رياضةصحيفة البعث

اللاعب المحترف في الدوري الكروي.. نعمة أم نقمة؟

ناصر النجار

من المؤكد أن قرار السماح لأنديتنا المحترفة بكرة القدم بالتعاقد مع لاعبين محترفين اثنين عرب أو أجانب أثلج صدر البعض، وله العديد من الإيجابيات، كما له الكثير من السلبيات، ويمكننا مناقشة الأمرين بالقليل من الهدوء والحكمة.

من الإيجابيات أن القرار يعيد المنافسة إلى الدوري بين اللاعبين، فيشحن همم بعض لاعبينا المحليين ليرتقوا إلى مستوى الوافدين، كما يرفع مستوى الدوري بنسبة تعادل مستوى اللاعبين المتعاقد معهم، وقد تكون هناك فوائد فنية أخرى، إضافة إلى أن هذا الباب سيفتح المجال أمام التعاقد مع مدربين عرب وأجانب، كما فعل نادي الوحدة، وقبله أهلي حلب.

على صعيد السلبيات هي كثيرة، فالعديد من الفرق قد لا يكون بمقدورها التعاقد مع لاعبين من خارج سورية لأسباب مالية، وهذا سيجعل الشرخ واسعاً وكبيراً بين الأندية، لنعود كما السابق لنجد الأندية الغنية والأندية الفقيرة مجموعين بدوري واحد غير متكافئ.

قرار الموافقة لم يشترط أي شيء، ولم يوضح أي بند، فهل التعاقد سيكون مباحاً مع أي لاعب دون أية ضوابط؟.. في السابق كان يشترط قبل التعاقد مع أي لاعب أن يكون لاعباً في الدرجة الأولى في بلاده، وقد تكون الدول العربية والمجاورة معروفة لدينا بتصنيفات أنديتها، أما السنغال والكاميرون وغيرهما فقد تكون هناك صعوبة لدى البعض بمعرفة اللاعب المستورد من هناك، ومستواه ومستوى الفرق التي لعب لها.

بكل تأكيد، نحن نشير بشكل مباشر إلى السمسرة والفوائد الشخصية، فهناك الكثير من السماسرة الذين يريدون ترويج اللاعبين ليحصلوا على مكاسبهم دون أن يعيروا الشأن الفني أي اهتمام.

في كل العالم نجد أن اللاعب الجديد يخضع لفحوص طبية وفنية قبل التعاقد معه ولو كان بمستوى رونالدو وميسي عند الانتقال من ناد لآخر، وهذا أمر معروف للجميع، ويجب أن يكون شرطاً بين المسوقين والنادي، حيث إن النادي بريء الذمة من أي لاعب لا يجتاز الفحص الطبي والفني، ولا يحظى برضى الكادر الفني، فأنديتنا ليست مقاصد سياحية للاعبين والمدربين والمسوقين، ولا يجب على النادي أن يدفع تكاليف سفر وإقامة أي لاعب أو مرافق أو غيرهما ما لم يتم التعاقد معه، وهذه النقطة مهمة جداً حتى لا تقع أنديتنا فريسة الطمع وتحت بند هدر المال العام، فهذا الباب لو فتح دون قيود وضوابط فإن الكلف والنفقات ستكون عالية، والشبهات ستلحق إدارات الأندية في هذا المجال.

من جهة أخرى، إذا كانت أنديتنا مفلسة، ودائماً على خلاف مع مدربيها ولاعبيها، فمن أين ستدفع للمحترفين عقودهم، وهل تستطيع الالتزام بذلك؟ وإذا كانت لجنة اللاعبين المحترفين تفض النزاعات الداخلية، وقد تكون هذه النزاعات سهلة لأنها محلية ويمكن أن تنتهي بالتراضي، فلتحذر أنديتنا عند خلافها مع أي لاعب محترف لأنه سيتوجه للفيفا مباشرة، وسبق لأنديتنا أن وقعت بهذا المطب سابقاً، لذلك فالحذر يكمن في البداية عند الانتقاء، وعند توقيع العقد.