الخارجية الإيرانية: الولايات المتحدة راغبة في المفاوضات المباشرة
البعث- وكالات:
قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الثلاثاء، إنّ طهران وواشنطن تتبادلان الرسائل مرة أو مرتين أسبوعياً حول رفع العقوبات المفروضة على إيران، مشيراً إلى رغبة الولايات المتحدة في عقد مفاوضات مباشرة مع إيران.
وصرح عبد اللهيان، خلال ندوة في مقر وزارة الخارجية، بأنّ الطرفين يتبادلان الرسائل مرة أو مرتين أسبوعياً تقريباً “حول رفع العقوبات”، مضيفاً أنّ “المفاوضات مستمرة عبر المنسق الأوروبي إنريكي مورا”.
ولفت الوزير الإيراني إلى أنّ “المسؤولين الأميركيين يرغبون في إجراء مفاوضات مباشرة لحلّ الإشكالات العالقة في مفاوضات فيينا، من أجل تحقيق التقدّم”، مشدداً على “ضرورة لمس التغيير عملياً في سلوك الولايات المتحدة في البداية”.
وتابع أمير عبد اللهيان: “نحن في الحكومة لم نقل أننا لا نقبل بالاتفاق النووي، وتوضيحاتنا لمن يعارض عودة إيران للاتفاق النووي هو أنّ طهران تلتزم بتعهداتها”.
وأضاف: “السلطات الأميركية كررت كثيراً عبارة أنّ أي اتفاق مع إيران حالياً لا يمكن التعهد أن الإدارة الأميركية المقبلة ستنفذه”.
في الأثناء، أكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، اليوم الثلاثاء، أنّ “الولايات المتحدة الأميركية لم تُقدّم حتى الآن الإجابات اللازمة عن المبادرات الإيرانية في المفاوضات النووية حتى الآن”.
وأشار زاده، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إلى أنّ “توقّف محادثات فيينا سببه انتظار بقية الأطراف الرد اللأميركي”، وأضاف: “إذا ابتعدت واشنطن عن موقفها المتذبذب يمكن عندئذ التوصّل إلى اتفاقية”.
وعن تصريحات المبعوث الأميركي الخاص بإيران روبرت مالي، التي قال فيها أنْ “ليس هناك اتفاق مع إيران، واحتمال إتمامه هشّ جداً، على أقلّ تقدير”، أوضح خطيب زاده أنّ هذه التصريحات “موجهة إلى الداخل الأميركي ولا تعليق عليها”، مؤكّداً أنّ “ما يهم إيران هو ما يجري تبادله عبر القنوات الرسمية بين طهران وواشنطن”.
وبشأن التصريحات الغربية المتعلقة بالمفاوضات النووية، قال خطيب زاده: “ما نفاوض فيه الجانب الأميركي الآن هو المسائل المتعلقة بتحقيق مصالح إيران الاقتصادية وإنهاء جميع سياسات الضغط الأقصى عليها”.
وتابع قائلاً: إنّ “الكيان الصهيوني وبعض وسائل الإعلام يحاولون تركيز الأضواء على موضوع إخراج حرس الثورة الإيراني من قائمة الإرهاب”، مضيفاً: “رد إيران واضح وصريح، ما يهمنا هو تحقيق مصالح الشعب الإيراني والحصول على ضمانات تتعلق بالأفراد ودورة الاقتصاد الإيراني”.
يأتي ذلك بعد أن أعربت الولايات المتحدة، في وقتٍ سابق، عن “استعدادها لرفع العقوبات المفروضة على إيران، في مقابل اتخاذ الأخيرة خطوات للتراجع عن إجراءاتها التي عزّزت بها برنامجها النووي”.
وعن التحركات الدبلوماسية الأخيرة من طهران وإليها، بيّن خطيب زاده أنّ “إيران تتوجه أساساً نحو تعزيز علاقاتها الدبلوماسية والزيارات المتبادلة بينها وبين دول الجوار”.
وأضاف: “في زيارة رئيسي لعُمان، وُقّع عددٌ من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين في عدد من المجالات الاقتصادية والتجارية”، لافتاً إلى أنّ “زيارة رئيسي إلى عمان فتحت صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين، مبنيّة على التعاون البناء”.
وفيما يخصّ المحادثات مع السعودية، قال خطيب زاده إنّ “موعد الجولة السادسة من الحوار الإيراني السعودي لم يحدد بعد”، مشيراً إلى أنّ “الخارجية الإيرانية تتابع حالياً مع منظمة الحج الإيرانية موسم الحج الحالي ومشاركة الحجاج الإيرانيين”.
كذلك، عقّب خطيب زاده على احتجاز إيران لناقلتي نفط يونانيتين، مؤكداً أنّ “أي سفينة تخالف قوانين الملاحة الدولية، من الطبيعي أن توقفها إيران”، موصياً اليونان بـ”متابعة توقيف ناقلتها عبر المحافل القضائية بعيداً من الضجيج الإعلامي”.
وأضاف: “إيران تتابع مع الطرف اليوناني قضية احتجاز الناقلة الإيرانية، لكن يبدو أنّ اليونان تصغي إلى طرف ثالث في هذه المسألة”، وأمل أن “تكون أثينا مطمئنة إلى أن الطرف الثالث لا يحمل نيات حسنة تجاه العلاقات بين البلدين”.
وعلّق على تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، التي دان فيها “بأشد العبارات” احتجاز السفينتين اليونانيتين، معتبراً أنّ “الولايات المتحدة تهرب نحو الأمام، وبلينكن يعتقد أنّ إيران وشعبها لا يدركان السلوك المتغطرس الذي تقوم به”.
وتابع أنّ “واشنطن صنعت من الدولار سلاحاً لتتدخل في جميع الشعوب”، مؤكّداً أنّ “الوقت حان لتدرك أميركا أنّ شعوب العالم والدول المستقلة ستردّ على الإجراءات الأميركية غير القانونية”.
ووفق خطيب زاده، فإنّ “إيران تواجه نظام هيمنة بزعامة الولايات المتحدة، وهم كانوا يبذلون كل مساعيهم لإسقاط النظام في إيران ولم يخفوا ذلك”، مشدّداً على أنّ “الرد الإيراني على هذه المواجهة واضح، وهو تعزيز القدرة الاقتصادية وإحباط العقوبات”.
وفي سياقٍ منفصل، علّق خطيب زاده على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي ذكرت فيه أنّ “مخزون اليورانيوم المخصّب لدى إيران تجاوز الحد المسموح به بموجب الاتفاقية النووية المبرمة عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى بأكثر من 18 مرة”، مستنكرةً عدم حصولها على “إجابات مرضية” من إيران بخصوص آثار اليورانيوم المخصّب، التي عثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة.
وأوضح أنّ التقرير “لا يعكس حقيقة المحادثات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وتابع: “هذا التقرير جُمِع قبل لقاء إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويبدو أن هناك تسارعاً فيه”، معتبراً أنّ “التقرير غير عادل”.
وبحسب خطيب زاده، فإنّه “يُخشى أن يكون ضغط الصهاينة وبعض الأطراف قد تسبّب بانتقال مسار التقرير من الأجواء الفنية إلى الأجواء السياسية”، متأمّلاً أن “يصحّح هذا المسار”.
وعن إلغاء كندا المباراة الودية مع إيران، أكّد خطيب زاده أنّ “كندا أثبتت أنّها ليست مستضيفة جيدة لأي لعبة”، مشيراً إلى أنّ “طهران ستتابع إلغاء المباراة الودية مع المنتخب الإيراني عبر الفيفا والقنوات الرسمية”.