“التريث و”التراجع” السمة الأبرز لقرارات “التربية”.. أربكت مديري المدارس وانعكست سلباً على الطلاب!

تراجعت وزارة التربية عن بلاغها الوزاري المتضمّن شروط النجاح في الصفين الأول والثاني الثانوي، إذ طلبت من مديرياتها التريث بتطبيق البلاغ، وذلك من خلال تعميم يطلب العودة إلى شروط النجاح في القرار رقم8 \ 443 تاريخ 25 \ 6 \2016 الذي يعدّ الطالب ناجحاً في حال حصوله على درجة نهائية غير اللغة العربية لا تقلّ عن 20%، علماً أن البلاغ الوزاري رقم 1890 \ 543 (4\3) تاريخ 30 \8 \ 2021 حدّد شرط النجاح بأن يحصل الطالب على درجة لا تقلّ على نسبة 40% ما عدا اللغة العربية.

استغراب إداري!

اعتبر مديرو مدارس أن هذا التراجع عن البلاغ جاء متأخراً، ولاسيما أن المدارس قد أنهت إعداد المحصلات ووزعت الجلاءات، ليشكل عبئاً كبيراً عليهم كونهم سيعيدون تنظيم المحصلات والجلاءات المدرسية من جديد، مستغربين هذا التأخير من المعنيين في وزارة التربية، خاصة وأن البلاغ الوزاري لم يكن قراراً صحيحاً كونه لم يأتِ في التوقيت المناسب ولم يخضع لدراسة متأنية من مختصين!.

“البعث” كانت قد استبقت قرار التريث بأيام قليلة باستطلاع عن التغذية الراجعة عن البلاغ الوزاري، إذ أكد أغلب مديري المدارس الذين التقيناهم أن هناك تخبطاً وتسرعاً من المعنيين بوزارة التربية من خلال إصدار قرارات ارتجالية، ومن ثم العودة عنها، معتبرين أن تطبيق البلاغ الوزاري زاد من نسبة الرسوب في الصفين المذكورين بشكل كبير.

بلاغ مجحف

وكشفت إحدى مديرات المدارس بريف دمشق عن رسوب 69 طالباً وطالبة من أصل 200 طالب وطالبة، وهي نسبة عالية جداً، معتبرة أن نسبة 40% وفق البلاغ الوزاري جاءت مجحفة بحق الطلاب، وفي الوقت نفسه نسبة 20% ليست منطقية فهي قليلة جداً، داعية إلى وضع نسبة وسطية قد تكون 30% بما يتناسب مع المستوى التعليمي لأغلب الطلاب في ظل هذه الظروف، وخاصة مع وجود نقص في عدد المدرّسين الاختصاصيين بالمدارس.

أحضان “الخاص”؟

ولم يخلُ تطبيق البلاغ الوزاري من اتهامات بتسريب نسبة طلاب إلى المدارس والمعاهد الخاصة، إذ اعتبر خبير تربوي أن هكذا قرار ومع نسبة رسوب عالية سيرمي طلابنا في أحضان المعاهد الخاصة التي تتلهف لهكذا قرارات، خاصة وأن أغلب الطلاب  لن يستمروا في مدارسهم بعد رسوبهم وسيلجؤون للتقديم الحر واختبار الترشيح للشهادة الثانوية.

وأشار مختصون تربويون إلى أن وزارة التربية كان عليها دراسة معدل درجات دخول المرحلة الثانوية قبل إصدار أي بلاغ، أو تحديد نسب عالية للنجاح، خاصة وأن هناك محافظات المعدلات المحدّدة فيها للتسجيل بالصف العاشر منخفضة مما أثر على السوية التعليمية للطالب.

غياب الجرأة

ولم يجرؤ المعنيون في وزارة التربية على شرح تداعيات التريث بالقرار، خاصة وأننا تواصلنا مع مدير التعليم في الوزارة عماد هزيم الذي لم يخفِ وجود أسباب من الميدان لإصدار قرار التريث، وطلب منا مهلة دقائق لإعداد ردّ تفصيلي عن وجهة نظر “التربية”، لكنه لم يرسل ما وعدنا به، ليفاجئنا برسالة بعد ساعات بأن القرار واضح حسب وجهة نظر وزير التربية ولا داعي للتفاصيل!!.

يذكر أن “قرار التريث” المذكور لم يكن الوحيد خلال الشهرين الماضيين، إذ أصدرت الوزارة قبل بدء الامتحانات الانتقالية بأيام قليلة قراراً يطلب إجراء سبر للطلاب باللغة العربية، ولكنها عادت عن قرارها بعد ساعات من تعميمه على المديريات؟!.

علي حسون