بيسكوف: بريطانيا لم تخاطب روسيا بشأن مواطنَيها المحكومَين بالإعدام في دونيتسك
البعث – وكالات:
يوماً بعد يوم يتأكد الدور الخبيث الذي لعبته الاستخبارات البريطانية في تجنيد مرتزقة أجانب للقتال إلى جانب الجيش الأوكراني في عدوانه المستمر على إقليم دونباس، حيث يؤكد الاهتمام الكبير للإدارة البريطانية بموضوع مواطنيها المحكومين بالإعدام في دونيتسك على خلفية اشتراكهما بارتكاب جرائم إرهابية ضد الشعب في الإقليم، أن النظام في لندن شريك مباشر في إرسال هؤلاء المرتزقة للقتال هناك، حيث جاهر في غير موضع بقيامه بتجنيد هؤلاء المرتزقة.
فقد أعلن المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، أن بريطانيا لم تتوجّه إلى روسيا بشأن مواطنيها المحكوم عليهما بالإعدام في دونيتسك.
وقال بيسكوف في تصريح صحفي اليوم الثلاثاء، ردّاً على سؤال بهذا الصدد: “لا.. لم يفعلوا. هذا أوّلاَ. ثانياً، يجب اللجوء بالطبع إلى سلطات الدولة التي أصدرت محكمتها الحكم. وهذه ليست روسيا، لكن بالطبع، كل شيء سيعتمد على طلب لندن، وأنا متأكد من أن الجانب الروسي سيكون مستعداً للاستماع إليه”.
يذكر أن سلطات جمهورية دونيتسك الشعبية حكمت، الأسبوع الماضي، على ثلاثة أجانب تم أسرهم في مدينة ماريوبول بالإعدام، وهما المواطنان البريطانيان، شون بينر وأيدن أسلين، وكذلك المواطن المغربي، سعدون إبراهيم.
وأقر الثلاثة بأنهم مذنبون في المشاركة بالعدوان المسلح الأوكراني الهادف إلى الاستيلاء على السلطة في جمهورية دونيتسك الشعبية، كما أقرّ أسلين، بأنه مذنب بموجب مادة “الخضوع للتدريب لغرض القيام بأنشطة إرهابية”، ووفقاً لقوانين دونيتسك، يمكن الطعن في الحكم في غضون شهر.
وصرّح الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، الفريق إيغور كوناشينكوف، في وقت سابق، بأن المرتزقة الذين وصلوا إلى أوكرانيا ليسوا مقاتلين و”أفضل ما ينتظرهم هو السجن لمدة طويلة”.
وأعلنت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الجمعة الماضية، أن البريطانيين الاثنين، المحكوم عليهما في جمهورية دونيتسك الشعبية، مرتزقة وليسا أسيرَيْ حرب.
من جهتها، قالت وزيرة خارجية بريطانية ليز تراس: إنها ستفعل كل ما هو ضروري للإفراج عن اثنين من المرتزقة البريطانيين المحكوم عليهما بالإعدام في جمهورية دونيتسك الشعبية.
وأضافت الوزيرة عما إذا كانت مستعدّة لإجراء محادثات مباشرة مع ممثلي جمهورية دونيتسك بشأن قضية البريطانيين المحكوم عليهما بالإعدام: “سأفعل كل ما يلزم لتأمين إطلاق سراحهما.. لقد وعدت أسرهما بأنني سأبذل قصارى جهدي لإطلاق سراحهما، لكنني لن أتحدّث عن استراتيجيتنا مباشرة.. أفضل طريق هو عبر الأوكرانيين”.
وفي وقت سابق قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: إن الجانب البريطاني يفضل أوكرانيا في مفاوضات الإفراج عن أسرى الحرب وليس روسيا التي “ليس لديها تفاعل منتظم معها”.
وفي 9 حزيران، حكمت سلطات جمهورية دونيتسك الشعبية بالإعدام على مواطنين بريطانيين هما شون بينر يبلغ من العمر 48 عاماً، وأيدن أسلين، 28 عاماً، والمواطن المغربي البالغ من العمر 21 عاماً إبراهيم سعدون. وقد أدينوا بالأعمال العدائية والاستيلاء بالقوة على السلطة وارتكاب جريمة من مجموعة من الأفراد والتدريب على القيام بأنشطة إرهابية.
إلى ذلك، كشفت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية أن حوالي 3 آلاف جندي بريطاني يقاتلون إلى جانب القوات المسلحة الأوكرانية.
ونقلت الصحيفة هذه المعلومات استناداً إلى قائد عسكري جورجي، في إشارة إلى قائد الفيلق الجورجي ماموكا مامولاشفيلي، الذي يقود عدداً كبيراً من المرتزقة الأجانب.
وحسب قوله، يوجد الآن حوالي 20 ألف مرتزق أجنبي في أوكرانيا، أما العدد الدقيق للمقاتلين الغربيين في صفوف الجيش الأوكراني فغير معروف.