الرياضة حاجة اجتماعية وضرورة ترفيهية وليست حلبة للصراع
ناصر النجار
ختامُ الموسم الأوروبي لكرة القدم كان لمصلحة ريال مدريد الإسباني، وقد أفرط أنصاره بالاحتفال، بينما نام أنصار ليفربول على أصداء الخسارة الحزينة، لدرجة أن بعضهم قال: فاز الوجه القبيح لكرة القدم.
الحرب الإعلامية على السوشيال ميديا بدأت قبل المباراة بأيام، وانتهت كما بدأت ولم تخلّف أي انعكاس سلبي على المباراة، ولم يحدث أي شيء يعكر صفو المباراة، إلا أنها تأخرت 34 دقيقة بسبب الازدحام، وما قيل عن تذاكر دخول مزوّرة.
الآلاف الذين حضروا المباراة خرجوا إما فرحين أو حزينين، ولم نشهد أي خرق في المباراة أو بعدها، مع العلم أن الجمهور الانكليزي معروف بعنفه وعصبيته، واقتصر غضبه على الآراء والأقوال، فرأى البعض أن فريقهم لا يستحق الخسارة قياساً إلى ما قدّم من أداء، وأن الحظ سار بريال مدريد نحو مراكب البطولة.
وبغضّ النظر عن التحليل الفني، وحتى لا ندخل في جدال عقيم بين من يستحق البطولة وبين من نالها بالحظ (كما يدّعون)، فإن البطولات في أوروبا انتهت بسلام.
ولا ندّعي أن كرة القدم وصلت في أوروبا إلى الكمال، فهناك أخطاء في التحكيم وأخطاء بأمور عديدة قد تكون تنظيمية أو فنية يرتكبها مدرّب أو لاعب أو شغب جماهيري محدود، لكن هذه الأحداث لا تشكّل بتفاصيلها البسيطة نسبة تذكر، والسبب أن الناس فهموا أن الرياضة ضرورة ترويحية للنفس وليست حلبة للصراع.
وفي الوقت نفسه كنا نرى النقيض في صالة حمص بعد نهاية مباراة سلة الكرامة مع الوحدة، وقد انتهت بما لا تُحمد عقباه، وللأسف تكسرت الصالة ومرافقها التي لم تُسدّد فواتير صيانتها وتجهيزها بعد، وأخذت الأحداث أصداء سلبية كثيرة بانتظار المعالجات الجذرية الحاسمة.
المشكلة تحتاج إلى حلّ جذريّ، وبرأي الجميع أن الشحن يبدأ من مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت بحاجة لمعالجة من إدارات الأندية، لأن أغلب الشحن يصدر من المواقع الرسمية أو من أعضاء النادي، ومن الضروري أن تمارس روابط المشجعين دورها الكامل في التوعية ومحاربة من ينشرون الفساد في صفوف الجماهير التي تتعامل مع المنشورات بفعل وردّ فعل.
أيضاً إدارات الأندية عليها نبذ المتعصبين من صفوفها وطردهم من ملاعبها، لأنهم يسيئون بطريقة أو بأخرى إلى النادي وإلى الروح الرياضية. لكن لا بدّ ونحن نتكلم عن هذا الموضوع المهمّ والحيوي أن نذكر أن فتيل الشغب في المراحل الأخيرة صار ينطلق من القائمين على الأندية عبر تصريحات غير مقبولة أحياناً، أو عبر تحريض من الإدارة والإداريين على الشغب، وللأسف بتنا نرى بأم العين كيف أن البعض من الجهازين الفني والإداري لأي فريق يطلق الشرارة الأولى ويشارك في الشغب مع لاعبيه وجمهوره!!.
لذلك نرى من الطبيعي أن يتمّ بتر هؤلاء من المنظمة وطردهم خارج أسوار الملاعب والصالات، لأنهم صاروا مصدراً خطيراً وكبيراً على الرياضة، وهم أحد أسس الشغب ومشغليه. ودون إجراءات عقابية رادعة لن نقضي على الشغب، والموسم الحالي سواء بكرة القدم أو بكرة السلة، كان منسوب الشغب والشطط وعدم احترام القوانين الرياضية فيه عالياً جداً، لذلك لا بدّ من قمع الشغب واقتلاعه من جذوره حتى لا نفقد الرياضة وبريقها وهدفها.