لإزالة الفصل العنصري وليس منازل الفلسطينيين
عناية ناصر
يعيش ملايين العرب الفلسطينيين في ظل نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، ويكمن في قلب هذا النظام العنصري بشكل خاص حرمان الفلسطينيين من منازلهم، حيث قام الكيان الاسرائيلي ولأكثر من 73 عاماً بالتهجير الجماعي للشعب الفلسطيني، وهدم مئات الآلاف من منازل الفلسطينيين، كما لا يزال أكثر من ستة ملايين فلسطيني يعيشون كلاجئين، وهناك ما لا يقلّ عن 150.000 آخرين معرضين لخطر خسارة منازلهم.
لقد فرض الكيان الصهيوني قوانينه وسياساته وممارساته الوحشية التي تضطهد الفلسطينيين بشكل متعمد، وبما يفرض الهيمنة الإسرائيلية، حيث تتضمن هذه القوانين والسياسات والممارسات مصادرة الممتلكات، والحرمان من بناء المنازل.
يواجه الفلسطينيون وضعاً بالغ الصعوبة،حيث يطالبهم الكيان الصهيوني بالحصول على تصريح لبناء أو حتى إقامة هيكل مثل الخيمة، لكن نادراً ما يتمّ منحهم التصريح اللازم للقيام بذلك، مما يضطر العديد منهم للبناء دون تصاريح، ليقوم الكيان العنصري بهدم تلك المنازل على أساس أنه تمّ بناؤها بشكل غير قانوني.
يعتبر الفصل العنصري جريمة ضد الإنسانية يتمّ ارتكابها بغرض محدّد هو الحفاظ على نظام قاس ووحشي لاستمرار سيطرة الكيان الصهيوني وهيمنته ضد الشعب الفلسطيني، حيث تقوم سلطات الاحتلال الاسرائيلي بتهجير الفلسطينيين بشكل مستمر من خلال عمليات الهدم أو الإخلاء القسري، بطريقة تتعمد من خلالها الإضرار بالفلسطينيين.
ففي شهر آذار الماضي، وبعد شهر واحد على صدور تقرير منظمة العفو الدولية “الفصل العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين: نظام هيمنة وحشي وجريمة ضد الإنسانية”، قدم المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مايكل لينك، تقريراً إلى مجلس حقوق الإنسان خلص إلى أن الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة يرقى إلى مستوى الفصل العنصري.
ومع ظهور الكثير من القصص عن تلك الممارسات الوحشية التي ترتكب ضد الشعب الفلسطييني بشكل يومي، والتعبئة حول العالم ضد هذه المظالم، حان الوقت الآن للعمل بشكل جماعي، وكخطوة أولى، يجب التحدث بصوت عالٍ عن الفلسطينيين الذين يعيشون في ظل نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، ومساعدة الشعب الفلسطيني على التخلص من هذا النظام العنصري بأسرع وقت ممكن.