذ عملية تحرير الأسرى من خلال رقصة الفتاة المصرية، وكثيرون يعتقدون أن هذه المقطوعة عربية لكنها ليست عربية.

بدت المقطوعة الأخيرة “always” للمؤلفة عزيزة مصطفى زاده أكثر صعوبة فماذا عنها؟ 
المؤلفة الأذربيجانية عزيزة مصطفى زاده تلقب بأميرة الجاز والمقطوعة من النمط المعاصر، وتختلف تماماً عن الأنماط الموسيقية الكلاسيكية، ولفتني نمطها وأنا أسمعها منذ أن كنت طفلة حينما كان والدي الموسيقي سمير كويفاتي يسمعها ويعزفها، فكنت أحلم أن أقدمها على المسرح، وألحانها قريبة جداً من الشرقيين وفيها إيقاع وتتميز بصعوبة، وما يميزها أن عزيزة تحب باخ وشوبان واستطاعت أن تجمع بينهما وبين نمط جديد ألّفه والدها الموسيقي واقف مصطفى زادة أطلق عليه مقام الجاز، وقد صنعت عزيزة من البيانو أوركسترا كاملة.

هل تفكرين بالغناء؟

كنت أغني سابقاً ومن الممكن أن أغني مع العزف لكن الفكرة ما زالت قيد الدراسة.

ملده شويكاني