موسم السباحة بدأ.. ومسابح الاتحاد بيعت بثمن بخس!
ناصر النجار
الاجتماع الذي سيعقد ظهر اليوم في مقر الاتحاد الرياضي العام لن يكون حاسماً أو فاصلاً، ولا يمكنه وضع النقاط على الحروف، وهذا أمر واضح وجلي للجميع، لأن مكافحة الشغب والشطط والفساد الرياضي المستشري لا تتم بالمكاتب والندوات والاجتماعات، إنما تبدأ من اتخاذ القرارات الحاسمة التي تعيد الرياضة إلى نصابها أخلاقياً أولاً، ثم إدارياً وتنظيمياً وفنياً.
ودوماً الحديث قائم عن الأزمات والإمكانيات المالية، ولكن للأسف فإن هذه الشماعة لم تعد تنطلي على أحد، فالرياضة عندنا باتت أحد أبواب الهدر من خلال الإنفاق غير المدروس، والاستثمار الضعيف الذي نجد أن من يديره يكون إما جاهلاً بالقضايا الاستثمارية، أو أنه من ضعاف النفوس، وإذا اطلعنا على المسابح وجدنا كم تخسر رياضتنا من العوائد، وكم يربح المستثمرون، والمعادلة هنا غير متكافئة أبداً، ورياضتنا هي من تدفع الثمن لأنها بحاجة إلى موارد تغطي نفقاتها على الأقل، ومن هذه المسابح نضرب مثالاً مسبح نادي بردى الذي بيع بثمن بخس بطريقة مخالفة لكل القوانين والأنظمة، لذلك نسأل: من أجاز ذلك؟ ولمصلحة من؟
للتوضيح، فإن المسبح وما فيه من خدمات كثيرة، تم منحه لأحد المستثمرين بعقد بالتراضي بمبلغ مئة مليون ليرة سورية، والعقد هذا لم يوقع حتى الآن، والمستثمر باشر عمله منذ نهاية الشهر الماضي، ولم يستلم أمر المباشرة، ولم توقع العقود بعد، وتأكدنا من هذا الأمر من رئيس تنفيذية دمشق، وتأكدنا أيضاً من الإعلانات التي أعلن فيها المستثمر الجديد عن بدء عمله.
القضية فيها أسئلة محيّرة لم نجد أي جواب إيجابي عنها رغم تواصلنا مع الأطراف المعنية في هذه القضية.
المخالفة القانونية أن المستثمر الجديد بدأ العمل قبل توقيع العقد بأيام كثيرة، اعتباراً من 30 أيار، وحتى اللحظة لم يتم توقيع العقد، ولم يصدر أمر المباشرة، وهذا يؤدي إلى أن وضع المستثمر غير قانوني بغض النظر إن كانت إدارة النادي أعطت أمرها الشفهي للمستثمر بالمباشرة باعتبار ما سيكون.
المخالفة الأخرى أن المسبح لم يعرض في المزاد العلني، وربما – لو تم عرضه – لوجدنا مستثمرين آخرين دفعوا أكثر من المستثمر الحالي، وبالتالي فإن النادي خسر بهذا الاستثمار عشرات الملايين.
وإذا قيل لنا إن الصيف بدأ، واللجوء إلى المناقصات سيضيع موسم الصيف على النادي، فإننا نقول: سيضيع موسم الصيف على المستثمر لأن النادي خسران بكل الأحوال بمثل هذا الاستثمار، ولو أن إدارة النادي مسكت أبواب المسبح لحققت أكثر من هذا الرقم، مع العلم أن هناك العديد من المطارح الاستثمارية المتوقفة عن الاستثمار منذ أكثر من سنة، ولا أحد يبالي بها كصالة البلياردو على سبيل المثال.
وبالمقارنة، فإن المسبح، قبل خمس سنوات، تم استثماره بمبلغ 75 مليون ليرة، وكان دخول المسبح بمبلغ ألفي ليرة سورية للسيدات، أما اليوم فاستثمار المسبح بمئة مليون، والدخول إليه بـ 19 ألفاً للسيدات، وسبعة آلاف للرجال، فأي معادلة هذه؟.
المستثمر يرفع ثمن الدخول أضعافاً مضاعفة، ولا ترتفع قيمة الاستثمار بما يتوازن مع سعر السوق، ومع قيمة الدخل الذي سيناله المستثمر جراء فترات السيدات والرجال ومدرسته الصيفية، فهل المراد من المنشآت الرياضية خدمة الرياضة أم المستثمرين؟.
الشيء المهم الذي نود ذكره أن المستثمر أعلن عن مدرسة صيفية للسباحة بمبلغ 75 ألفاً شهرياً عن كل طفل، ونادي بردى لديه مدرسة صيفية أيضاً، فهل تجوز هذه المضاربة؟ وأين مصلحة النادي من وجود مدرسة صيفية تنافس مدرسته بكل شيء؟ فهل هذا الأمر صحي والتصرف سليم؟
هذا غيض من فيض، ولدينا المزيد، ولا نستغرب أمام هذا المثال البسيط عندما يقولون لنا إن إدارات الأندية في عجز مالي، وبالكاد تستطيع تأمين رواتب موظفيها!.