للمرة الثانية.. غزوان الزركلي يلتقي جمهوره في مسرح الحمراء
رقصة البولونيز “فانتازيا” – مصنف 61 مقام لا ماجور – للمؤلف شوبان ذات الموسيقا الحالمة البطيئة، ازدادت جمالاً بعزف الدكتور غزوان الزركلي في الأمسية التي قدمها على مدى يومين على مسرح الحمراء في دمشق، وتزامنت مع الاقتراب من الاحتفالات باليوم العالمي للموسيقا الموافق الحادي والعشرين من شهر حزيران، بحضور كبير من عشاق الموسيقا الكلاسيكية ومحبيه.
وتأتي هذه الأمسية لمناسبة تجاوزه ستين عاماً بالمشاركة بالحياة الموسيقية داخل سورية وخارجها، وإغنائه الموسيقا بين التدريس الأكاديمي والعزف والتأليف الموسيقي والترجمة عن اللغة الألمانية إلى العربية، إضافة إلى أنه محكم دولي حاز على جوائز محلية ودولية، وله ثماني إسطوانات ليزرية في العزف والتأليف، كما ألّف ثلاثة كتب موسيقية باللغة العربية، وأدار مدرسة باسمه في مدينة فايمر الألمانية، ويحمل الجنسية الألمانية.
وهذه المبادرة الإيجابية تكرر للمرة الثانية على التوالي بعد لقائه العام الماضي بجمهور مسرح الحمراء.
وقد اختار الزركلي مجموعة أنماط مختلفة من أعمال شوبان وبيتهوفن، إذ خُصص اليوم الأول لعزف مجموعة من آخر أعمال شوبان هيمنت عليها الأجواء الحالمة لاسيما أن معظمها من مقام المينور وتدرجاته الذي يقابله مقام النهاوند بالموسيقا الشرقية، فتنوعت المقطوعات وفق قوالب موسيقية مختلفة، وكانت البداية بأربع مازوركات، والمازوركة شكل موسيقي بولندي طوّره شوبان، وتتألف من ثلاثة أزمنة، تبدأ بمقدمة تمهيداً للحن الحالم والحيوي الممتد، فمن مصنف 4/17 مقام لامينور، إلى مصنف 4/68 مقام فامينور، إلى مصنف 3/63 مقام دومينور، لتنتهي ب مصنف 4/67 مقام لا مينور.
كما عزف “بالاد” وهي شكل موسيقي مستمد من سرد شعري على خلفية موسيقية، مصنف 52 مقام فامينور.
وفي القسم الثاني من الأمسية عاد الزركلي إلى عزف مازوركتين من مصنف آخر وصولاً إلى عزف السوناتا القالب المعروف لدى عشاق الموسيقا الكلاسيكية والمؤلف من حركات متعددة مختلفة، فاختار سوناتا رقم 3 مصنف 58 مقام سي مينور، وقد أبهر جمهوره بأسلوب عزفه الفريد الذي جعله في مصاف العازفين العالميين متنقلاً بين الحركة الأولى “احتفالية” إلى الحركة الثانية سكيرتزو-بالغة الحيوية- إلى الحركة الثالثة –بطيئة- انسابت برقة ليكون الاختتام بالحركة الرابعة “ختام سريع وباعتدال” وتخللته وقفات حادة وضربات قوية.
وفي اليوم الثاني عزف الزركلي مجموعة من سوناتات بيتهوفن، منها سوناتا ضوء القمر التي مزجت بين الحب والحلم والحزن والمعاناة، وكانت قريبة جداً من بيتهوفن لمست مشاعره العاطفية ومعاناته من مرضه.
من دمشق إلى باريس
وبدا د.الزركلي سعيداً بلقاء محبيه وأصدقائه وبتفاعل الجمهور الكبير معه، وتحدث مع البعث عن نشاطاته خلال زيارته الوطن، إذ أقام ورشة عمل في المعهد العالي للموسيقا في دمشق، وسيقوم بورشة عمل ثانية في اللاذقية في المعهد الموسيقي التابع لوزارة الثقافة، ومن ثم سيتابع أمسياته العالمية التي ستبدأ في باريس.
ملده شويكاني