العادة حين تحكم وتتحكم!
وما أكثرها هذه العادات، والتي تحكم الإنسان وبالتالي تؤثر تأثيراً مباشراً وقوياً، على كلّ من يعيشون مع هذا الإنسان، وعنده، وتحت مسؤوليته!.
وأبدأ بعادة البخل، والبخيل، والبخلاء، وكأن المقدّس الوحيد عندهم إنما هو المال، وهي عادة وليس أكثر، وقد يكتسبها هذا الإنسان من التربية المنزلية الأولى، وهي ومن المؤكد، تختلف عن عادة التوفير، أو الاختصار، أو الاكتفاء، أو الحرص العادي والطبيعي على التوفير، وليس الحرص الشديد على التوفير، وهو يعرف وهي تعرف أباً أو أماً أو أختاً أو أخاً، أو صديقاً أو زميلاً، أو صديقة أو زميلة، أو جاراً أو جارة، أن هذا الموقف والتصرف هو بخل مؤكد وفوق العادة والطبيعة.
وعادة ثانية نذكرها، وهي الكذب والخداع! وكثيرون يعتقدون أن ذلك أمر مبالغ به، ولكنه في الحقيقة أمر يحدث، ولا نعرف بل ولا نتخيّل أننا يمكن أن نعرف السبب لذلك، وكيف نشأ وقوي عند بعض الناس، وصار الكذب والخداع، وليس دائماً، ولكنه موجود عندهم ويلجأون إليه في كثير من الأوقات.
والحب، حين يأتي طبيعياً ومن الطرفين، وليس من طرف واحد، والطرف الآخر يفرضون عليه القبول وكأنهم يبيعونه من أجل المال، خاصة وأن الموافقة القلبية والعقلية عند الإنسان لا تحدث إلا بعد سن الرشد! وسن الرشد في بلادنا وحسب الطقس عندنا، والتربية المنزلية والتي تبدأ بها الأم عادة، ثم الأب، والأخلاق الدارجة في المجتمع، إنما هو بعد السابعة عشرة، فانظروا كم هو ظلم أن يتزوج الطفل أو الطفلة، وقبل سن الرشد، سن عمل العقل والقلب، والإرادة والقرار بالموافقة أو الرفض، فكم يؤلمنا ويزعجنا، أن نرى في الطريق طفلة تحمل طفلة، ونحمد الله أن ذلك صار قليلاً جداً في حياتنا الحالية الحديثة.
وهكذا تكون النصيحة اليوم هي أنه يجب ألا تحكمنا أية عادة، ولا بأي شكل من الأشكال، إلا إذا كانت طبيعية وقانونية وشرعية ومقبولة من الجميع أيضاً، وأكرّر، من الجميع أيضاً، ودائماً وباستمرار.
أكرم شريم