الصين: سياسة الهيمنة والتكتلات ستؤدّي إلى حروب وصراعات
البعث – وكالات:
أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ ضرورة بذل جهود عالمية مشتركة للحفاظ على السلام والاستقرار في العالم، مشيراً إلى أن الهيمنة وسياسة التكتلات والمواجهة بين المعسكرات لن تأتي بالسلام والأمن بل ستؤدّي إلى حروب وصراعات.
وخلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى الأعمال لدول بريكس في بكين اليوم، شدّد جين بينغ على ضرورة التمسك بمفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني واحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، إضافة إلى بذل جهود مشتركة لتعزيز التنمية المستدامة في العالم ومساعدة الدول النامية على تسريع وتيرة التنمية الاقتصادية، لافتاً إلى أن آلية بريكس تعدّ منصة مهمّة للتعاون بين الأسواق الناشئة والدول النامية في الوقت الراهن، مؤكداً أن تعاون بريكس دخل مرحلة جديدة للتنمية العالية الجودة.
في سياق متصل، حذر نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة داي بينغ من أن العداء داخل المجتمع الدولي بشأن أزمة أوكرانيا يعرقل عمل الأمم المتحدة.
ونقلت وكالة شينخوا عن داي قوله خلال اجتماع لمجلس الأمن حول أوكرانيا تحت عنوان (التحريض على العنف يفضي إلى ارتكاب جرائم فظيعة): إن “العداء يواصل تغلغله في المجتمع الدولي مع امتداد الصراع في أوكرانيا، ويعطل بشكل خطير عمل الأمم المتحدة في مختلف المجالات، ويثير تساؤلات حول سلطة وفعالية مجلس الأمن”.
وأضاف داي: إن مثل هذا المناخ السياسي لا يفضي إلى تسوية مناسبة للأزمة الأوكرانية، ويمكن أن يؤدّي إلى فشل آليات الحوكمة العالمية، ما يدفع العالم إلى مزيد من الانقسام والاضطراب وهو ما لا يصبّ في مصلحة أي طرف.
وحذر الدبلوماسي الصيني من أن خطاب الكراهية بين الدول يمكن أن يسمّم المناخ السياسي الدولي إلى درجة الإضرار بالسلام والاستقرار العالميين، مشدّداً على أن مجلس الأمن على وجه الخصوص يجب أن يتحمّل مسؤولياته ويدير الخلافات وأن يكون قوة فاعلة لتسهيل محادثات السلام والوساطة والمساعي الحميدة.
وأكد داي أن إرسال المزيد من الأسلحة الفتاكة إلى أوكرانيا لن يؤدّي إلا إلى تأجيج العداء وتفاقم الصراعات وإحداث أزمة إنسانية أوسع وإزهاق المزيد من الأرواح البريئة.
من جهة أخرى، أعلن المبعوث الصيني الخاص إلى القرن الإفريقي شو بينغ خلال زيارته لأديس أبابا أن بلاده تريد تأدية دور أكثر أهمية في ضمان السلم والأمن في هذه المنطقة التي تمزّقها نزاعات متعدّدة.
وأتى تصريح الموفد الصيني بمناسبة مشاركته في العاصمة الإثيوبية في أول مؤتمر بين الصين والقرن الإفريقي حول الأمن والحوكمة والتنمية، موضحاً للصحفيين أن المؤتمر هو بمنزلة اختبار لمعرفة كيف يمكن للصين أن تؤدّي دوراً أكثر أهمية ليس في مجالي التجارة والاستثمار فحسب، بل أيضاً في مجالي السلام والتنمية، مبيّناً أن هذه هي المرة الأولى التي تؤدّي فيها الصين دوراً في مجال الأمن ومعتقداً أنها قادرة على القيام بذلك، لافتاً إلى أنه خلال المشاورات التي جرت خلال المؤتمر مع ممثّلي سبع من دول المنطقة الثمانية إذ لم تشارك فيه أريتريا لم نناقش نزاعاً أو خلافاً بعينه.
وأضاف: إن النزاع المسلّح الذي يدور منذ تشرين الثاني 2020 في إقليم تيغراي في شمال أثيوبيا بين الحكومة ومتمرّدين لم يتم التطرّق إليه، مبيّناً أن إحدى مسؤولياته هي التوسط في كل أنواع النزاعات، لكن هناك شرط يجب على الأطراف المعنية أن توافق على ذلك، وهو أننا نحترم في المقام الأول كل وجهات نظر الأطراف المعنية، مشدّداً على أن موضوع الوساطة لم يتم التطرّق إليه خلال المؤتمر ولم يطرح أحد هذه المسألة.
وردّاً على سؤال بشأن سبب غياب أريتريا عن المؤتمر، أكد المبعوث الصيني أن قادة هذا البلد كانوا مؤيدين للغاية لهذا المؤتمر لكنهم لم يتمكّنوا من الحضور لسبب تقني لا علم له به.