الغرب يمهّد للتخلي عن زيلنسكي وتحميله مسؤولية الحرب
تقرير إخباري
فيما يشبه بداية للتراجع الغربي عن دعم الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي، وفي الوقت نفسه محاولة لتحميله تبعات الحرب في أوكرانيا، للقول فيما بعد إن مسألة الدعم لا تعدو كونها خطأ في الحسابات وإن زيلنسكي هو المسؤول الأول عن سوء التقدير الذي حصل بالنسبة إلى العلاقة مع روسيا، وخاصة أن معدّلات التضخم في الدول الغربية باتت تهدّد بانهيار اقتصاداتها مجتمعة، حيث أدّت العقوبات المفروضة عليها إلى تضخم عالمي خطير في أسعار السلع والمواد، بدأت الأصوات الغربية تتعالى لإعادة النظر في طبيعة الدعم المقدّم لأوكرانيا بعد أن تيقّن الجميع في الغرب أنه لا سبيل للانتصار على موسكو عبر سياسات العقوبات المتبعة، وأنه لابدّ من وضع خطة جديدة لإعادة العلاقات معها لتفادي السيناريو الأسوأ المتمثل بانهيار كامل للاقتصاد العالمي.
ومن هنا شدّد المفكر الأمريكي فرانك هوارد على ضرورة التسوية السلمية في أوكرانيا وبشروط روسيا، وأنه على واشنطن دفع الرئيس الأوكراني في هذا الاتجاه.
وكتب في مقاله: “يجب على الولايات المتحدة ممارسة ضغوط قوية على الرئيس زيلينسكي للموافقة على التسوية والسماح للمناطق الناطقة بالروسية في جنوب وشرق أوكرانيا بالانفصال والبقاء تحت السيطرة الروسية”.
واعتبر أنه مع أفضل نتيجة للأحداث، ستبقى أوكرانيا بعد نتائج المفاوضات المستقبلية محايدة في الصراع الجيوسياسي بين الغرب وموسكو ومثل هذه الخطوة ستحمي المصالح الوطنية الروسية.
وأكد أنه من الضروري التوقف عن تزويد كييف بالأسلحة، لأنها يمكن أن تهدّد أمن الأراضي الروسية.
وليس بعيداً عن ذلك، أعرب رئيس البرلمان الهنغاري لازلو كوفير عن دهشته وامتعاضه من سلوك الرئيس الأوكراني مع بقية الرؤساء مشكّكاً بصحة قدراته العقلية.
وقالت وسائل إعلام: إن الحالة الصحية العقلية لرئيس أوكرانيا أثارت تساؤلات عدة من رئيس البرلمان الهنغاري لازلو كيفير. والسبب في ذلك هو الطريقة التي يتواصل بها رئيس دولة مع بقية الرؤساء.
وخلص كيفير إلى أن رئيس أوكرانيا يسمح لنفسه بانتقاد عدد من زعماء العالم بما في ذلك قيادة هنغاريا وألمانيا.
ونقلت قناة HirTV عن كيفير قوله: “لا أتذكر أن زعيم بلد بحاجة إلى المساعدة يجرؤ على التحدّث ضد أي شخص بالطريقة التي فعلها الرئيس زيلينسكي، ليس فقط ضد هنغاريا، ولكن حتى ضد المستشار الألماني.. هناك نوع من المشكلات العقلية الشخصية هنا، ولا أعرف ما الذي يمكن فعله حيال ذلك”.
وشدّد كيفير على أن المحتاجين إلى المساعدة عادة ما يطلبونها بأدب وإن كان بإصرار لكن دون اللجوء إلى المطالب والتهديدات.
وهذه ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها سياسيون غربيون أداء الرئيس الأوكراني إذ سبق أن انتقد رئيس وزراء اليابان السابق، شينزو آبي، موقف الرئيس الأوكراني من عضوية بلاده في الناتو، مؤكداً أن رفضه حل النزاع في دونباس أدّى إلى إطلاق عملية روسية خاصة في أوكرانيا.
وهذه الانتقادات المتكررة مؤخراً لزيلنسكي إنما تؤكد أن الغرب بدأ يتخلى تدريجياً عنه بعد أن استخدمه رأس حربة في استهداف روسيا، وعندما تأكدت الدول الغربية أن الأمر بات ينعكس سلباً على اقتصاداتها وأنها لن تتحمّل مزيداً من الضغط في هذا الاتجاه، بدأت تفكر جدياً في الطريقة المثلى للتراجع عمّا أقدمت عليه فيما يخص علاقاتها مع روسيا، وتوصلت إلى أن الحل الأمثل لذلك يكمن في التخلي عن زيلنسكي وتحميله مسؤولية الأزمة الحالية، وهذا الأسلوب تتخذه الحكومات الغربية دائماً، وخاصة الولايات المتحدة، في التعامل مع عملائها، ومشهد أفغانستان لا يزال حاضراً في الأذهان.
طلال ياسر الزعبي