“رؤية” توظيف الغيتار في مقطوعات شرقية وغربية
الموشح الشهير”لما بدا يتثنى” كان بنغمات مختلفة بأصابع عازف الغيتار الماهر سليمان الشلبي على مسرح الدراما في دار الأوبرا بحضور جمهور كبير، لا سيما من الشباب في الأمسية التي قدمها مع مجموعة من الموسيقيين بعنوان “رؤية” أظهر فيها إحدى تجارب الموسيقيين الشباب الأكاديميين القوية، ومهارات العزف التقني والتأليف الموسيقي، إضافة إلى عزف أنماط موسيقية عالمية مختلفة من التانغو والفلامنكو والتراث الإسباني والعالمي ليكون الغيتار البطل في أغلب المقطوعات حيناً وبالتحاور مع بقية الآلات بتنويعات وارتجالات في أحايين أخرى.
وقد رافق سليمان الشلبي محمود كنفاني على البيركشن وعمار علي على الكولا وديمة خير بيك على الكمان وعماد مرسي على التشيللو ومحمد عمران على الدرامز، ومعن الشروف على غيتار باص، وتمت استضافة الطالب سماح عماد أبو راس عازف الكمان من معهد صلحي الوادي.
وقد افتتحت الأمسية بمقطوعة ملح أحد مؤلفات الشلبي على الغيتار ذات الطابع الشرقي وأبدع بمهاراته بالعزف التقني السريع بالأصابع وبالريشة بمرافقة الدرامز والبيرغشن.
كما عزف الأغنية الشهيرة من أوبرا كارمن لبيزيه “هابنيريا” فأعاد الجمهور إلى تخيل الرقصة على وقع خطوات الجمل القصيرة المتلاحقة، بمشاركة التشكيلة الموسيقية مع فاصل الكمان.
وتغيرت أجواء الأمسية بالانتقال إلى موسيقا التانغو العاطفية لآستور بيازولا “ليبير تانغو” فبدأت بالكمان ثم الغيتار وآلات المجموعة لتنتهي بقفلة متتالية الغيتار الرائعة، تتبعها الرقصة العالمية “لا كومبارسيتا” للمؤلف جيراردو مانوس رودريغيز، باستضافة سماح عماد أبو راس من معهد صلحي الوادي صولو الكمان الذي استحوذ على إعجاب جمهور الأوبرا وأبدى مهارات متقدمة بالعزف، فأصغى الجمهور إلى جمالية الألحان الراقصة بدور خاص لآلة الكولا (نوع من الناي).
وبالعودة إلى التأليف الموسيقي عزفت مقطوعة عمار علي “حنين” التي أخذت فيها الكولا دوراً أساسياً مع فاصل التشيللو ودور الكمان، وإلى التراث الإسباني والفلامنكو، وبدا إيقاع العزف السريع على الغيتار للشلبي بالأصابع بشكل مذهل، وتبعتها مقطوعات عالمية لمانويل دي فايا وفيفالدي وتميزت بالبداية القوية بالتحاور بين الكمان والغيتار، ثم عزفت المقطوعة الشهيرة “czardas” للمؤلف مونتي وبدأت بلحن رقيق ثم التصاعد اللحني بتداخل صولو الكمان كفاصل المقطوعة الأخيرة “مالكونيا” للمؤلف إرنسيتو ليكوينا كانت الأجمل لأنها جمعت بين مهارات الموسيقيين على آلاتهم بمحاورة جماعية وفردية قدموا فيها ارتجالاتهم المتميزة لاسيما الإيقاع والكمان بمحاورة ثنائية مع الغيتار، إضافة إلى دور التشيللو.
مقام “شفتتلي”
عازف الغيتار سليمان الشلبي الذي مزج بين الفلامنكو واللحن الشرقي أوضح لـ “البعث” أن مقطوعته “ملح” مقطوعة شرقية بحتة على مقام “شفتتلي” وظّف فيها الغيتار بشكل أساسي، مثل مؤلفاته وميض وزحمة وتخاطر، إضافة إلى إعادة توزيع مقطوعات من التراث.
الكولا والتانغو
وتابع بأن أمسية “رؤية”، التي وزع فيها كل المقطوعات، محاولة توظيف الغيتار بالمقطوعات العالمية والشرقية من رؤيته وخاصة بالتانغو.
أما عن توظيف آلة الكولا بمقطوعة لاكومبارسيتا فعقب بأنه وظّفها بمقطوعة تانغو لتكون الآلة الأساسية، وهذا شيء جديد لأن آلة الكولا تعزف المقطوعات الشرقية.
عازفة الكمان ديمة خير بيك تحدثت عن مشاركتها بمقطوعات التانغو والفلامنكو وبمقطوعة حنين كان لها دور بالعزف الشرقي على مقام بيات، وعن الارتجالات بالعزف التقني للموسيقيين.
أما عازف الكمان سماح عماد أبو راس فتحدث عن الحوارية بينه وبين الغيتار بأنها فكرة العازف سليمان الشبلي للخروج من القالب الكلاسيكي البحت.
ملده شويكاني