موسكو: إمداد كييف بالأسلحة تصعيد خطير ستكون له عواقب وخيمة
البعث – وكالات:
حذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة من التصعيد في أوكرانيا عبر مواصلة تزويد كييف بالأسلحة، ونقل موقع روسيا اليوم عن ريابكوف قوله: إن الولايات المتحدة الأمريكية تواصل اللعب بالنار وهو أمر خطير، مضيفاّ: حان الوقت لإظهار أقصى درجات الحذر من الجانب الغربي والامتناع عن التصعيد وعن تزويد نظام كييف بالأسلحة، وخاصة تلك المزعزعة للاستقرار، وأعني أنظمة هيمارس للصواريخ والمدفعية.
وأشار ريابكوف إلى أن الغرب لم يعد لديه سوى التزييف والكذب، علاوة على محاولات تشويه الواقع المعقد لإرضاء أفكاره الجيوسياسية، لافتاً إلى أن موسكو حذرت الغربيين بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من مرة من أن محاولاتهم الافتراضية للتدخل المباشر في أوكرانيا ستكون لها عواقب وخيمة بعيدة المدى.
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الغرب يتحمل مسؤولية تأجيج الوضع في أوكرانيا من خلال مواصلته تزويدها بالأسلحة، مجددة التأكيد على أن العملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية دونباس ستتواصل حتى تحقيق كامل أهدافها.
وأوضحت زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي على هامش منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي أن القوات الأوكرانية قتلت مدنيين وأطفالاً في منطقة دونباس بأسلحة غربية محظورة، مشيرةً إلى أن الغرب يتجاهل ذلك ويواصل مع نظام كييف بث أخبار مزيفة حول العملية العسكرية الروسية، مشيرةً إلى أن الإعلام الغربي يزيف الحقائق حول العملية العسكرية الخاصة ويتجاهل في الوقت ذاته جرائم قوات كييف ضد المدنيين في دونباس.
وقالت زاخاروفا: إن خطط الغرب تنطوي على تدمير أوكرانيا وسرقة مواردها، وهو لن ينفق دولاراً واحداً لإعادة بنائها أو تطويرها، بل يستخدم كييف أداة ضد روسيا، مؤكدةً أن أولوية روسيا هي تحرير أراضي دونباس بالكامل وإعادة بناء البنية التحتية هناك.
كما انتقدت زاخاروفا سياسة حلف شمال الأطلسي الناتو تجاه روسيا وأوكرانيا، معتبرةً أنها تحمل ازدواجية واضحة مضيفةً: إنه لا يمكن لحلف الناتو تصعيد الوضع في أوكرانيا وفي الوقت نفسه سعيه لمنع مزيد من التوتر مع روسيا، هذا النهج هو ازدواجية واضحة.
وشدّدت على أن الانخراط في تصعيد الموقف بشكل مباشر من تزويد الأسلحة وإجبار الآخرين على توفير الأموال وفرض العقوبات وإعلان الهدف الرئيسي خنق روسيا، ومن ناحية أخرى محاولة تجنب التفاقم ليست محاولة للحوار بل ازدواجية.
وحول الحكم بالإعدام على المرتزقة في دونيتسك قالت زاخاروفا: هذه العقوبة القاسية ستصبح مثالاً واضحاً لجميع من يقاتلون إلى جانب النازيين الجدد الأوكرانيين، أو ينوون الانضمام إليهم لارتكاب الجرائم ضد السكان المدنيين في دونباس، موضحةً أن جرائم الحرب التي ارتكبوها لن تمر دون عقاب.
من جهته، أكد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف إن تصريحات البنتاغون حول إمداد سلطات كييف براجمات صواريخ، تظهر استعداداً لتصعيد الموقف وعدم وجود تطلعات لتسوية سلمية، وقال في تصريح صحفي: “إنه لأمر مقلق للغاية أن يعترف مسؤول كبير في البنتاغون بإمكانية توسيع إمدادات الأنظمة بعيدة المدى لأوكرانيا… يمكن اعتبار مثل هذه الكلمات على أنها نية واشنطن للمضي في مزيد من التصعيد، وهذا يؤكد فقط أن الأمريكيين ليس لديهم تطلعات لتسوية سلمية”.
وأشار أنطونوف إلى أن التصريحات صدرت عشية الاجتماع المقبل للولايات المتحدة وحلفائها حول الدعم العسكري لأوكرانيا، داعيا واشنطن إلى التوقف عن استغلال الأزمة القائمة لبث الخلاف بين الشعبين الشقيقين في روسيا وأوكرانيا.
واعتبر أن “واشنطن أعمتها فكرة هزيمة روسيا في ساحة المعركة بمساعدة الأوكرانيين لدرجة أنهم يفضلون عدم ملاحظة قيام النازيين الأوكرانيين بمذابح بحق سكان دونيتسك بمساعدة المدفعية الغربية”.
في سياق متصل، دعت السفارة الروسية في لندن إلى وجوب تحميل حكومة المملكة المتحدة مسؤولية توريد الأسلحة إلى أوكرانيا، والتي تستخدمها سلطات كييف لمهاجمة أهداف مدنية في دونباس.
ونقلت وكالة تاس عن السفارة قولها في بيان: لقد طالبنا الحكومة البريطانية مراراً وتكراراً بتوخي الحذر والامتثال لمعايير مراقبة الصادرات الخاصة بها عند توريد الأسلحة إلى أوكرانيا وتم تجاهل هذه النداءات، لافتةً إلى أنه تم خلال الأيام الماضية قصف الأهداف المدنية في دونيتسك بانتظام من قبل القوات المسلحة لأوكرانيا من مدافع عيار 155 مم قدمتها دول حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
ولفت بيان السفارة إلى أن مثل هذه الهجمات ضد السكان المدنيين لا يمكن تحقيقها إلا بموافقة الغرب، وبعد تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا حيث تلعب المملكة المتحدة وفق تصريحاتها الخاصة دوراً رائداً.
في الأثناء، أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحفي أن أوكرانيا دولة تعاني من مشكلات كبيرة، وأوضح أن “الميليشيات النازية” تعتبر من أهم تلك المشكلات، وهذه حقيقة معروفة ويمكن التصريح بها، مشيراً أن السلطات الأوكرانية لا تزال غير مستعدة وغير راغبة في مناقشة أمر تلك الميليشيات وإلقاء نظرة متزنة على الوضع، ما يمنع أن يخرج شيء جيد بشأن هذا الأمر.
إلى ذلك، صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأنه سيتعين على أوكرانيا إجراء محادثات مع روسيا في وقت ما، في محاولة لإنهاء الحرب بين البلدين. وقال: إنه سيتعين على الرئيس الأوكراني ومسؤوليه التفاوض مع روسيا.
من جانبه، صرح الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبيرغ بأن أوكرانيا تحتاج أسلحة ثقيلة وأجهزة استطلاع، مشيراً إلى أن دول الحلف قدمت دعماً لها بمليارات الدولارات.
وأعلن ستولتنبيرغ عن التزام حلف شمال الأطلسي بتأمين المعدات العسكرية التي تحتاجها أوكرانيا “للانتصار” ومنها الأسلحة الثقيلة وبعيدة المدى، كما أفاد بأن الحلف قام “بمضاعفة المجموعات القتالية إلى 8 وتوسيع مناطق نفوذها من البحر الأسود حتى بحر البلطيق”، وبيّن عن وجود حاجة لاستثمار جماعي من دول الحلف لمواجهة “الخطر الروسي” والحلفاء يشاركون بشكل متزايد بالمناورات.