الجيش الروسي يُسقط “سو 25” أوكرانية في خاركوف و7 طائرات مسيّرة

البعث – وكالات:

تستمر العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا معتمدة على التقدّم بشكل بطيء ومدروس، في موازاة ارتفاع خسائر الجيش الأوكراني من العتاد العسكري الغربي والمرتزقة الأجانب، حيث أُعلن عن سقوط جنديين أمريكيين سابقين أسرى بيد القوات الروسية.

وفي التفاصيل، أعلن الجيش الروسي أن دفاعاته الجوية أسقطت خلال اليوم الماضي طائرة أوكرانية من طراز “سو-25” في مقاطعة خاركوف بشمال شرق أوكرانيا، إضافة إلى 7 طائرات مسيّرة في مناطق مختلفة من البلاد.

جاء ذلك في إفادة صباحية للمتحدّث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، الذي أضاف: إن الدفاعات الجوية الروسية اعترضت أيضاً صاروخاً من طراز “توتشكا-أو” في جمهورية لوغانسك، و21 قذيفة من راجمات صواريخ “أوراغان” في مقاطعتي خيرسون وخاركوف وجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك.

وأفاد كوناشيكوف بأن قوات الصواريخ والمدفعية الروسية قضت على أكثر من 200 عنصر من الفصائل المتطرفة ودمّرت عدداً من المواقع والمعدات العسكرية بينها محطة للحرب الإلكترونية وثلاثة مستودعات و6 دبابات ومدرعات أخرى، وراجمة صواريخ من طراز “غراد”.

وأشار المتحدث إلى أن القوات الجوية الروسية دمّرت بصواريخ عالية الدقة موقعين لقيادة القوات الأوكرانية ومحطة حرب إلكترونية في منطقة خاركوف، كما دمّر الطيران الروسي ثلاثة مراكز قيادة ومركزاً لإصلاح وترميم المدرعات، ومنظومة صواريخ مضادة للطائرات من طراز “بوك-إم1″، بينما أدّت الغارات الجوية إلى مقتل أكثر من 280 عنصراً من الفصائل المتطرّفة الأوكرانية.

وبلغت حصيلة ما تم تدميره منذ بداية العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، 204 طائرات، و131 مروحية، و1218 طائرة دون طيار، و340 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و3569 دبابة ومدرعة أخرى، و526 راجمة صواريخ، و1968 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون، و3647 مركبة عسكرية خاصة.

من جهتها، قالت قيادة قوات جمهورية لوغانسك الشعبية: إن عناصرها تمكّنوا من القضاء على 29 عسكرياً من القوات الأوكرانية وتدمير 7 آليات مدرعة خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأضافت القيادة، في بيانها اليوم: “خلال الاشتباكات بين وحداتنا والقوات الأوكرانية في اليوم الماضي، تكبّد العدو خسائر في القوى العاملة والمعدات العسكرية وهي: 29 فرداً، وسبع ناقلات جند مدرّعة، وثلاث قطع من الآليات”.

من جانبها، أكدت قوات دونيتسك، اليوم الخميس، أنها تمكّنت بمساعدة الجيش الروسي من تدمير راجمتي صواريخ من طراز “غراد” و 47 عنصراً من قوات الأمن الأوكرانية خلال الـ24 ساعة الماضية.

جاء ذلك بينما أعلن ديفيد أراخاميا رئيس حزب “خادم الشعب” الحاكم في أوكرانيا أن القوات الأوكرانية تفقد حوالي ألف قتيل وجريح كل يوم في المعارك في دونباس.

ونقل موقع “أكسيوس” الأمريكي عن أراخاميا الذي يزور واشنطن حالياً قوله: إن “الجيش الأوكراني يخسر ما يصل إلى ألف قتيل وجريح كل يوم في دونباس”.

وأضاف: إن القوات المسلحة الأوكرانية تخسر ما بين 200 إلى 500 قتيل من أفرادها في دونباس يومياً.

وفي سياق آخر، قال مصدر في قيادة قوات جمهورية دونيتسك الشعبية: إن الفصائل المسلحة الأوكرانية قصفت في الرابعة صباحاً بلدة ماكييفكا بأربع قذائف مدفعية من عيار 152 مم.

وفي الساعة 4:50 صباحاً قصفت القوات الأوكرانية بلدة بانتيليمونوفكا بأربع قذائف من عيار 122 مم.

ويوم أمس الأربعاء، ذكر مقر الدفاع الإقليمي للجمهورية، أن قصف القوات الأوكرانية لبلدة ماكييفكا أسفر عن مقتل امرأة وإصابة أخرى بجروح.

من جهة ثانية، صرّح رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، دينيس بوشيلين بأنه يشترك في التقييم القائل بأن العملية الخاصة في أوكرانيا يمكن أن تكتمل بحلول نهاية العام.

