ستولتنبرغ: ندعم أوكرانيا لإطالة أمد الحرب ولا نفكر في الدخول المباشر بها
مرة أخرى يكشف حلف شمال الأطلسي “ناتو” أن التصعيد الغربي طوال الفترة الماضية مع روسيا لم يكن الغرض منه الدخول في نزاع مباشر معها، وإنما محاولة توريطها في حرب بالوكالة عنه مع أوكرانيا، والوقوف في الخلف فقط بانتظار تحقيق النتائج المرجوة من تحريضها على استفزاز روسيا، وبالتالي يكون قد أوجد جميع المسوّغات لفرض حصار اقتصادي عليها كان يعتقد أنه سيجبرها أن تجثو على ركبتيها أمامه، لكن ذلك لم يحدث بل جاء بنتائج عكسية على الدول الغربية واقتصاداتها.
ومن هذا المنطلق، وفي إطار إصرار الجانب الغربي على إطالة أمد الحرب في أوكرانيا، دعا الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ الدول الأعضاء في الحلف لأن تكون جاهزة لتقديم المساعدات لأوكرانيا خلال فترة طويلة.
وقال في حديثه لصحيفة “La Vanguardia” الإسبانية، الذي تم نشره اليوم الخميس: “المهمة الأولى لحلف الناتو هي مساعدة أوكرانيا. الحروب لا يمكن التنبؤ بها، ليس بإمكان أحد القول كيف ومتى ستنتهي هذه الحرب، لكنه يجب علينا أن نكون جاهزين للحفاظ على دعمنا خلال فترة طويلة”.
وأضاف: “يدور الحديث ليس عن نقل المعدات العسكرية الجديدة إلى أوكرانيا فحسب، بل الحفاظ على المواد المسلمة في حالة صالحة للعمل”.
وتابع: “إن دور الناتو الآخر ينحصر في منع تصعيد حدّة التوتر”، موضحاً: “إذا تحوّل ذلك إلى حرب روسيا والناتو، فسيأتي بالمزيد من الدمار والأضرار لأوروبا كلها. لذلك يجب أن نعمل بطريقة لا تساعد ولا تقود إلى التصعيد. ونفهم بوضوح أن الناتو يدعم أوكرانيا لكنه لا يشارك في الحرب”.
وشدّد على أنه منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا: “قمنا بزيادة عدد قواتها شرق الحلف إلى 40 ألف شخص بدعم كبير من القوات البحرية والجوية. وينحصر هدفنا ليس في نشوب حرب بل في منعها والحفاظ على السلام وتجنّب الارتباك أو سوء الفهم في موسكو حول استعداد الناتو لحماية جميع الحلفاء”.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، اليوم الخميس: إن روسيا تنتظر قبول أوكرانيا لمطالبها، وكذلك إدراكها لحقيقة تطوّر الأوضاع.
جاء ذلك رداً على سؤال للصحفيين بشأن التنازلات التي تتوقعها روسيا من أوكرانيا، حيث أكد بيسكوف أن موسكو تنتظر من كييف تفهّم الوضع الواقعي الراهن على الأرض.
وردّاً على ما إذا كان ذلك ينطبق كذلك على التنازلات الإقليمية، قال بيسكوف: “ليست هذه تنازلات إقليمية، تحتاج كييف، مرة أخرى، إلى الاعتراف بالوضع الفعلي على الأرض وإجراء تقييم واقعي”.
وفيما مصادرة الردّ الأوكراني على ذلك، صرّح المستشار الألماني، أولاف شولتس، بأن الغرب يعارض فرض السلام على أوكرانيا بشروط الغير.
وقال في خطاب ألقاه في المؤتمر الاقتصادي العالمي في دافوس، اليوم الخميس: “العالم الآن عند نقطة تحوّل… لن نتخذ إجراءات تجعل الناتو طرفاً في الصراع”.
وأضاف: “يجب أن نوضح باستمرار للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لن يكون هناك سلام مفروض، لن يقبله الأوكرانيون، ولن نقبله نحن أيضاً”.
من جهة ثانية، صرّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن روسيا سوف تطرد أي صحفي أمريكي أو أيّاً من وسائل الإعلام الأمريكية حال حجب إحاطة وزارة الخارجية الروسية على موقع “يوتيوب”.
جاء ذلك خلال المائدة المستديرة التي شاركت فيها زاخاروفا، اليوم الخميس وحملت عنوان “دور الإعلام في المواجهة الكبيرة مع الغرب: مستقبل منصات الإنترنت في الواقع الجديد”.
وقالت زاخاروفا: “لقد حجبوا بعض الإحاطات لوزارة الخارجية الروسية. فكان ردّ فعلنا هو التحذير من أن حجب الإحاطة مجدّداً سوف يتسبب في عودة صحفي أو وسيلة إعلامية أمريكية إلى أوطانهم. وسوف نسمّي الصحفي أو وسيلة الإعلام المحددة”.