“عصفور” الجامعة بلا أجنحة..!!
وائل علي
أن تقوم جامعة طرطوس على مجموعة من المباني المستعارة المبعثرة في أحياء المدينة وعلى أطرافها لحين إنجاز ولو أجزاء بسيطة من مشروع بناء الجامعة العملاق.. فهمناها!!، لكن أن تبقى الجامعة وطلبتها الذين ينوف عديدهم على خمسة وثلاثين ألف طالب بلا سكن جامعي وبلا مكتبة جامعية للقراءة والمطالعة الدراسية، أضعف الإيمان، فهذا ما لا نفهمه ولا يمكن تقبّله بعد أكثر من خمسة عشر عاماً على انطلاقتها، ولاسيما بعد المساعي التي جرت قبل عامين وأكثر، وسط حماس محلي ومركزي بالغين، لتحويل مبنى معهد المراقبين الفنيين القريب من موقع عمريت الأثري ليكون سكناً للطالبات -مبدئياً- ليفتر الحماس ويتلاشى لأسباب نجهلها، ولا علم لنا بها، رغم الحاجة الماسّة والمعاناة الشديدة التي يتعرّض لها طلبتنا وطالباتنا في التنقل اليومي من وإلى وبين الكليات، والتكاليف والأثمان الباهظة التي يدفعونها لقاءها، أو الأجور المرتفعة للغرف والشقق السكنية غير اللائقة، المستأجرة في معظمها!.
الأمر الآخر الذي يجدر الوقوف عنده والإشارة إليه يتعلّق بموضوع المكتبة، وأهمية وضرورة وجود قاعة مطالعة مركزية مؤقتة، كبهو كلية الاقتصاد، مثلاً، التي تتوسّط المدينة، أو أي مكان آخر يتمّ اقتراحه والتوافق عليه ليتمّ تأمينه وتجهيزه على الشاكلة التي يجهز فيه هذا المبنى أو ذاك ليكون كلية جامعية، بدل أن نترك طلبتنا ليكونوا زبائن وضيوفاً دائمين ودسمين على المقاهي والكافتيريات التي تحوّل الكثير منها لقاعات مأجورة لدراسة الطلبة الباحثين عن مكان للدراسة خارج بيوتهم تتوفر فيها الكهرباء، بغضّ النظر عن عدم ملاءمتها وافتقارها لأبسط الاحتياجات التي تتطلبها!.
إن انتظار إنجاز مشروع السكن الجامعي والمكتبة المركزية أمرٌ يطول ويطول، ومحكوم بتوفر الاعتمادات المالية التي لا تكفي ولا تأتي إلا بالقطارة، ومدة البناء والمفاجآت غير المحسوبة، رغم أن الحاجة إليها أكثر من ضرورية، ولابد من حلّ تكتيكي سريع بمعزل عن الحلّ الاستراتيجي والارتهان له إلى “ما لا نهاية” قريبة له، كما هو مقروء..؟!.
أما أن نترك الجامعة بلا سكن ولا مكتبة لحين انتهاء المشروع، فسيبدو حالنا كحال من لديه عصفور جميل لكنه غير قادر على الطيران لأنه بلا جناحين، فهل نشهد قريباً حلاً بعيداً عن التسويف والتبرير؟.