زيلينسكي مستعدّ للمحادثات مع بوتين.. والغرب يفرض على روسيا عقوبات “مخفّفة”
البعث – وكالات:
كلما شعر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بتشديد الخناق عليه في الميدان، لجأ إلى الإعلان عن رغبته في العودة إلى الحوار مع روسيا، فنتائج الميدان تؤكد أن روسيا ستحصل على كل الأهداف التي وضعتها عند إطلاق عمليتها الخاصة في أوكرانيا، فضلاً عن أن المعطيات الأخيرة تؤكد أن الغرب بدأ بتحميل زيلنسكي شخصياً مسؤولية ما يجري في أوكرانيا على خلفية عجزه عن التدخل العسكري المباشر لدعمه.
فقد أعرب الرئيس الأوكراني، مجدّداً عن استعداده لإجراء محادثات سلام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق ما ذكرته صحيفة “فاينانشيال تايمز”.
وقالت الصحيفة، التي نظمت مؤتمراً بالفيديو مع رئيس أوكرانيا: إن زيلينسكي قال: إن “النصر يجب أن يتحقق في ساحة المعركة”، لكنه في الوقت نفسه أكد أنه منفتح على محادثات السلام مع الرئيس الروسي”، كما أشار إلى أن الجمود في الصراع مع روسيا “ليس خياراً” بالنسبة لكييف، داعياً الغرب مرة أخرى إلى تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا.
وصرّح الرئيس الأوكراني، بأن العقوبات الغربية ضد روسيا ليس لها تأثير في الموقف الروسي، وانتقد شركاء كييف لدعوتهم إلى وقف إطلاق النار دون شروط معينة.
وانتقد زيلينسكي عدم وجود شرط “وقف الهجوم الروسي” لوقف إطلاق النار. وتابع: “إن بعض الدول تدعم أوكرانيا، من ناحية، إلا أنها تفعل ما تستطيع كي يمكنها تخفيف العقوبات حتى لا تتأثر أعمالها التجارية”.
في سياق متصل، صرّحت المرشحة الرئاسية الفرنسية السابقة، مارين لوبان، بأن الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على إمدادات النفط الروسية “أحمق”، وستزداد روسيا ثراء من بيع نفطها إلى دول أخرى.
جاء ذلك على الهواء مباشرة في حديثها لمحطة “فرانس إنفو” الإذاعية، حيث قالت لوبان: إن هذه العقوبات الغبية سوف تضرّ بالفرنسيين، وتابعت: “إن النفط الروسي الذي لن نشتريه سوف يُباع للآخرين. ووقف إمدادات النفط الروسية سيؤدّي إلى زيادة أسعار النفط، وروسيا ستزداد ثراء من مبيعات النفط لدول أخرى.. وستكون في غاية السعادة”.
ووفقاً لها، فإن الحظر المفروض على النفط الروسي، وكذلك الحظر المحتمل على الغاز الروسي الذي قد يفرضه الاتحاد الأوروبي في المستقبل ستكون لهما عواقب وخيمة على المواطنين الفرنسيين.
وكان الاتحاد الأوروبي قد نشر في وقت سابق الحزمة السادسة من العقوبات ضد روسيا في جريدته الرسمية، التي تنص، من بين أمور أخرى، على التطبيق التدريجي لحظر واردات النفط من روسيا. وهو ما سيتم تنفيذه فقط على عمليات التسليم البحرية، دون أن يخضع لتلك القيود النفط الذي يمر عبر خط أنابيب “دروجبا”. كذلك تنص الحزمة السادسة من العقوبات الأوروبية على فصل بنوك “سبير بنك” و”روس سيل خوز بنك” و”موسكو كريديت” عن نظام سويف العالمي للتحويلات البنكية.
من جانبه قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين: إن سياسة صدّ وإضعاف روسيا هي استراتيجية طويلة الأمد يتبعها الغرب، والعقوبات المفروضة وجّهت ضربة خطيرة للاقتصاد العالمي بأسره. ووفقاً له، فإن الهدف الرئيسي للغرب هو تدهور حياة الملايين من الناس. وقال بوتين أيضاً: إن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي قد تخلّفا بالفعل عن سداد التزاماتهما وأفلسا بالنسبة لروسيا، من خلال تجميد احتياطيات العملة الأجنبية لديهما. وأضاف: إن الأحداث الجارية ترسم خطاً تنتهي بعده الهيمنة الغربية على كل من السياسة والاقتصاد.
من جهة ثانية، نفى المتحدث الرسمي باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، تقارير إعلامية حول رفض روسيا مناقشة وضع خيرسون وزابوروجيه في المفاوضات مع أوكرانيا مثل قضيتي القرم ودونباس.
وقال بيسكوف: “إن ذلك كله خطأ، هذه معلومات غير صحيحة”. وكانت صحيفة “إزفستيا” قد نقلت عن مصدر روسي رفيع المستوى، أن موسكو لا تعتزم مناقشة وضع منطقتي خيرسون وزابوروجيه، في الاتفاقية الجديدة مع أوكرانيا، إذا ما أجرت كييف اتصالات مع موسكو، مثلما حدث مع قضية شبه جزيرة القرم التي عادت إلى روسيا ودونباس التي اعترفت روسيا رسمياً باستقلال جمهوريتيها دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.
وقد سيطر الجيش الروسي على منطقة خيرسون وجزء آزوف من منطقة زابوروجيه في جنوب أوكرانيا، حيث تم هناك تشكيل إدارات مدنية/عسكرية في تلك المناطق، وبدأت القنوات التلفزيونية والإذاعية الروسية بثها المباشر هناك، وعادت العلاقات التجارية بين تلك المناطق وشبه جزيرة القرم الروسية.
وفي 25 أيار الماضي، وقع الرئيس الروسي، مرسوماً يبسط إجراءات الحصول على الجنسية الروسية لسكان تلك المناطق، بحيث تستغرق الإجراءات حوالي 3 أشهر فقط.