الشغب لا يعالج بقرارات تسوية واللوائح بحاجة إلى تعديل
ناصر النجار
من الطبيعي أن تكون القرارات التي اتخذها اتحاد كرة السلة غير مرضية للجميع، وهي بمنزلة التسوية وتطييب الخواطر، فأرضت العقوبات الكرامة بإبعاد جمهور الوحدة عن اللقاء الحاسم، وأرضت الوحدة بعقوبات مخففة، وبذلك لعب الاتحاد دور المختار، وأنهى الجدل والشغب ضمن مفهوم (حبة علينا وحبة عليك).
وكما اتحاد كرة القدم، كان اتحاد كرة السلة عندما سُئل عن فحوى هذه العقوبات المخففة كان جوابه: العقوبات مطابقة لتقرير المراقب!.
المباراة كانت منقولة على الفضائيات، وهي مسجلة بكل تفاصيلها، وواضحة أشكال المشاغبين من الكوادر واللاعبين وغيرهم، ومن المفترض ألا يقتصر اتحاد السلة في صياغته للعقوبات على تقرير المراقب، وكان حرياً به الاعتماد على ما جرى حقيقة عبر التسجيلات الكثيرة المنتشرة هنا وهناك، وقرارات اتحاد السلة الأخيرة تشكّل مدخلاً لبحث حالة الشغب والتوتر الحاصل، سواء بصالات السلة، أو ملاعب كرة القدم.
في البداية نجد أن اللوائح باتت عاجزة عن لجم الشغب المتزايد الذي بات ماركة مسجلة بلعبتي كرة القدم والسلة، وفي الموسم الذي لم ينقض بعد شاهدنا الكثير من الحالات المؤسفة في الكثير من الدرجات والفئات، وسببها ضعف الإجراءات، وهشاشة العقوبات، فأية عقوبة تبلغ قيمتها مئتين وخمسين ألفاً ستردع الشغب؟ .
من جهة أخرى فإن الإجراء الأسهل هو إقامة المباريات بلا جمهور، وهذا يقضي على جماهيرية اللعبة ونكهتها، لذلك لا بد من البحث عن حلول جذرية تكون رادعاً للفرق والجماهير بآن واحد.
على صعيد الأندية، لا بد من العودة إلى عقوبة حذف النقاط، إضافة لغرامات مالية كبيرة، وعندما يتضاعف الشغب من ناد ما فإن الهبوط سيكون مصيره بشكل تلقائي نتيجة النقاط المحذوفة، ومن خلال المتابعة لكل المباريات التي حدث فيها شغب أو مشاكل أو انسحاب من المباريات، شاهدنا أن فتيل الشغب أو المتسببين به من كوادر اللعبة وبعض اللاعبين، ومن المفترض أن يلقى هؤلاء العقوبات القاسية، وإذا كان في العقوبات قطع أرزاق (كما يقولون) فعلى هؤلاء أن يتحلّوا بالأخلاق الرياضية حتى لا تُقطع أرزاقهم.
هناك قسم من الجمهور يهوى المشاكل، وهؤلاء يجب أن يمنعوا من ارتياد الصالات والملاعب، وأن يتم تحويلهم إلى القضاء ليكونوا عبرة لمن يعتبر، وبمثل هذه الإجراءات يمكن القضاء على الشغب أو الحد من استفحاله على الأقل.
من الطبيعي أن يبحث القائمون على الرياضة في اللوائح الهشة التي تشجع على الشغب والشطط، وأن يتم تعديلها بما يتناسب مع الأجواء والأحوال التي نشاهدها بشكل دائم في صالاتنا وملاعبنا، والأندية عليها مسؤولية كبيرة في ردع شغب جماهيرها عبر المتابعة، ولجم العاملين على وسائل التواصل الاجتماعي، ونبذ المشاغبين من صفوفها، وهذا لا يتم إلا عبر روابط مثقفة ومتفهمة لطبيعة عملها، لأننا للأسف نجد أن أغلب الروابط تساهم في الشغب إن لم تفتعله وتزكي ناره.