فولودين: القيادة الأمريكية تريد تحويل أوكرانيا إلى مستعمرة خاصة بها وأداة لإضعاف روسيا
مرة أخرى يتبيّن لجميع المراقبين الدوليين أن كل ما ادّعته الدول الغربية من دعم لأوكرانيا، ما هو إلا وسيلة لاستخدامها أطول فترة ممكنة رأس حربة في استهداف روسيا، وأن هذا الدعم لا يتم أصلاً دون وجود مقابل مادي، حيث تصرّ الإدارة الأمريكية على تفريغ أوكرانيا من مخازينها الاستراتيجية تحت عنوان دفع ثمن الدعم، فهي تفرض عليها رفض التفاوض مع روسيا وتجبرها على طلب المزيد من الأسلحة مقابل سرقة ثرواتها وخاصة القمح، ويبدو أن هذا السيناريو لن يتوقّف إلا عندما تعلن أوكرانيا عن نفاد مخزوناتها الاحتياطية، أو عن هلاك آخر جندي أوكراني.
وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين: إن القيادة الأمريكية تريد تحويل أوكرانيا إلى مستعمرة خاصة بها واستخدامها فقط كأداة لإضعاف روسيا.
وكتب فولودين في منشور عبر “تلغرام” اليوم الخميس: “كلا، واشنطن ليست بحاجة إلى أوكرانيا مستقلة. تريد القيادة الأمريكية أن تجعلها مستعمرة خاصة بها. تريد انتزاع كل موارد البلاد واستخدامها فقط لإضعاف روسيا”.
وأشار فولودين إلى أنه خلال السنوات الثماني التي أعقبت انقلاب عام 2014، والتي “قادت خلالها الولايات المتحدة نظام كييف”، تعرّضت أوكرانيا للنهب.
وأوضح كاتباً: “كان لدى الولايات المتحدة 8 سنوات لجعل أوكرانيا ديمقراطية ومستقلة وذات سيادة ومزدهرة، عندما قاد المستشارون والمدرّبون الأمريكيون نظام كييف بعد الانقلاب. لكن بدلاً من تطوير البلاد، تعرّضت أوكرانيا الغنية بالإمكانات والطاقات، للنهب. شهدت إغلاق وسائل الإعلام غير المرغوب فيها، وقتل صحفيين مستقلين، وحظر أحزاب سياسية. دون أن يفكّر أحد في الحكومة الفاسدة في مصلحة الشعب الأوكراني”.
ولفت فولودين إلى أن الدول التي حاولت واشنطن جعلها “ديمقراطية ومزدهرة”، انزلقت إلى الفوضى وواجهت كوارث إنسانية.
وتابع: “لقد شهد العالم كله ما أفضت إليه الديمقراطية على النمط الأمريكي في ليبيا والعراق وأفغانستان وسورية ويوغوسلافيا. لم يربح أي من هذه الدول، التي أرادت واشنطن أيضاً جعلها ديمقراطية ومزدهرة، شيئاً على الإطلاق. بالعكس تماماً، لقد غرقت البلدان بعد أن كانت في طريق التنمية، في الفوضى والدمار، وواجه مواطنوها كارثة إنسانية. على سبيل المثال، قتل أكثر من 250 ألف مدني في أفغانستان على مدى 20 عاماً من وجود القوات الأمريكية، وأصبح سكانها في غاية الفقر”.
إلى ذلك، صرّح ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية بأن ضخ الأسلحة إلى كييف لن يؤدّي إلا إلى تفاقم الوضع ولن يجلب لأوكرانيا ذاتها إلا المزيد من المعاناة.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية بهذا الشأن: “مثل هذا الضخ لأوكرانيا بالأسلحة في كل مرة لا يغيّر جميع معايير العملية العسكرية الخاصة.. لكنه ببساطة سيجلب المزيد من المعاناة لأوكرانيا، التي هي ببساطة أداة في أيدي تلك الدول التي تورّد الأسلحة إلى هناك”.
وفي سياق آخر، قال بيسكوف: إن روسيا أعلنت مطالبها بوضوح لأوكرانيا، وهي مطالب معروفة لدى كييف، التي لا ترغب في الحوار و”تجمّد” المفاوضات الآن تحت ضغط من الرعاة، مفضّلة خيارات أخرى على عملية التفاوض.
وتابع: “لقد عبّر الجانب الروسي بوضوح شديد عن مطالبه، بينما ترفض السلطات الأوكرانية التفاوض بالأساس”.
وفي سياق متصل باستفزاز روسيا تحت عنوان الدعم لأوكرانيا، أعلن الجنرال بول ناكاسوني، رئيس القيادة الإلكترونية الأمريكية ومدير وكالة الأمن القومي، أن قراصنة الجيش الأمريكي نفذوا عدة “عمليات هجومية” سيبرانية لدعم أوكرانيا.
وفي تصريح لشبكة “سكاي نيوز” قال ناكاسوني: إن “الولايات المتحدة تقوم بعمليات استباقية وقائية”، دون أن يوضح ما إذا كانت هذه العمليات موجّهة ضد روسيا.
وأضاف: “لقد أجرينا سلسلة كاملة من العمليات، الهجومية والدفاعية والإعلامية”، مشيراً إلى أن جميع الأنشطة “تمّت وفقاً للقانون”.
وردّاً على سؤال حول رأيه في “مخاطر الهجمات الإلكترونية الروسية على الولايات المتحدة”، قال: “نحن على يقظة كل يوم، ويومياً أبحث في هذا الاحتمال”.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير: إن إدارة الرئيس جو بايدن “لا ترى أي تناقض بين الرغبة في تجنّب الصراع المباشر مع روسيا وهذه العمليات”.
من جهة ثانية، وفيما يشير إلى عجز الدول الغربية عن تحمّل تبعات اللجوء الأوكراني بعكس ما حرّضت عليه، أصدرت الداخلية البولندية قراراً بالتوقف عن صرف بدل الإعانة اليومي لجميع اللاجئين الأوكرانيين، باستثناء ذوي الاحتياجات الخاصة والحوامل والأمهات اللواتي يُعِلنَ عدداً من الأطفال.
جاء ذلك نقلاً عن “رجيشبوسبوليتا” التي نشرت بياناً صادراً عن نائب وزير الداخلية البولندي، وممثل الحكومة لشؤون اللاجئين، بافل شيفرناكر، الذي تابع: إن القرار سوف يسري بدءاً من 1 تموز.
ويأتي القرار، وفقاً لما جاء في بيان السلطة، كمحفز لتشجيع اللاجئين على البدء في العمل وتلبية احتياجاتهم بأنفسهم.
من جانبها، نقلت “رجيشبوسبوليتا” عن البروفيسور البولندي، بيوتر دلوغوشا، قوله: إن هذا القرار “يُظهر إلى حدّ ما أن الدعم يقترب من نهايته، وقد حان الوقت للعودة إلى أوكرانيا”.
وكان الرئيس البولندي، أندريه دودا، قد أعرب في وقت سابق عن أسفه لإجبار وارسو وبودابست على التعامل مع تدفق اللاجئين دون أي مساعدة من الاتحاد الأوروبي. وقد وصل إلى بولندا، حتى منتصف أيار الماضي، أكثر من 3 ملايين لاجئ أوكراني منذ بداية العملية الخاصة.