واشنطن تدخل الحديقة الخلفية لروسيا.. وفد أمريكي كبير يزور قرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان وكازاخستان
البعث – وكالات:
بعد أن تأكدت الإدارة الأمريكية أنه لا سبيل لحصار روسيا والضغط عليها قبل العمل على تجريدها من الحلفاء الذين يرفضون إلى الآن الانسياق وراء الدعوات الغربية لفرض العقوبات على موسكو، تحاول واشنطن مجدّداً اختراق بعض التحالفات التي تنسجها روسيا مع محيطها والعالم، ومن هذا الباب رأت هذه الإدارة أنه لابدّ من استمالة بعض حلفاء روسيا عبر الإغراء تارة والترهيب تارة أخرى، وبناء على ذلك لابد من العودة لربط هذه الدول بعلاقات مع واشنطن تكون مقدمة لفضّ تحالفها مع روسيا عبر المنظمة الدفاعية أو غيرها من المنظومات.
وفي هذا السياق أعلنت الخارجية الأمريكية أنها أرسلت وفداً مشتركاً من مختلف الهيئات الحكومية الأمريكية إلى قرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان وكازاخستان في الفترة من 23 إلى 27 أيار لتعزيز العلاقات مع المنطقة.
ويرأس الوفد الأمريكي، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون جنوب ووسط آسيا دونالد لو، ويضم في صفوفه كبير مديري مجلس الأمن القومي الأمريكي لشؤون روسيا وآسيا الوسطى إريك جرين، وكبار المسؤولين من وزارة الدفاع ووكالة التنمية الدولية (USAID).
ويبدو أن هذا الوفد متخصّص ببحث طريقة التأثير في هذه الدول داخلياً، حيث سيلتقي بممثلي السلطات الرسمية والمجتمع المدني، ودوائر الأعمال في الدول الأربع، ويبحث فيما يبحث التعاون الاقتصادي والتفاعل في مجال الأمن، ودعم “القيم المشتركة”، والثقافة المحلية، وحقوق المرأة، ومناقشة الأمن الغذائي، ومساعدة اللاجئين من أفغانستان.
وخلال الجولة، ستشهد طاجيكستان، انعقاد المشاورات الثنائية السنوية. وفي كازاخستان، من المقرر مناقشة أجندة الإصلاحات التي يتم إعدادها من السلطات في هذه الدولة.
ومن هذه الدول ثلاث من أصل ست دول تضمّها منظمة معاهدة الأمن الجماعي بالإضافة إلى روسيا وأرمينيا وبيلاروس، ما يعني أن واشنطن تبدو الآن مهتمة كثيراً بالوضع الداخلي لهذه البلدان، وأنها تخطط فعلاً في استدراج هذه الدول إلى نوع من العلاقات معها، يكون مقدّمة لتحويلها إلى دول تابعة تنفذ أجنداتها بشكل يشبه إلى حد كبير ما تم العمل به في أوكرانيا، ما يعني إعادة العزف على وتر الثورات البرتقالية لمحاصرة روسيا وخنقها.
وكان الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، ستانيسلاف زاس، أكد أن المنظمة لديها ما يكفي من القوات والوسائل للردّ على التهديدات المحتملة من توسّع الناتو.
وقال زاس معلقاً على خطط فنلندا والسويد للانضمام إلى حلف الناتو: “هل نحتاج إلى تعزيز إمكانيات قواتنا في هذه الحالة؟ لدينا ما يكفي من القوات والوسائل للردّ على التهديدات المحتملة التي ستظهر في هذا الموقف وهذه المسألة ليست على جدول الأعمال في الوقت الحالي”.
وأضاف: “الوضع خطير للغاية، والعالم يعصف… وبالطبع، نحن ننظر إلى هذا التوسع كعامل لزيادة التوتر. وعسكرة المنطقة بشكل إضافي لا تخدم تعزيز الأمن، بما في ذلك الدول الأعضاء في الناتو”.