على خلفية عجز بايدن.. الحزب الديمقراطي قلق من تراجع شعبيّته
تقرير اخباري:
لا يكاد يمرّ يوم منذ انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، دون أن تواجه ولايته هزاتٍ تنعكس على شعبيته التي تتراجع يوماً بعد يوم، وحتى قبل تنصيبه والاعتراف به رئيساً، حيث شهدت الولايات المتحدة أحداث الكابيتول التي يمكن اعتبارها مشهداً مصغّراً لحرب أهلية أمريكية “قد تصبح واقعاً في يوم ربما لا يكون بعيداً”، وخصوصاً مع ارتفاع وتائر الجرائم الاجتماعية والعنصرية والتضخم الذي لم يشهده الاقتصاد الأمريكي منذ أربعين عاماً، وفي وقت تنتشر فيه الأسلحة الفردية والرشاشة بيد المواطنين الأمريكيين بكثرة.
هذه الأحداث، دفعت أعضاء ديمقراطيين لإبداء القلق، حول قدرة بايدن على إنقاذ حزبه المترنّح، وبشأن القوة المتزايدة للحزب الجمهوري، حسبما كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، خلال إجرائها مقابلات مع ما يقارب 50 مسؤولاً ديمقراطياً من قادة المقاطعات إلى أعضاء في الكونغرس، وكذلك مع الناخبين “المحبطين” الذين دعموا بايدن عام 2020.
ولم تغِب زلات بايدن التي أثرت في الدبلوماسية العالمية مراراً وتكراراً بملاحظات غير متوقعة، تراجع عنها لاحقاً موظفوه في البيت الأبيض، عن بال الديمقراطيين القلقين أصلاً بسبب التحديات التي تواجه البلاد، ويضاف إلى ذلك قلق آخر متعلق بشأن قيادة بايدن، وعمره وقدرته على مواجهة محتملة مع الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات القادمة حسب الصحيفة.
التشاؤم الذي يعصف بالديمقراطيين يعود أيضاً إلى تمتّع الجمهوريين بفرصة ممتازة للسيطرة على مجلس النواب، وربما مجلس الشيوخ في الانتخابات النصفية المقررة في تشرين الثاني المقبل، حسب السيناتور الأميركي الديمقراطي بيرني ساندرز الذي قال في تصريحٍ سابق لموقع بوليتيكو: إنّ الحزب الديمقراطي في طريقه للتعرّض للخسارة فيها إذا لم يصحّح مساره.
بالتوازي مع المخاوف الديمقراطية من تأثير سياسات بايدن في شعبية الحزب كشف استطلاعٌ للرأي، أجراه مركز “بيو” للأبحاث في وقت سابق، أنّ ثقة الأميركيين بحكومتهم، التي تراجعت لعقود، تقترب من أدنى مستوياتها على الإطلاق، في عهد حكومة بايدن، كما أظهر استطلاع للرأي، أجرته رويترز/إبسوس، أنّ 52% من الأميركيين غير راضين عن أداء الرئيس الأميركي جو بايدن الوظيفي، ما دفع القادة الديمقراطيين حسب صحيفة “نيويورك تايمز” لمحاولة تفسير سلسلة المصائب التي لا تبدأ عند معدلات التضخم الأسوأ منذ أربعة عقود، وارتفاع أسعار الغاز، والوباء المستمر، وسلسلة عمليات إطلاق النار الجماعية، ولا تنتهي عند استعداد المحكمة العُليا لإنهاء الحق الفيدرالي في الإجهاض، ورفض الديمقراطيين الرئيسيين في الكونغرس العمل من خلال أجندة الرئيس لإعادة البناء بشكل أفضل أو توسيع حقوق التصويت.
كذلك يتجاوز القلق بشأن بايدن الأعضاء الديمقراطيين، حسب الصحيفة، إلى جوهر قاعدته السياسية، حيث قالت المديرة التنفيذية لـ”BlackPAC” أدريان شروبشاير، وهي منظمة سياسية أميركية من أصل إفريقي: إنّ مصدر قلقها الرئيسي هو أن الناخبين السود، بعد أن شاهدوا بايدن والديمقراطيين يفشلون في الوفاء بوعودهم الأساسية، لن يعودوا للتصويت في تشرين الثاني المقبل.
ولاية بايدن التي تقترب من عام ونصف العام، وشهدت ما شهدته من أحداث داخلية اقتصادية واجتماعية وسياسية، ومن تراجع لشعبية بايدن ومن خلفه الحزب الديمقراطي، جعلت السؤال الملحّ الذي يطرحه قادة الديمقراطيين على أنفسهم، هل يجب على بايدن الترشح للرئاسة في عام 2024؟.
إبراهيم مرهج