“العنف ضد المرأة” في ثقافي صبورة
حماة – ذكاء أسعد
المرأة عمود المجتمع وركيزته فإن صلحت المرأة صلح المجتمع وإن فسدت فسد المجتمع، بهذا العنوان قدم المحامي عصام عبشي محاضرة تثقيفية في المركز الثقافي العربي في الصبورة تناول خلالها مصطلح العنف ضد المرأة بأنواعه وأسبابه وطرق الحد منه.
بداية أوضح عبشي أن هذا العنف كان ولا يزال ظاهرة عامة لا تختصر بشكل واحد إنما تتخذ عدة أشكال منها العنف اللفظي الذي يعد أهم أشكال العنف تأثيراً على الصحة النفسية للمرأة، وهو النوع الأكثر انتشاراً في المجتمعات، ويتمثل بشتم المرأة بألفاظ بذيئة أو تعريضها للحرج أمام الآخرين أو السخرية منها، أما العنف الجسدي وهو أكثر أنواع العنف وضوحاً فيشمل ممارسة القوة الجسدية وإلحاق الأذى بها، بينما يرتبط العنف النفسي بالعنف الجسدي فتعرض المرأة للعنف الجسدي يخلق لديها آثارا نفسية كبيرة حيث يمارس هذا العنف من خلال إفقادها الثقة بالنفس والتقليل من شأنها وإمكانياتها وقدراتها، ويشمل العنف أيضاً العنف الاقتصادي من خلال التحكم في مستوى حصول المرأة على الرعاية الصحية والعمل والتعليم بالإضافة إلى عدم مشاركتها في اتخاذ القرارات المالية وغيرها.
وعزا عبشي أسباب هذا العنف لعدة عوامل تتمثل بالأعراف الاجتماعية التي تقلل من فرص المرأة في الحصول على العمل والتعليم بالإضافة إلى المعايير الثقافية المجتمعية كتقبل العنف ضدها كوسيلة لحل وتسوية الخلافات بين الأشخاص.
وتعد العوامل النفسية سببا من أسباب العنف ضد المرأة كتعرض الطفل للأذى أثناء طفولته ومشاهدته للعنف بين والديه إلى جانب غياب الأب معنويا في بعض الأحيان، واعتبر عبشي أن العوامل الاقتصادية هي من أهم دوافع وأسباب العنف بسبب الظروف المعيشية الصعبة وإسراف المرأة في الاستهلاك أحياناً.
وللحد من هذه الظاهرة، أكد عبشي على ضرورة تعزيز جانب التصدي لهذا العنف عن طريق المناهج الدراسية حيث يجب أن تضم برامج ومقررات للتعريف بالعنف، إلى جانب اتباع الوسائل والخطط الاقتصادية التي تمكن المرأة من تعزيز دورها في المجتمع والاستراتيجية التي تعزز المساواة بين الرجل والمرأة ومهارات التواصل فيما بينهم إضافة إلى البرامج التوضيحية لضرورة قيام العلاقات بين الأزواج وداخل المجتمع على مبدأ “المرأة هي مصدر الحياة ومنبع السعادة، هي الأم والأخت والزوجة والابنة” خاصة وأن الشرع والقانون حض على وجوب احترام المرأة ومعاملتها بالحسنى..