سموقان أسعد: جداريتي تحمل رسالة الخلاص من الحرب وتجاوز الحصار
أنهى صاحب مشروع جداريات أوغاريتية وأبجدية الأزرق الفنان التشكيلي سموقان أسعد جداريته ذات الخمسة عشر متراً، والتي تعجّ بالشخوص وإيحاءات الزمن مع رمزية بعض الأحرف المنفردة الدالة على الحرب والانتصار مثل “الحاء والنون”.
ويؤدّي اللون المتغيّر بين الأزرق والأخضر والأحمر الدور الرئيسي في كشف الرؤى الخلفية لهياكل الأشخاص. وقد أوضح سموقان أسعد في حديثه لـ”البعث” أن هذا العمل الذي مساحته خمسة عشر متراً، يعالجُ المشكلة التي عاشها العربي بشكل عام والسوري والفلسطيني بشكل خاص، إنها أزمة الحروب والحصارات من كلّ الجهات الخارجية والداخلية، قيامة البشر والشجر والحجر.
ويتابع: تأتي هذه الجدارية بعد عملي الذي نفّذته سابقاً بعنوان “قيامة قيامة الغابة” بمساحة اثني عشر متراً في المركز الثقافي السوري في باريس في تسعينيات القرن الماضي، حينها كنت مهووساً بمحبة الغابات، فرسمتُ الغابة بأدقّ تفاصيلها، وهي الحالة ذاتها التي نعيشها اليوم، إذ دمّرت الحروب كلّ شيء، فجداريتي الجديدة تحمل رسالة الخلاص من الحرب وتجاوز الحصار بكل أشكاله، حصار الحروب، وحصار التّجار، وحصار السياسيين الذين يتاجرون بكل العناصر الموجودة في اللوحة، إن كانت بشراً أو شجراً أو حيوانات من أحصنة وثيران، كلها في حالة مخاض وولادة للشكل والمعنى.
أما عن خصوصية الجدارية فعقب أسعد: عملتُ على الحالة البصرية أولاً، كما يفعل أي فنان، فالشكل يقود إلى المعنى أو يسير في الدروب التي تقود إليه. فرسمتُ العمل بمحبة كبيرة للأشكال، حيث تتوالد، تحسّ وتتألم، لتدخل دروب حياة وفضاءات جديدة، فالمشروع له منظمية، وأعتقد أنه سيكون صرخة تفضح الحالة الظلامية التي عاشها العالم، كما أنه مليء بالأساطير السورية القديمة التي تعطيني طاقة إيجابية وأملاً بأن الفن سيوحّد المظلومين ويدفع الشرور، فالفن ليس عملاً يعلق لتزيين الجدار، بل ليلامس قلوب البشر وأرواحهم.
وذكر سموقان أسعد أن العمل سيُعرض في دمشق أولاً، ثم في أمكنة أخرى حول العالم بمشاركة مجموعة من فناني العالم.
ملده شويكاني