وكان آدم ديليمخانوف، النائب في مجلس الدوما، الذي شارك في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا وفي جمهوريتي دونباس، قد ذكر في وقت سابق أنه يأمل في أن تستكمل العملية الخاصة بحلول نهاية هذا العام.

وقال بوشلين في معرض إجابته على سؤال عمّا إذا كان يشارك ديليمخانوف في تقييمه: “أنا أمل فعلاً في ذلك”.

وأضاف بوشيلين: إن نتيجة العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، يجب أن تكون تحرير “جميع المدن الروسية” هناك، بما في ذلك أوديسا.

وخلال ردّه على سؤال حول مصير أوديسا قال: “يجب تحرير كل المدن الروسية في أوكرانيا”.

إلى ذلك، استلم المرتزقة الأجانب من بريطانيا والمغرب، الذين حُكم عليهم سابقاً بالإعدام في جمهورية دونيتسك الشعبية، نصّاً مترجماً للحكم، حسبما نقلت وكالة “تاس” عن المحكمة العليا في دونيتسك.

وقال مسؤول في المحكمة: “لقد استلموا النص الكامل للحكم بحقهم الذي تُرجم لهم بموجب القانون”.

وقالت المحكمة: إنها لم تتلقّ التماساً بالعفو من البريطانيين أيدن أسلين وشون بينر، والمغربي إبراهيم سعدون، المحكوم عليهم بالإعدام بعدما أدينوا في وقت سابق هذا الشهر بـ”العمل كمرتزقة ومحاولة الاستيلاء على السلطة بالقوة في جمهورية دونيتسك الشعبية”.

من جانبها، قالت يوليا تسيركوفنيكوفا، محامية بينر: إن المملكة المتحدة لم تتواصل مع سلطات دونيتسك فيما يتعلق بحكم الإعدام الصادر في حق بينر وأسلين.

كذلك أوضحت تسيركوفنيكوفا اليوم الخميس، أنه يمكن لموكلها ومدانين آخرين التقدم بطلب للعفو بعد دخول الحكم حيز التنفيذ.

وأكدت المحامية أن المحكمة العليا في دونيتسك والتحقيق لم ينتهكا حقوق بينر.

في سياق متصل، صرّحت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تتقدّم بطلب إلى روسيا بعد بشأن احتجاز اثنين من المرتزقة الأمريكيين في ضواحي خاركوف.

وتابعت زاخاروفا، في برنامج “سولوفيوف لايف” للإعلامي الروسي الشهير، فلاديمير سولوفيوف، صباح اليوم بأنها لا تملك أي معلومات عن أي اتصالات أمريكية بالجانب الروسي بهذا الشأن، وهي تتابع كل يوم، إلا أنها وعدت بالتحقق من آخر المعلومات الموجودة اليوم.

وكانت صحيفة “التلغراف” قد نشرت، في وقت سابق، أن جنديين أمريكيين سابقين قد تم أسرهما خلال القتال مع القوات الروسية في أوكرانيا، خلال معركة شرسة خارج مدينة خاركوف الأسبوع الماضي، وهما ألكسندر دريك (39 عاماً)، وآندي هوين (27 عاماً)، وكانا يعملان متطوّعين مع إحدى الوحدات العسكرية الأوكرانية النظامية، وهما أول جنديين أمريكيين ينتهي بهما الأمر كأسرى حرب لدى روسيا.

وقالت “التلغراف” في تقريرها: إن اعتقال الأمريكيين سوف يكون أمراً “حساساً” من الناحية الدبلوماسية، حيث “سيسعى الكرملين إلى استخدامه كدليل على أن الولايات المتحدة أصبحت متورّطة بشكل مباشر في الحرب، ومن المرجح أن يطالب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بتنازلات كبيرة مقابل إطلاق سراحهما”.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أعلن من جهته، أن أكثر من 40 دولة من حلفائها قدّمت دعماً عسكرياً لأوكرانيا على خلفية العملية العسكرية الروسية في هذا البلد.

وقال بلينكن في بيان له، يوم الأربعاء: إن “المساعدات الأمنية من الولايات المتحدة وكذلك من أكثر من 40 دولة من حلفائنا وشركائنا، تواصل تعزيز قدرات أوكرانيا لغرض حماية استقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها، ولغرض ضمان الانتصار في ميدان المعركة وفي نهاية المطاف لغرض تعزيز مواقف أوكرانيا وراء طاولة المفاوضات”.

وأشار إلى أن القيمة الإجمالية للمساعدات التي تم إرسالها لأوكرانيا منذ انطلاق العملية الروسية بلغت أكثر من 5.6 مليارات دولار.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أبلغ نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بأن واشنطن خصّصت لكييف حزمة جديدة من المساعدات الأمريكية بحجم مليار دولار، إضافة لمساعدات إنسانية بقيمة 225 مليون دولار.