أخبارصحيفة البعث

خسارة متوقّعة للحزب الديمقراطي.. والسبب “أسوأ رئيس في تاريخ أمريكا”

تقرير إخباري:

تشكّل انتخابات التجديد النصفي الأمريكي وسيلة للحزب الخاسر في الانتخابات الرئاسية الأمريكية “وهو في هذه الحالة الحزب الجمهوري”، لاستعادة الأكثرية من الحزب الرابح “الحزب الديمقراطي”، كما تكتسب هذه الانتخابات “المقرر إجراؤها في تشرين الثاني القادم” أهميتها من تأثيرها الكبير في الاتجاه الذي تسير نحوه البلاد، ويُركز معظم الاهتمام في الانتخابات النصفية على الكونغرس بمجلسيه “الشيوخ والنواب”، وبناءً عليه من يسيطر على أحد المجلسين يسيطر على البرنامج السياسي للبلاد.

ومع ما تشهده أمريكا من تضخّم لم يحدث منذ ما يقارب الـ40 عاماً وارتفاع في أسعار الغاز، يُحشر الرئيس الأمريكي جو بايدن ومن خلفه الحزب الديمقراطي في زاوية التعرّض لهزيمة شبه مؤكدة أمام الحزب الجمهوري الذي سيسعى لاستغلال الوضع للفوز، وهو ما أكده الجمهوري لانس جودن عضو الكونغرس عن ولاية تكساس الأمريكية، الذي قال في تصريح لشبكة “فوكس نيوز”: إن الوضع مع ارتفاع التضخم وأسعار الوقود القياسية في الولايات المتحدة لن يتغيّر في المستقبل القريب، حيث تواصل إدارة بايدن “صبّ البنزين الغالي على النار”، ما سيمثل ضربة قاضية لبايدن في الفترة التي تسبق انتخابات التجديد النصفي، وعلينا استغلالها.

جودن أعتبر أن بايدن وفريق عمله يحاولان رفع المسؤولية عن أنفسهم، عبر اتهام الآخرين بأخطاء إدارتهم الاقتصادية الفاشلة التي سبّبت الكثير من الأزمات، عبر قوله: إنهم يرفضون الاعتراف بخطئهم ويلومون روسيا ويلومون شركات النفط والغاز.. الأمريكيون يشعرون بالإهانة والضجر من الوضع الحالي، لكن الرئيس الأمريكي يوجّه أصابع الاتهام إلى الجميع ما عدا نفسه. وتابع جودن تحليله لأسباب الأزمة الاقتصادية، وقال: الأزمة التضخمية الحالية في الولايات المتحدة كانت نتيجة الإنفاق الحكومي المفرط وضخّ الأموال في الاقتصاد، ما أدّى إلى كارثة.. أعتقد أنه في الفترة التي تسبق انتخابات التجديد النصفي، التي ستجرى خلال بضعة أشهر فقط، ستكون أسعار البنزين مدمّرة بالنسبة له.

توقعات جودن حول عجز إدارة بايدن عن إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية قبل موعد الانتخابات النصفية، قابلها تأكيد من وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين خلال مقابلة مع شبكة ABC، أن السلطات الأمريكية لن تكون قادرة على خفض التضخم المرتفع في المستقبل القريب، مبرّرة ذلك بالقول: إن التضخم مرتفع بشكل غير مقبول، ومن المهم أن ندرك أن الولايات المتحدة ليست الاقتصاد المتقدم الوحيد الذي يعاني من ارتفاع التضخم، بل نراه في المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، وأسبابه عالمية.

هذه التبريرات التي ساقتها وزيرة الخزانة الأمريكية، وتبريرات بايدن من قبلها، بأن أزمة كوفيد هي سبب ما يجري، لم تُفلح حتى في إقناع أعضاء الحزب الديمقراطي أنفسهم، ففي استطلاع للرأي أجراه مركز “بيو” للأبحاث، تبيّن أن أقل من 50 في المائة من الديمقراطيين يُؤيدون الأداء الوظيفي لبايدن، كذلك تراجعت شعبية بايدن، بشكل قوي بعد الانسحاب الكارثي من أفغانستان، حيث اهتزت الصورة العامة للرئيس وللولايات المتحدة في العالم على صعيد الخبرة والكفاءة، وأيضاً حسب المركز، ربما تكون الحالة الذهنية للرئيس بايدن “الذي يقول أحياناً أشياء لا يفهم معناها” سبباً رئيسياً في انخفاض شعبيته.

التراجع في شعبية بايدن لم يقتصر على الداخل الأميركي، فالكثيرون في الغرب أيضاً باتوا يرون أن إدارة بايدن مخيّبة للأمل، وأن أمريكا في حالة تدهور مذهل، حسب مقال نشرته صحيفة ديلي تلغراف البريطانية تحت عنوان (عصر بايدن كارثة للغرب والعالم الحر) للكاتب البريطاني نايل غاردنيير، الذي رأى أن أمريكا دخلت في عهد بايدن حالة من الفوضى الكارثية، حيث بدأ اقتصادها مرحلة السقوط الحر باتجاه متسارع نحو الركود الشامل، وهبوط أسواق الأسهم الذي يمحو تريليونات الدولارات من صناديق التقاعد الأمريكية، ولفت غاردنيير إلى أن المشكلات في الداخل الأمريكي لا تقتصر على الاقتصاد بل أرخت بظلالها السوداء على الجانب الاجتماعي مع زيادة الهجرة غير الشرعية عبر الحدود الجنوبية، وارتفاع معدلات الجريمة في المدن الأمريكية إلى أعلى المستويات منذ عشرات السنين، وأصبحت الفوضى وعدم احترام القانون مرة أخرى مشكلة تؤرّق الناخب الأمريكي.

 

إذاً في حال خسارة الحزب الديمقراطي المتوقعة ستقع إدارة بايدن تحت تحدي تمرير القوانين في مجلس “على الأقل من مجلسين تشريعيين” مسيطرٍ عليه من الجمهوريين وهو ما يمكن أن يدخل البلاد “مع تفاقم الأزمات الٌاقتصادية والطاقة وغيرها” في حالة شلل تام، سيكون سببه الأول “أسوأ رئيس للولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين” حسب وصف السيناتور الجمهوري السابق تيد هارفي للرئيس الأمريكي الحالي.

 

إبراهيم مرهج