أخبارسلايد الجريدةصحيفة البعث

فصائل المقاومة الفلسطينية محذرة الاحتلال.. يدنا على الزناد ولن نسمح بالاستفراد بالقدس والأقصى  

البعث – وكالات:

على الرغم من كل التحذيرات بتفجير الأوضاع الميدانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة على خلفية إصرار العدو الصهيوني على السماح لمسيرة الأعلام الصهيونية بالمرور في المدنية القديمة للقدس المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين باحات المسجد الأقصى وسط استنفار أمني صهيوني كبير وإغلاق محيط المسجد ومحاصرة المعتكفين والمرابطين داخله، وترافق التصعيد الإسرائيلي الخطير مع مشاركة رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت والحاخام المتطرف يهودا غليك وعضو الكنيست ايتمار بن غفير والمجرم بنيامين نتنياهو في محاولة مستمية منهم لكسب رضى اليمين المتطرف ونيل أصواته في أي انتخابات قادمة، في الأثناء ورداً على الاستفزازات الصهيونية شهدت القدس مسيرة أعلام فلسطينية قادها شبان فلسطينيين رغم القمع والملاحقة والاعتداءات التي تعرضوا لها فيما، فيما حلقت طائرات مسيرة فوق قطعان المستوطنين المتجهين إلى المسجد الأقصى وهي ترفع علم فلسطين، بدورها أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية أن يدها على الزناد وتقيم الموقف ولن تسمح بالاستفراد بالأقصى والقدس، حيث قال رئيس الدائرة السياسية في حركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي إن مسار سيف القدس أصبح من ثوابت هذا الصراع حتى نطردهم من القدس وكل فلسطين وكل المنطقة

وأضاف الهندي : “شعبنا واحد وموحد على المقاومة والساحات مترابطة ولا يمكن الاستفراد باي ساحة أو عزلها، ومعركة السيادة على القدس مستمرة وطويلة وتأخذ أشكال مختلفة. ومعادلة سيف القدس لا يمكن إلغاؤها”.

وشدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي على أن الاحتلال لا يقيم وزنا للوسطاء، مستكملاً: “حسابات الاحتلال داخلية في سباق لتزعم اليمين بين نتنياهو المتربصين وبينت”. وأشار الهندي إلى أن المقاومة في قطاع غزة وكتائب الضفة يدها على الزناد وتقيم الموقف.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن 1044 مستوطناً بينهم عضو كنيست الاحتلال “ايتمار بن غفير” اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال التي اعتدت على الفلسطينيين المرابطين فيه ما أدى إلى إصابة عدد منهم برضوض وكسور واعتقال 10 شبان.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت المسجد فجراً وحاصرت المرابطين الفلسطينيين داخل المصلى القبلي وأغلقت أبوابه بالسلاسل الحديدية كما حطمت أقفال مأذنة باب المغاربة واعتلى قناصتها أسطح المسجد.

ونحو الساعة السابعة صباحاً بدأ المستوطنون الذين يتجمعون بالمئات عند باب المغاربة باقتحام الأقصى على شكل مجموعات بحماية قوات الاحتلال التي أقامت الحواجز في البلدة القديمة بالقدس وعلى الطرقات المؤدية للأقصى لمنع الفلسطينيين من الوصول إليه كما منعت الصحفيين والمصورين من دخوله واعتدت عليهم. وفي فترة بعد الظهر وأمام إرادة الفلسطينيين الذين تصدوا للمستوطنين، حددت شرطة الاحتلال مسار اقتحامات المستوطنين للأقصى من ياب المغاربة الى باب السلسلة فقط.

كما شهدت مدن الضفة الغربية مظاهرات منددة بما يسمى بمسيرة الأعلام الصهيونية  ردت عليها قوات الاحتلال برفقة عصابات المستوطنين واقتحمت عدة أحياء في مدينتي رام الله وطولكرم و بلدات فقوعة وعانين والطيبة وطورة والعرقة وزبوبا غرب جنين، ومخيم الدهيشة جنوب شرق بيت لحم، وبلدة حواره جنوب نابلس، واعتقلت 7 فلسطينيين وأصيب آخرون بجراح وبحالات اختناق نتيجة إطلاق الرصاص وقنابل الغاز والصوت.

في الأثناء، أصيب عدد من الطلبة الفلسطينيين جراء قمع الاحتلال مظاهرة في مخيم العروب شمال مدينة الخليل تندد باقتحام المستوطنين لمدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى، وردت قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص وقنابل الغازعلى المشاركين في المظاهرة التي نظمها طلبة مدرستي العروب الثانوية ومدرسة الأونروا ورفعوا فيها الأعلام الفلسطينية ما أدى إلى إصابة طفل 12 عاماً بالرصاص في عينه وآخرين بحالات اختناق.

وفي قطاع غزة المحاصر، فتحت قوات الاحتلال المتمركزة في الأبراج العسكرية شرق القطاع نيران رشاشاتها الثقيلة وأطلقت قنابل الغاز السام على الأراضي الزراعية شرق حي الزيتون جنوب شرق القطاع ما اضطرهم لمغادرة أراضيهم، كما استهدفت بحرية الاحتلال بنيرانها مراكب الصيادين الفلسطينيين في البحر قبالة السودانية وجباليا وبيت لاهيا شمال القطاع وأجبرتهم على العودة إلى الشاطئ.

