ضحى جواد العائدة من مهرجان كربلاء: أحمل تمنيات كثيرة بضرورة تواجد كتاب الطفل السوري في المعارض العربية
الحلو والممتع أن تسافر عبر الزمن والأمكنة لتلاقي أطفالاً وتقرأ لهم من قصصك، وتعرض لهم لوحات حكاياتك، الطفولة جواز سفر لا ينضب، دائم الفرح، يهون في سبيله كل تعب وجهد، ومعرض كتاب الطفل يظل فرصة للقاء الكلمة واللون والحضور الطاغي للتنظير عن ثقافة الطفل، والسبل العملية للنهوض بواقع قصص الأطفال في الوطن العربي، ومشاركة كتّاب وفنانين سوريين في معرض العراق لكتاب الطفل الذي أقيم في مدينة كربلاء، كان له أثر طيب في نفوس جميع الحضور، ضيوفاً ومضيفين، وكانت الكاتبة ضحى جواد أحد الضيوف المشاركين في معرض كربلاء، وكان لـ “البعث” هذا الحوار حول المعرض للحديث عن المشاركة السورية.
بداية قالت ضحى جواد: تلقيت دعوة كريمة من قبل إدارة مهرجان كربلاء الدولي لكتاب الطفل في العراق للمشاركة بفعاليات ونشاطات المعرض بدورته الخامسة، تضمنت المشاركة القيام بالعديد من النشاطات والورش القصصية والفنية والندوات والحوارات الثقافية التي قامت على هامش المعرض، والقيام بنشاطات ثقافية خارجه، منها النشاط الترفيهي للأطفال المقيمين في مشفى وارث الدولي للأورام السرطانية الذي يعد المشفى الأول في العراق، ومن أهم مؤسسات الشرق الأوسط، وذلك بهدف نقل شيء من بهجة المعرض للأطفال المرضى، وأيضاً من الإضافات الجميلة لي زيارة دار الوارث للطباعة والنشر والتوزيع، وهي من الدور الرائدة بالنشر، وذلك للاطلاع والتعرف على جميع مراحل تصنيع الكتاب، ومن المحطات المهمة أيضاً زيارة المراكز الثقافية التي تُعنى بأدب الطفل، ومنها مركز المحسن لثقافة الأطفال، وكانت فرصة في غاية الأهمية للاطلاع على جوانب العمل في المركز، ومنها المطبوعات الدورية، وصناعة الأفلام الكرتونية، والنتاجات الالكترونية، وأيضاً من الزيارات المهمة زيارة دار البراق للنشر والتوزيع، وهي من دور النشر الرائدة الحاصلة على جوائز عربية مهمة، والاطلاع على منتجات الدار الثقافية بما يخص كتب الأطفال، وأيضاً زيارة متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات القديمة.
وعن أهمية هذا المعرض قالت ضحى جواد: لهذه المعارض أهمية كبيرة للطفل والكاتب، ولكل مثقف ومهتم بأدب الطفل، ولكل العاملين بهذا المجال، فهي مكان التقاء الكاتب بجمهوره من الأطفال، والتواصل المباشر معهم، فما أجمل أن يصلك بشكل مباشر رأي الأطفال بقصتك، ومن المثير أن تلمس الانطباع الجميل الذي تركته القصة فيهم، وكم كانت فرحتي كبيرة حين رأيت الفرح بعيون الأطفال زوّار المعرض، خاصة حين كنت أقدم لهم قصة فتصبح سعادة الطفل أكبر حين يرى أمامه الكاتب يحاوره ويوقّع الكتاب باسمه.
وعن الكتاب الورقي، أضافت ضحى: هذه الفعالية الثقافية الحضارية تجذب الطفل للكتاب الورقي، خاصة حين يختاره بنفسه ويقتنيه من مصروفه ويتلمس غلافه ويتصفح أوراقه ويقرؤه بحب، وقد التقيت أطفالاً موهوبين بالكتابة والرسم، وهذه اللقاءات كانت حافزاً إيجابياً لهم لتطوير موهبتهم.
في الحقيقة، معارض الكتب فرصة بالغة الأهمية للتبادل الثقافي والمعرفي فقد التقيت بالعديد من الأدباء والمثقفين والفنانين من كُتّاب ومسرحيين ورسامين، والكثير من العاملين في مجال أدب الطفل من ذوي الكفاءة والخبرة والاختصاص من كافة الدول العربية، منها العراق ومصر ولبنان والأردن، فهذا التواصل المعرفي والتفاعل الحي والعمل معاً يغني مسيرة الكاتب الإبداعية، وقد حرصت على عرض نماذج من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب (ما استطاعت حمله يداي)، خاصة مجلتي الأطفال أسامة وشامة وإيصالها للطفل العربي، وتم الاطلاع عليها من قبل الكثير من المثقفين والمشتغلين بالأدب الموجّه للطفل، وكانت الأصداء جميلة جداً ومشجّعة، وشعرت بكمية الشوق الكبيرة للمنتج الثقافي السوري، ولمست الحاجة الضرورية لتواجد الكتاب السوري في المعارض العربية والدولية لما له من أهمية في التعريف بمنتج بلدنا الثقافي الذي نفخر به، والذي لا يقل أهمية عن أي منتج عربي أو عالمي برفد أدب الطفل بكل ما هو جيد، وللكاتب السوري مكانته وتقديره أيضاً، فقد حظيت بالكثير من التكريم وشهادات الشكر والتقدير.
وفي الختام، قالت ضحى جواد: حُمّلت بالكثير من الأماني المخلصة والصادقة بضرورة تواجد الكتاب السوري في الدورات القادمة للمعرض، وفي المعارض العربية الأخرى.
جمان بركات