ارتفاع الأصوات ضد الحرب في أوكرانيا
ريا خوري
لم تتوقف التحذيرات من عدم الاستمرار في إثارة وتقوية القوى المتصارعة مع روسيا في أوكرانيا، فقد جذب هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق الاهتمام مجدداً بما طرحه في منتدى دافوس – عبر الفيديو – الذي عقد نهاية أيار الماضي من خلال طرح رؤية مستقبلية لجوهر الصراع.
وفي كلمته، دعا كيسنجر بلاده والغرب إلى الامتناع عن محاولة تطويق روسيا بالقواعد العسكرية التابعة لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، وحذّر من أن ذلك سيزيد من عدم الاستقرار في أوروبا على وجه التحديد وعلى المدى الطويل، وحثّ الغرب على دفع أوكرانيا نحو قبول التفاوض مع روسيا.
وعلى الفور توقفت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية مطولاً أمام تحذير كيسنجر من استمرار الحرب في أوكرانيا، وقالت في مقال كبير إن الوضع المتأزم في تلك المنطقة لن ينحصر في حرب أوكرانيا فقط، بل ستكون هناك حروب شاملة أخرى. أما صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، فقد استشهدت بالمقولات التي صرَّح بها كيسنجر، وأعرب فيها عن أمله في أن تقترن الحكمة والعقلانية لدى القيادة الأوكرانية، وقالت في مقال لها: ينبغي على أوكرانيا أن تتخذ قرارات إقليمية مؤلمة، لكنها مهمّة جداً لتحقيق الأمن والسلام.
الاهتمام بتصريحات كيسنجر رافقته اهتمامات بالطريقة نفسها لما تقوله الخبيرة الأمريكية المتخصّصة بالشأن الروسي فيونا هيل، بحيث بدا وكأن هناك تقارباً – غير مقصود – في نظرتهما لحرب أوكرانيا الساخنة، حيث تحرص وسائل الإعلام الأمريكية وبعض مراكز البحوث السياسية على ملاحقة الخبيرة فيونا هيل لمعرفة آخر تقييم لها للتطورات المقبلة لحرب أوكرانيا، وكان الملفت ما كتبته صحيفة “نيويورك تايمز” تحت عنوان “علينا الانتباه لما تقوله السيدة فيونا هيل”.
يُشار إلى أن فيونا هيل متخصّصة بشخصية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وطريقة إدارته للدولة، وسبق أن نشرت كتاباً بعنوان (السيد بوتين الرجل صاحب التأثير في الكرملين)، وهي عضو بمجلس المخابرات الوطنية سابقاً، وعضو سابق بمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض.
هذا الاهتمام بما ينقله المختصون بالشأن الروسي يلقى نقاشات ساخنة بين أوساط المحلّلين السياسيين والخبراء والاستراتيجيين العسكريين، خاصةً وأن الرؤية المضافة التي طرحها كيسنجر وهيل تكتسب ثقلها من مجيئها في صورة مختلفة نوعاً ما عن موجات التغطية الإعلامية الغربية للأزمة الأوكرانية، والتي افتقدت في معظمها لعرض الرأي والرأي الآخر، حيث كان واضحاً حرص الجميع على تجاهل وجهة النظر الروسية!.