التنسيقيتان السورية والروسية في بيان مشترك: الغرب يعرقل عودة اللاجئين والمهجرين السوريين
دمشق – البعث – سانا
أكدت الهيئتان التنسيقيتان الوزاريتان السورية والروسية حول عودة اللاجئين والمهجرين السوريين أن ممارسات الدول الغربية وفرضها الإجراءات القسرية غير الشرعية وتشديدها الحصار على سورية وانتهاك سيادة البلاد وسلامتها الإقليمية تهدف لإطالة أمد الأزمة وعرقلة عودة اللاجئين والمهجرين إلى وطنهم.
وقالت الهيئتان في بيان مشترك بختام أعمال الاجتماع الرابع لمتابعة المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجرين السوريين: تم في دمشق بتاريخ الـ 16 من حزيران الجاري عقد جلسة للهيئتين وتبادل وجهات النظر حول مجموعة واسعة من القضايا الانسانية التي يتطلب حلها جهوداً منسقة من قبل المجتمع الدولي مشيرتين إلى أن رئيسي الهيئتين بحثا سير تنفيذ الفعاليات السورية الروسية المشتركة حول دعم عودة اللاجئين إلى وطنهم والخطوات اللازمة للمساعدة في إعادة الحياة الطبيعية في البلاد حيث شدد الجانب الروسي على مواصلة تقديم بلاده كل دعم ممكن للشعب السوري والتأكيد على الفعالية العالية لأنشطة الهيئتين التنسيقيتين الوزاريتين السورية والروسية.
وأوضح البيان أنه من أجل تطوير التعاون السوري الروسي لحل المشاكل الإنسانية للاجئين السوريين تم تنظيم زيارة عمل للوفد المشترك الروسي إلى سورية في الفترة من الـ 13 حتى الـ 17 من حزيران لافتاً إلى أنه في إطار هذه الزيارة يتم العمل بين الجهات في البلدين على تعزيز التعاون في مجال التعليم والتراث الثقافي وتنمية الصناعة.
وجاء في البيان أنه تم عقد 33 لقاء مشتركاً بين ممثلي الجانبين وإجراء حوار مباشر ومعمق حول مجموعة واسعة من اتجاهات التعاون المتبادل التي تحقق المنفعة بين البلدين بما في ذلك إشراك الأقاليم الروسية والشركات الخاصة لإعادة بناء مرافق البنية التحتية والإنتاج الصناعي والزراعي كذلك جرى الاتفاق على تعليم الطلاب السوريين مجاناً في مؤسسات التعليم الروسية بالاختصاصات المطلوبة.
إعداد 23 اتفاقية حول الاتجاهات الرئيسية للتعاون السوري الروسي ذات الطبيعة الاستراتيجية بعيدة المدى
وأشارت الهيئتان في بيانهما إلى إعداد 23 اتفاقية للتوقيع مع الشركاء السوريين حول الاتجاهات الرئيسية للتعاون السوري الروسي ذات الطبيعة الاستراتيجية بعيدة المدى مبينتين أنه تم توريد أكثر من 106 أطنان من المساعدات الإنسانية من روسيا لتوزيعها على العائلات السورية الأكثر احتياجاً.
وأوضحت الهيئتان أنه بفضل العمل الفعال من قبل الهيئتين التنسيقيتين الوزاريتين والذي يتم تنفيذه على أساس المبادئ الأساسية للأمم المتحدة يتم تزويد السوريين العائدين بكل الدعم الضروري والغذاء والرعاية الطبية وغيرها من المساعدات ومنح اهتمام خاص لإعادة وتطوير بناء البنية التحتية التي دمرها الارهاب بالتوازي مع ما تبذله الدولة السورية لجذب الاستثمارات بهدف إنعاش اقتصاد البلاد وتنميته.
ولفتت الهيئتان إلى أنه من أجل الحفاظ على الظروف المؤاتية لعودة اللاجئين إلى أماكن إقامتهم قبل الحرب تنفذ الحكومة السورية مجموعة إجراءات لخلق فرص عمل جديدة للمواطنين السوريين إضافة إلى مواصلة القيادة السورية العمل على العفو عن الأشخاص المدانين بجرائم إرهابية باستثناء الحالات التي أدت إلى مقتل أشخاص ويتركز الاهتمام على المرسوم الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد بتاريخ الـ 30 من نيسان الماضي والذي يتضمن العفو عن آلاف المواطنين السوريين وكذلك تسوية أوضاع وعودة الآلاف إلى البلاد بحرية.