سياسياً، قال رئيس أساقفة سبسطيا للروم الأرثوذكس في القدس، المطران عطا الله حنا إنّ “ما يحدث في مدينة القدس جريمة نكراء بحق الشعب الفلسطيني والمدينة.

وأضاف المطران حنا في حديث صحفي ، أنّ الاحتلال يحاول من خلال المسيرة المزعومة أن يقول إنّ القدس مدينة يهودية”، وأشار إلى أنّ “القدس تحولت اليوم إلى بؤرة احتلالية من أجل حماية المستوطنين”، مؤكداً أنّ “القدس ستبقى عربية فلسطينية مهما حاول الاحتلال والمستوطنون”.

واعتبر المطران حنا أنّ “مسؤولية الدفاع عن القدس ليست مسؤولية المقدسيين أو الفلسطينيين لوحدهم”، مشدداً على أنّ مسؤولية الدفاع عن القدس هي مسؤولية الأمة العربية كاملة”، وأضاف قائلاً: “باقون في القدس، ولن يتمكنوا من النيل من هويتنا وأصالة جذورنا مسلمين ومسيحيين”.

بدورها، جددت منظمة التحرير الفلسطينية تأكيدها أن اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى جزء من مخططات الاحتلال الإسرائيلي لتهويده مشددة على أن الفلسطينيين مستمرون بالنضال وسيفشلون هذه المخططات.

وأوضحت المنظمة في بيان أن اقتحام قوات الاحتلال ومستوطنيه للأقصى انتهاك واضح للقوانين الدولية مشيرة إلى أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يتحملون مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع جراء صمتهم وسكوتهم وفي أحيان كثيرة انحيازهم للاحتلال وجرائمه بحق الفلسطينيين ومقدساتهم وأرضهم.

من جانبه، أكد المجلس الوطني الفلسطيني أن اقتحام مئات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال اليوم لمدينة القدس المحتلة والمسجد الاقصى يمثل عدواناً صارخاً على الشعب الفلسطيني.

وقال المجلس في بيان: إن هذا الاقتحام يمثل عدواناً صارخاً على سيادة الشعب الفلسطيني الأبدية على عاصمته وحقوقه ومقدساته واستفزازا لمشاعره واستمراراً لمحاولات الاحتلال المستميتة لتهويد الأقصى.

وأكد المجلس أن الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه قادر على إفشال محاولات الاحتلال للمس بحقوقه الوطنية كما أفشل بإرادته الصلبة كل محاولاته السابقة التي استهدفت المقدسات المسيحية والإسلامية داعياً في الوقت نفسه المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف عدوان الاحتلال ومستوطنيه على القدس وأهلها.

بدورها، جددت الرئاسة الفلسطينية تأكيدها على أن مدينة القدس كانت وستبقى العاصمة الأبدية لفلسطين مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على المدينة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى، وأن ممارسات الاحتلال العدوانية في القدس وانتهاكاته بحق الاقصى ومحاولته تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم فيه تعكس استهتار الاحتلال بالمجتمع الدولي وبقرارات مجلس الأمن مشدداً على أن الفلسطينيين سيواصلون الدفاع عن أرضهم ومقدساتهم وسيفشلون مخططات

من جانبها، أدانت خارجية السلطة الفلسطينية اقتحامات المستوطنين الاستفزازية للمسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال التي اعتدت ونكلت بالمصلين والمعتكفين الفلسطينيين وأغلقت المصلى القبلي بالسلاسل الحديدية.

وأكدت الخارجية أن اقتحامات المستوطنين لا يمكن أن تصبح جزءاً من الوضع القائم في الأقصى مطالبة المجتمع الدولي بالخروج عن صمته وتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه القدس ومقدساتها واحترام قرارات الشرعية الدولية وترجمتها إلى إجراءات عملية وضغوط على الاحتلال لوقف استباحته المسجد الأقصى.

إلى ذلك، كشف نادي الأسير الفلسطيني أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 1530 فلسطينياً في مدينة القدس المحتلة منذ مطلع العام الجاري.

وأوضح النادي في بيان أن القدس تسجل النسبة الأعلى في عمليات الاعتقال شهرياً جراء التصاعد المستمر للاقتحامات التي تنفذها قوات الاحتلال ومستوطنوه للمسجد الأقصى ولأحياء المدينة.

وأشار النادي إلى أن الاحتلال يصعد منذ أواخر العام 2015 عمليات الاعتقال الممنهجة في القدس ففي كل ساعة يتم رصد عمليات اعتقال جديدة يرافقها اعتداءات متواصلة تصل إلى إطلاق النار والضرب المبرح في محاولة فاشلة لكسر عزيمة المقدسيين وثنيهم عن مقاومة الاحتلال.

ولفت النادي إلى أن عمليات الاعتقال في القدس تأخذ خصوصية من حيث الممارسات الممنهجة التي يتعرض لها المعتقلون فهناك بعض المقدسيين تعرضوا على مدار سنوات قليلة لعمليات اعتقال وصلت إلى 40 مرة وغالبيتهم يتم الإفراج عنهم بشرط الحبس المنزلي والإبعاد عن البلدة القديمة بما فيها المسجد الأقصى.