خلق الأمل!
غسان فطوم
نتفهّم كمواطنين صعوبة إيجاد الحلول للكثير من المشكلات العالقة والتي تراكمت على مدى أكثر من عشر سنوات حرب، رافقها حصار وعقوبات اقتصادية كان لها أثر بالغ تسبّب بتردي المستوى المعيشي، وتوقف عجلة الإنتاج الصناعي والزراعي وانعدام أو شحّ موارد الطاقة، وإذا سلمنا بذلك وآمنا بقسوة تلك الظروف الخارجة عن الإرادة، إلا أن هناك مشكلات ومتطلبات كان حلّها وتأمينها ليس بالأمر المعقد أو المستحيل، ومع ذلك لم نلحظ أي “مهارة” أو قدرة في التعامل معها، أو على الأقل خلق الأمل بحلها وانفراجها بما يضمن تفادي الخسائر أو تقليلها قدر الإمكان!.
من هنا يأتي استمرار العتب على من بيدهم الحلّ والربط الذين ما زالوا يبعثون رسائل للتحلي بالصبر، حفظ المواطن نغمة رنينها عن ظهر قلب!.
لنكن صريحين: بعض الخطط والبرامج لم تعد ذات جدوى، فقد تمّ تجريبها وتكرارها أكثر من مرة لتبقى النتيجة واحدة، وهي “استمرار الأزمات” في الوقت الذي ننتظر فيه الفرج القريب بناءً على الأرقام والمعطيات الإيجابية التي يتمّ الحديث عنها، من بينها ما تمّ تناقله خلال الأيام الماضية حول إعفاء الرواتب والأجور من ضريبة الدخل، وإن صح ذلك فسيكون خطوة مهمة في سلسلة إصلاح الرواتب، وإعادة المكانة أو الهيبة لوظيفة القطاع العام التي لم تعد الملاذ الآمن لطالبي العمل، وهذا أمر طبيعي في ظل تدني الأجور، فليس مقبولاً ألا يتجاوز سقف رواتب الفئة الأولى الـ 160 ألفاً، في وقت يتقاضى عامل لا يحمل أي شهادة أكثر من 350 ألف ليرة في معمل للبسكويت أو الشيبس!!
وبالنظر إلى المستقبل، وفي ظلّ الظروف المحلية والعالمية، نرى أننا أمام تحديات تتطلّب التقاط الأنفاس وترتيب الأولويات وفق جداول أو مواعيد مضبوطة تحقق بالدرجة الأولى التعافي لاقتصادنا، بدءاً بالتخطيط السليم واتخاذ القرار الصحيح وتنفيذه، وانتهاءً بالاستثمار الأفضل للإمكانيات المتاحة للحدّ من معدلات الفقر والبطالة واستكمال المشاريع التنموية الأخرى.
بالمختصر، إن كلّ ما يريده المواطن أن يكون صوته مسموعاً وحاجاته ومتطلباته متوفرة، ولو بالحدّ الأدنى، وبأسعار متاحة للجميع تتناسب والدخل الشهري الذي يحتاج لحقنة قوية من الدعم تجعله يقوى على الوقوف، فهذا المواطن رغم كلّ الألم المعيشي الذي يوجعه ما زال لديه أمل بإيجاد حلول ومخارج لمعاناته اليومية، والمشكلات المتراكمة، لكن بشرط أن تتوفر الهمّة القوية والجدية بالإصلاح.
gassanazf@gmail.com