قوات الاحتلال الأمريكي تستخدم مخيم الركبان الواقع في منطقة التنف قاعدة لتجنيد العصابات الإرهابية لاستهداف الشعب السوري وبناه التحتية
ووفق البيان أشار المشاركون في الجلسة المشتركة للهيئتين التنسيقيتين إلى التأثير السلبي الكبير لممارسات الدول الغربية الهادفة إلى تشديد الحصار الاقتصادي على الشعب السوري وانتهاك سيادة البلاد وسلامتها الإقليمية وفرض الإجراءات القسرية غير الشرعية ونهب موارد الدولة السورية مبينين أن قوات الاحتلال الأمريكي تستخدم مخيم الركبان الواقع في منطقة التنف قاعدة لتجنيد العصابات الإرهابية لاستهداف الشعب السوري وبناه التحتية كما يتدهور الوضع في مخيم الهول بمحافظة الحسكة حيث تزداد نسب ارتكاب الجرائم وسط نقص الغذاء والرعاية الطبية الأساسية حيث قتلت العناصر الاجرامية ما يزيد على 30 شخصاً منذ مطلع العام.
وأشارت الهيئتان إلى أنه تم في ما يسمى “مؤتمر بروكسل” الذي عقد يومي الـ 9 والـ 10 من الشهر الماضي تخصيص موارد مالية ضخمة لـ “المعارضة” والمنظمات غير الحكومية التي تهيمن الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون على قرارها حيث تستخدم الأموال بشكل أساسي في البرامج الهادفة إلى دعم أدوات الغرب وعملائه في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الدولة السورية وكذلك في دول الشرق الاوسط ما يمنع عودة المهجرين إلى مدنهم وقراهم الاصلية لافتتين إلى أن هذه السياسة قصيرة النظر من قبل الغرب أدت إلى أزمة واسعة النطاق في بلاد اللجوء بما فيها لبنان علماً أن الدولة السورية تدعو على الدوام مواطنيها للعودة إلى قراهم ومدنهم التي أخرجتهم منها المجموعات الإرهابية وقدمت كل التسهيلات اللازمة لذلك.
وشدد رئيسا الهيئتين وفق البيان على أن استخدام الغرب الآليات العابرة للحدود لتقديم المساعدة الإنسانية للسوريين يسمح حتى الآن برعاية المجموعات الإرهابية في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الدولة الأمر الذي يسهم في إطالة أمد الأزمة وهو الهدف الأساسي للدول الغربية الساعية إلى تبرير وجودها غير الشرعي على الاراضي السورية بأي وسيلة من اجل استنزاف الموارد الطبيعية العائدة للشعب السوري فقط.
وأوضحت الهيئتان في بيانهما أن السياسة المنافقة التي ينتهجها الغرب تهدف إلى الحفاظ على التصعيد في مختلف مناطق العالم من أجل تحقيق مصالحه الجغرافية السياسية الأنانية حيث يستخدم في أوكرانيا نفس الأساليب الإجرامية التي استخدمها في عام 2011 لشن الحرب الإرهابية على سورية ثم قام بدعم الارهابيين من أجل تسويق سياساته الاستعمارية مشيرتين إلى أنه في اوكرانيا ومن خلال إدخال أيديولوجية القومية الجديدة إلى الجزء المتطرف من المجتمع الأوكراني جلبت الولايات المتحدة وأتباعها إلى السلطة القوى التي تروج الافكار الفاشية في البلاد.
ولفت البيان إلى أنه تم التأكيد خلال الجلسة المشتركة للهيئتين التنسيقيتين على الإرادة المشتركة لمواصلة تعزيز الجهود السورية الروسية لحل جميع المشاكل التي تقف في طريق عودة الشعب السوري إلى الحياة الطبيعية داعيتين إلى تضافر جهود المجتمع الدولي لاستعادة الأمن والاستقرار وإلغاء سياسة العقوبات غير الاخلاقية المفروضة على سورية وتضر باقتصادها وتحرم مواطنيها من متطلباتهم الأساسية وتعيق مسار التنمية والازدهار.