في نهاية المشروع.. ستتخلى أمريكا عن أوكرانيا
تقرير إخباري
مرّة أخرى تثبت الوقائع أن سياسة التضليل والكذب التي تنتهجها الولايات المتحدة، مع مَن تسمّيهم حلفاءها، باتت عاجزة عن التأثير الذي كانت تحقّقه سابقاً، وخاصة فيما يتعلّق بالوعود التي أغدقتها هذه الإدارة على الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي، إذ أوهمته أنها ستدافع عنه بشكل مباشر إذا ما أدّت استفزازاته المتكرّرة لروسيا إلى حرب معها، وأنها سوف تزوّده بكل الأسلحة التي تمكّنه من تحقيق انتصار في هذه الحرب، غير أنها تخلّت عنه مباشرة عند أول محطة وقالت إنها غير مستعدّة للدخول في حرب مع روسيا من أجله، مؤكدة أن كل ما كانت تقوله حول ذلك إنما هو نوع من البروباغندا التي تمارسها لإجبار حلفائها على القيام بذلك والنأي بنفسها عنه، وهذا ما حدث طبعاً مع الدول الأوروبية التي انساقت وراء فكرة العقوبات التي اقترحتها واشنطن ضدّ روسيا وراحت تتسابق في فرضها، والآن لا يستطيع المحرّض الأمريكي تعويضها عن أيّ نقص في إمدادات الطاقة التي تخلّت عنها، فضلاً عن أنها، أي واشنطن، مارست التضليل والخداع للجانب الغربي من الكرة الأرضية فيما يخص الحرب الدائرة في أوكرانيا، وراحت عبر أداتها في أوروبا بريطانيا تسوّق لهزيمة روسيا والحقيقة على الأرض عكس ذلك.
وفي هذا الإطار، علقت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على تصريح السفير الأمريكي السابق لدى موسكو، مايكل ماكفول، حول أكاذيب واشنطن حول عضوية أوكرانيا في حلف “الناتو”.
وقالت زاخاروفا: “كما تقول الحكاية الشعبية “على خُطا فرقة بريمن.. وهنا سقط البنطال الأنيق عن الحمار ورأى الجميع ذيله العادي”، في تشبيهها لما حصل للسفير الأمريكي السابق لدى موسكو أثناء حديثه عن الوعود الغربية لكييف وخداعهم.
وكان السفير الأمريكي السابق لدى موسكو، مايكل ماكفول، أكد أن الدبلوماسيين الأمريكيين الذين وعدوا كييف بالانضمام إلى “الناتو” على مدى السنوات الماضية كانوا يكذبون عليها.
وخلال مناظرة The Munk Debates للمناقشات نصف السنوية حول قضايا السياسة الرئيسية التي عُقدت في تورنتو الكندية، قال مدير الجلسة: “في عام 2021 بذل دبلوماسيّونا قصارى جهدهم لإقناع كييف بأنهم قادرون على الانضمام إلى الحلف، وكرّرنا هذا مراراً وتكراراً”، سائلاً: “إذاً، هل كذب دبلوماسيونا فعلاً؟”.
وفيما يؤكد بدء انهيار الدعاية الغربية فيما يخص الحرب في أوكرانيا، أشار الصحفي البيروفي، ريكاردو سانشيز سيرا، إلى أن الولايات المتحدة وحلف “الناتو” يموّلان شركة بريطانية لنشر معلومات كاذبة ومضللة حول العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
وفي خطاب ألقاه في مؤتمر حول الوضع في أوكرانيا نشر على الموقع الإلكتروني لاتحاد الصحفيين في البيرو، قال سيرا: إن “سكان النصف الغربي من الكرة الأرضية تعرّضوا لعملية “غسيل الأدمغة” بأخبار كاذبة، ما يجعل من المستحيل على المتلقين التمييز بين التقارير الكاذبة والحقيقة”.
وأضاف: “اتضح أن المباني التي يُزعم أن الروس دمّروها في كييف قد تم تدميرها في الحقيقة في قطاع غزة، وتم اتهام روسيا بالدمار في دونباس، لكن في الواقع هذا الدمار سببته صواريخ توتشكا أو الأوكرانية”. مشيرا إلى مشاركة كتائب كاملة في القتال تحت جناح كييف، مشكّلة من النازيين الجدد.
ولفت إلى أن “المسلحين من هذه التشكيلات ميّزوا أنفسهم بجرائم ضد المدنيين، وهم يختبئون في المدارس ومراكز التسوّق والمستشفيات ودور رعاية المسنين” خوفاً من الاشتباكات المفتوحة مع الجيش الروسي.
وأردف قوله: “الجدير بالذكر أن معظم الدعاية المعادية لروسيا تأتي من شركة التسويق الإنكليزية المؤثرة PR Network، التي تزوّد وسائل الإعلام الغربية بمحتوى مناهض لروسيا لمصلحة كييف”.
وختم قوله: “الشركة مموّلة من حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة”.
طلال ياسر الزعبي