الملاعب بين الحلم والوعود.. والاستثمار مشكلة المشاكل
ناصر النجار
لا شك أن رياضتنا تعاني كثيراً، وهناك عقبات كثيرة تقف أمامها، وهذه العقبات إما أنها من صنع أيدينا، أو من تراكم السنوات الماضية، والحلول المجدية كفيلة بإزالة العقبات إن كنا جادين بالفعل لإزالتها والتعامل معها بعلمية وحكمة وهدوء، ولو سلكنا طريق الخطوة خطوة حسب الأولويات والمتاح.
من هذه الخطوات التي يجب أن تبدأ بسرعة موضوع الملاعب وصيانتها، خاصة أننا في وقت مناسب لإعادة صيانة العديد من الملاعب قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد.
وفي هذا الخصوص، سمعنا أن القيادة الرياضية عقدت العزم على إعادة تجهيز ملعبي العباسيين والحمدانية الكبير، وهو كخبر أمر مفرح جداً، ولكن نتمنى أن يصبح هذا الخبر حقيقة من خلال بيان رسمي مع خطوات الإنجاز، ومثل ذلك سمعنا بشكل رسمي من رئيس اتحاد كرة القدم أنه ينوي مخاطبة الفيفا من أجل إصلاح ملعبين أو أكثر من حساب أموالنا المجمدة، وهذه الفكرة أكثر من جيدة.
أكثر ما نخشاه أن تكون هذه الأخبار عبارة عن وعود فقط، وكلام في الهواء يراد منه التسويق وتبييض صفحات البعض، فالقضايا الرياضية المهمة لم تعد تحتمل الكلام والوعود، بل تحتاج إلى الفعل والعمل المنهجي الملموس المعلومة خطواته وإجراءاته التنفيذية.
قضية الملاعب في كرة القدم أكثر من مهمة لأن كرة القدم يجب أن تبنى على أرضية خضراء صالحة، ودون ذلك لا أمل بتطوير كرة القدم، ونأمل أن ننتهي من موضوع الصيانة العشوائية التي ترهق الميزانية، فالكثير من الملاعب ما إن تخرج من مرحلة الصيانة حتى تذبل وتصفر وتتصحر بعد مباراتين أو أكثر، وهي ملاحظة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.
الخبر الجيد الآخر الذي سمعناه يتعلق بالفراغات الخمسة الخاصة بنادي أهلي حلب، وقد فاز النادي بالقضية وعادت إليه أملاكه، وتنبأ العالمون بالأمور الاقتصادية أن هذا الأمر سيدر على النادي مليارات كثيرة من الليرات، وهو أمر مفرح جداً.
موضوع الاستثمار الرياضي في الأندية أو غيرها من المؤسسات الرياضية موضوع شائك، وهناك الكثير من الاستثمارات التي بيعت بثمن بخس، أو التي مازالت على العقد القديم، وهناك العديد من الاستثمارات متوقفة لأسباب عديدة، بعضها معلوم، وبعضها الآخر مجهول.
وفي التعليق على الخبر نعود إلى الوراء قليلاً لنجد أن نادي أهلي حلب غرق في القضايا الاستثمارية في السنوات العشر الأخيرة كثيراً، وخسر سنوياً مئات الملايين بسبب سوء الاستثمار، سواء عن قصد أو عن جهل، لذلك فالخوف أن نقع مرة أخرى في هذه المعضلة بشكل جديد ولون مغاير، لذلك فالحذر واجب من المتطفلين والمستفيدين، حتى نقول: عاد الحق لأصحابه فعلاً.