طهران وموسكو تعلنان عن إبرام اتفاقيات في الطاقة النووية والنقل والدفع بالعملات الوطنية
البعث- وكالات:
أكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، اليوم الأربعاء، أنّ إيران تتفاوض مع روسيا بشأن تطوير المرحلتين الثانية والثالثة من محطة “بوشهر” للطاقة النووية.
وقال كمالوندي على هامش المؤتمر التجاري المشترك بين إيران وروسيا، والذي عُقد في طهران، إنّ “إيران وروسيا تتمتعان بعلاقات اقتصادية جيّدة”.
وأضاف: “هذه المشاريع كبيرة، فهي تتطلب الكثير من الاستثمار. لذلك، لا بد من النظر في الأمور المالية والتفاوض مع روسيا في هذا الصدد”.
بدوره أعلن وزير النفط الإيراني جواد أوجي، أن إيران وروسيا اتفقتا على أن تستثمر، موسكو 5 مليارات دولار في طهران في مجالات الطاقة والزراعة والنقل، مشيراً إلى أنّ البلدين يعتزمان رفع مستوى التبادل التجاري بينهما إلى 40 مليار دولار سنوياً.
ولفت أوجي إلى أنّ مستوى العلاقات التجارية بين روسيا وإيران ستُرفع في جميع المجالات إلى 40 مليار دولار سنوياً، وتمّ التوصل اليوم إلى اتفاقيات أولية في هذا المجال.
وتابع: “أجرينا محادثات حول الطاقة في موسكو سابقاً، ووقعت عقود ومذكرات تفاهم فيما يخص صناعة النفط”، شارحاً أنّه ” سيتم اليوم توقيع مذكرة تفاهم بين الشركة الوطنية للبتروكيماويات وشركة صناعة البتروكيماويات الروسية لتصدير المنتجات البتروكيماوية والخدمات والمعرفة الفنية والهندسية والمحفزة الفنية إلى روسيا”.
في الأثناء، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، في اجتماع مع ممثلي أوساط الأعمال الإيرانية، إنّ ممر النقل بين الشمال والجنوب يمكن أن يصبح عاملاً رئيسياً في تطوير التعاون الاقتصادي الروسي الإيراني.
وأشار نوفاك في المنتدى التجاري الإيراني الروسي المنعقد في طهران حالياً إلى أنّ “روسيا مهتمة بإنشاء ممر نقل دولي بين الشمال والجنوب”، معقّباً بأنّ “تنفيذه الناجح سيعطي دفعةً قويةً لتنمية التجارة بين حوض بحر قزوين ومنطقة الخليج”،
وتابع نوفاك: “التعاون بين روسيا وإيران في الظروف الحالية أصبح أحد أهم الأمور”. وأردف: “بفضل جهود قادة بلدينا، يتم تحقيق السبيل لزيادة التعاون التجاري والاقتصادي واللوجستي والاستثماري والمالي والمصرفي، على الرغم من الضّغط غير المسبوق الذي تعانيه روسيا اليوم من دول غير صديقة”.
وتابع نائب رئيس الوزراء الروسي: “يتم إنشاء ظروف خاصة الآن من أجل ضمان توسيع جدي للتعاون بين البلدين، إضافةً إلى المشاريع الكبرى التي يجري تنفيذها بالفعل، مثل بناء محطة بوشهر للطاقة النووية ومحطة سيريك للطاقة الحرارية. هناك زخم جديد لضمان تنمية جديدة”.
وأضاف: “اليوم في الاتحاد الروسي، على الرغم من الوضع الجيوسياسي، تم تشكيل هامش الأمان الضروري لمزيد من التحول في الاقتصاد ونموّه. نحن على استعداد لمواصلة تنفيذ المشاريع التي بدأت وإطلاق مشاريع جديدة”.
ووفقاً لنوفاك، ارتفع حجم التجارة بين البلدين في العام 2021 بنسبة 81%، ووصل إلى أعلى مستوى تقريباً في السنوات الماضية، أي ما يقارب 4 مليارات دولار. وخلال الربع الأول من العام، ارتفع معدل التبادل التجاري أكثر من 10%.
وأشار نائب رئيس وزراء الاتحاد الروسي إلى العمل “لتهيئة ظروف مريحة لرجال الأعمال الروس في كل من روسيا وأطراف التجارة الدولية”.
ولفت إلى أنّه، وبالعمل مع الشركاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، جرى “إعفاء حوالى 15% من الواردات الروسية من رسوم الاستيراد. هذا الأمر يمكن أن يصبح أحد التدابير المحفزة لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية والتعاون والواردات مع إيران”.
وتابع: “كما تم تسريع إجراءات إصدار الشهادات والإعلان عن المنتجات، وتبسيط الضوابط الحدودية، وإزالة حواجز النقل واللوجستيات، واتخاذ تدابير لتوسيع نقاط التفتيش الحدودية، ما يزيد من تدفق البضائع وتسريع استيراد المنتجات الضرورية إلى البلاد”.
وختم نوفاك بالقول إنّ “روسيا اتخذت مساراً لرفع القيود المفروضة عن طريق الاستيراد. وفي هذا الصدد، فإنّ إنشاء التجارة في العملات الوطنية له أهمية خاصة، ونظام نقل الرسائل المالية للاتحاد الروسي (بديل سويفت) هو واحد من أكثر الأنظمة موثوقية اليوم، ويحتاج إلى توسيع”.
إلى ذلك، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الأربعاء، إنّ الحكومة “ستسعى لحل المشاكل المعيشية، على الرغم من الحرب الدائرة في أوكرانيا”.
وأضاف رئيسي: “على الرغم من الظروف التي تحيط بنا، فإنّنا عازمون على المضي قدماً، ولا نرى في هذه الظروف أي عائق لتقدمنا”.
وأردف: “تهديدات الأعداء والعقوبات لا تعوقنا عن التقدم”، مشيراً إلى أنّ بلاده “لا ترهن حياة شعبها وتطورها بالمحادثات ولا بأي عامل”.
وختم الرئيس الإيراني قائلاً: “إيران تتابع مسألة رفع العقوبات من جهة، وتعمل بجد على إحباطها”.