المرأة بين الماضي والعصري في معرض مازن منصور
حمص – آصف إبراهيم
تستضيف صالة اتحاد الفنانين التشكيليين “صبحي شعيب” معرض الفنان التشكيلي مازن منصور الذي يضم أكثر من خمس وعشرين لوحة بمقاسات مختلفة، وتقنيات تتوزع بين الزيتي على القماش، والاكريليك، وتتميز بمواضيعها التي تحاكي الطبيعة بكل تجلياتها بأسلوبه التسجيلي الزاخر بالألوان المتنوعة التي تشي بحالة عشق وتماه بين الفنان والبيئة التي تحتضنه، دون أن يخفي تجنبه للواقعية الراهنة بمقوماتها الفجة لصالح نوستالجيا درامية تشده نحو الماضي، ليس أجلّه حالة المقارنة التي يستحضرها في اللوحة بين الماضي والمعاصر، سواء في مراحل تطور حياة المرأة ودورها في الحياة على وجه التحديد، إلى اختيار مقاطع جمالية لاتزال في حالتها البكر ضمن تلوين انطباعي لمفردات الطبيعة، وإكسابها سحرها الباكوري المنفلت من حالة التخريب والقسوة البشرية في تجنيها على الطبيعة.
القراءات الدرامية لمراحل تطور حياة المرأة ونظرتها إلى الحاضر في ثنائيات جدلية تحمل في مغزاها حالة تعبيرية رمزية تجسدها أغلب لوحات المعرض بشكل بسيط وسهل في الوصول إلى المتلقي.
سعي مازن منصور للاشتغال على ثنائية الجمال الساحر الكامن في الطبيعة والمرأة، حيث حوارية المفردات والتفاصيل، لا يخفي ميله إلى الأنثى بسحرها الجسدي والروحي الذي يأخذه من ملاءمته مع الطبيعة، كما لا يخلو المعرض من تسجيل لحالة الشقاء والعراك مع الحياة والطبيعة التي مرت بها الأنثى كمربية للأجيال التي يجسّدها في أكثر من لوحة، وأيضاً نلمح الطبيعة الصامتة تبرز براعة التناغم اللوني، واختيار العناصر وتوزعها ضمن اللوحة، وتقابل الظل والضوء الذي يمنحها بعدها الإبداعي وتشكيلها التسجيلي الواقعي، إلى جانب دقة التقاط التفاصيل في البيوت القديمة المشبعة بالحياة رغم السكون.
يحرص مازن منصور على الاستمرار في رؤيته للحياة بمكوناتها الجميلة رغم ما يكتنفها من قسوة وانتكاسات بلورتها سنوات الأزمة التي انعكست بصورة أو بأخرى على معظم موضوعات وأساليب فناني حمص، لكن منصور يرى أن ما يحيط بنا من جمال يستحق استحضاره بشكل دائم.