متى تتأسس نقابة الإعلام الوطني الإلكتروني؟
حلب – غالية خوجة
يتشتّت الفضاء الإلكتروني ويشتّت، ولمزيد من التنظيم والتقنين، أقامت شُعبة الموظفين بالتعاون مع مديرية الثقافة، على مسرح المركز الثقافي بالعزيزية، ندوة حوارية “الإعلام الإلكتروني واقع وطموح”، طرحت العديد من النقاط والأسئلة والاقتراحات، منها ما أشار إليه الرفيق فصيح الخضر مدير الندوة، مثل: هل كل من لديه صفحة إلكترونية وكتب أو تناقل الأخبار على الشبكة العنكبوتية أصبح إعلامياً؟ وكيف ننجز الانسجام بين الإعلام القديم والحديث من أجل التطوير؟ وكيف نقرأ ما بين السطور؟
فينيقيّة الإعلام الوطني السوري
كشفت الندوة بشفافية عن واقع الإعلام الإلكتروني قبل الحرب الإرهابية وأثناءها وما بعدها، وكيف وظّف أعداء سورية هذا الفضاء للتجييش والتدمير واستلاب الوعي الجماهيري، وذلك من خلال خطة مدروسة وممنهجة بمشروع ضخّ وتفخيخ وشِباكٍ رمادية لبثّ الشائعات والتفرقة وإضعاف الإرادة بحرفية مسيّسة ومستهدِفة كشفها الإعلام الوطني الذي كان لها بالمرصاد، وبيّن تزويرها وأهدافها، وانتصر عليها، مما جعل مواقع إعلامنا الوطني عرضةً للتهكير، إلاّ أنها كالفينيق تظلّ مصرّة على حقها وانتصارها، لكن كيف يحصّن الإعلام الوعي الفردي والعام؟ وكم من جيش إلكتروني نحتاج؟ وما المنهجية الإعلامية الإلكترونية المستقبلية؟
التأثير الأول
لفت المحاضر الرفيق وليد الجابر إلى الإعلام كرسالة ذات منظومة فكرية مؤثرة ولا بد من أن تظل متطورة، وهذا يعني أن الإعلام الإلكتروني السريع العبور عبْر الشاشات والأمكنة والحدود هو وسيلة ذات تأثير كبير في الرأي العام، ولكي يكون الرأي العام واعياً ومثقفاً لا بد من مثل هذه الندوات ليعرف الإنسان السوري ما يُحاك له ولمجتمعه وأرضه وهويته ووطنه في الغرف المظلمة المسيّسة التدميرية التي قد تبدو متفاعلة معه بطريقة لا تبدو عدائية.
تأسيس نقابة إعلام وطني إلكتروني
ومن المحاور المهمّة أيضاً ناقشت الورقة التي قدّمها الجابر تأسيس نقابة إعلام وطني إلكتروني تبدأ من حلب، وقد تكون منبثقة عن اتحاد الصحفيين، أو كما اقترحت “البعث” أن تنبثق عن اتحاد الصحفيين ووزارة الإعلام ووزارة الثقافة.
وتابع الجابر: ثم تتفرع إلى المحافظات، ويكون لها السبق عربياً وعالمياً في التأسيس، ولها تنظيم وتقنين وإجراءات، لينتمي إليها الراغبون، ويسجلون فيها بعد تقديمهم لبياناتهم الشخصية، ومن الممكن العمل على تطوير قدراتهم من خلال ورشات عمل ودورات بشهادات خبرة، ويحكمها تشريع تنظيمي وقانوني خاص. مضيفاً: كل جهة ومنظمة لها أدواتها الإعلامية المختلفة، ولا بد من تطوير الإعلام، وتأسيس الوعي الإعلامي منذ الطفولة ومرحلة الشباب، وهذا ما تدركه وتمارسه منظمة طلائع البعث.
الخبرة المثقفة وضرورة التناغم
ومن أهم المداخلات، جاءت تساؤلات الرفيق عماد الصالح أمين شُعبة الموظفين عن كيفية رفع سوية العمل الإعلامي الإلكتروني في بلدنا، خصوصاً، إذا كان أغلب من يمارسه بلا خبرة، ولا معلومات، ولا صفة رسمية؟ مؤكداً على أهمية استبعاد الصراع بين الإعلام التقليدي والإلكتروني، وضرورة تضافر جهودهما معاً من أجل هدف واحد هو التطوير، ولا بد من الخبرة الإعلامية الوطنية المثقفة والطاقات المميزة، لأنه، مثلاً، ليس كل من تخرج من كلية الحقوق محامٍ بالضرورة، وكذا، ليس كل من تخرج من كلية الإعلام إعلامي بالضرورة، إضافة إلى وجود الدعم اللوجستي لتطوير المضمون والفكر والكيفية وتجذير الهوية.
الفكر سلاح وحصانة
ولفت الحضور إلى دور الإعلام الوطني، ودور الجيش السوري الإلكتروني الذي قاد المعركة الإعلامية في الفضاء الافتراضي، متحدياً ضخ الجهات المعادية وغرفها السوداء ومواقعها التدميرية وذبابها الإلكتروني، رغم أن هناك دولاً سقطت إعلامياً قبل أن تسقط سياسياً وعسكرياً، مؤكدين ضرورة وجود جيش إلكتروني سوري، وضرورة إقامة دورات إعلامية إلكترونية لتنشئ المواقعَ وتهتم بالمراسلين الإعلاميين الإلكترونيين، على أن يكون لهذا الإعلام خطة ممنهجة تعمل كفريق موضوعي متطور لا يعرف الفردانية والشخصانية، ويبتكر لغته وكيفية تعامله على مختلف الصعد والوسائل، إضافة لتحصينه للوعي الفردي والجمعي.